مواطن يدفع 120 ألف ريال لاشتراك ابنه بمسابقات عالمية
دفع مواطن 120 ألف ريال تكاليف اشتراك ابنه في مسابقات في كل من أميركا وكوريا الجنوبية في مجال الرياضات الذهنية، والتي تقدمها شركة خاصة في المملكة، بينما دفع آخر 75 ألف ريال لاشتراك ابنه في ذات المسابقة.
ورغم اعتراف الآباء بتطور مستوى أبنائهم في الرياضات الذهنية، وتحقيقهم مراكز متقدمة على مستوى العالم، انتقد بعضهم تخلي الجهات الطلابية المسؤولة عن رعاية مواهب الوطن الناشئة في المسابقات الدولية.
في الوقت نفسه قال المشرف على الإشراف التربوي بإدارة الخدمات التعليمية بالهيئة الملكية بالجبيل إن هذا النوع من المسابقات يستهدف فئة نخبوية، ولا يقدم قيمة مضافة للناتج التعليمي.
دور الجهات المسؤولة
قال جعفر الشيخ من الجبيل الصناعية إن «ابني عبدالله فاز بالمركز الثالث على مستوى العالم في مسابقة الرياضيات الذهنية «الخوارزمي الصغير» التي أقيمت في كوريا الجنوبية فئة «دي» نهاية ديسمبر الماضي، ودفعت نحو 25 ألف ريال تكاليف لمشاركته في المسابقة، ودفعت ضعفها لمشاركته في مسابقة المجموعة في أميركا عام 2015، حيث حصل ابني على المركز الثالث أيضا، وشملت التكاليف تذاكر السفر، والإقامة، والتدريب، والمصروفات اليومية لمدة 10 أيام تقريبا».
وانتقد الشيخ تخلي الجهات الطلابية المسؤولة عن تبني مواهب الوطن الناشئة في المسابقات الدولية، ودعمها، وتسخير كل ما من شأنه خلق التميز والإبداع لهم بما يخدم الوطن.
120 ألف ريال
أكد المواطن عبدالله الأسمري أنه استثمر في تدريب ابنه عبدالملك ورعاية موهبته في الرياضيات الذهنية ما يزيد على 120 ألف ريال، شملت تكاليف المشاركات الخارجية في كل من أميركا وكوريا الجنوبية، إضافة إلى البرامج التدريبية.
وأضاف أن «برنامج الخوارزمي مكن ابني وهو بالصف الرابع بابتدائية تحفيظ القرآن بأبها من إجراء 30 عملية لمسائل حسابية من 4 أرقام، يتوصل لكل منها خلال 30 ثانية إلى دقيقة، حيث يستغرق إظهار بعض العمليات أجزاء من الثانية، وهذا بفضل الله ثم برنامج الرياضات الذهنية».
وأبدى الأسمري استغرابه من تسارع الجهة التي يدرس بها ابنه لتهنئته بالإنجاز دون الإشارة إلى أنه تحقق بجهود شخصية.
فئة نخبوية
أوضح مشرف الإشراف التربوي بإدارة الخدمات التعليمية بالهيئة الملكية بالجبيل بندر الغامدي أن «برنامج الرياضيات الذهنية جيد لتنشيط التفكير في العمليات الرياضية، خاصة للناشئة، لكنه لا يقدم قيمة مضافة للناتج التعليمي، حيث يستهدف فئة نخبوية في هذا الجانب، وليس كل الدارسين، الأمر الذي يعني محدودية الفائدة».
وأشار إلى صحيفة الوطن أن «الطلاب بحاجة إلى برامج تنشيطية عصرية تستهدف ربط الحساب الذهني بمجالات الإبداع والابتكار لتحقيق إضافة للناتج التعليمي بالمملكة».
3 مسابقات
قالت المديرة العامة لشركة «قدرات متميزة» المقدمة لبرنامج الخوارزمي الصغير هناء الصحاف، إن «الخوارزمي الصغير برنامج تعليمي يدرب الطلاب بواقع ساعات محددة لكل مستوى، وينظم مسابقات من ثلاث مراحل، مسابقة محلية على مستوى المنطقة بين المدارس والمراكز المشتركة، ثم ينضم المرشحون منها إلى المسابقة الوطنية على مستوى المملكة، فيما يتأهل الفائزون للمسابقة العالمية التي تشمل 5 مستويات، تقام في ديسمبر من كل عام، وفي دولة مختلفة تختار بترشيح الفائزين، وتصويت الأعضاء».
تنشيط التفكير الحسابي
ترى الصحاف أن «مخرجات البرنامج ممتازة، لأنها تخدم أكثر من الحساب الذهني، فهي تعطي الأطفال الثقة في النفس، والرغبة في التعلم وسرعة البديهة، وتنشط لديهم التفكير الحسابي، وتحديدا في الرياضيات، فالبرنامج يعتبر اللبنة الأساسية لتنشيط عمليات الحساب الذهني لدى الناشئة، مما يحفزهم للإبداع والابتكار مستقبلا، ويجعل الرياضيات التي هي أساس الابتكار علما سهلا ومحبوبا».
وأشارت إلى أن «الطالب بإمكانه إجراء عملياته دون الحاجة للآلة الحاسبة، كما أن العداد المستخدم ليس العداد الصيني الملون القديم، بل هو عداد ذو دلالات رياضية معقدة لا يستطيع استخدامه إلا النابغون في الرياضيات».
برنامج غير معتمد
لفتت الصحاف إلى أن «البرنامج الذي لم يعتمد من وزارة التعليم لعدم إدراجه ضمن الأنشطة اللاصفية والمجدولة لديهم، أثبت نجاحه في تنشيط الرياضات الذهنية لدى الناشئة، وشارك الطلاب في ثلاث مسابقات عالمية، في كل من هونج كونج، والولايات المتحدة الأميركية، وأخيرا كوريا الجنوبية، وأحرز الطلاب السعوديون المراكز الثلاثة الأولى على مستوى العالم»، مشيرة إلى أن مخرجات المسابقة ممتازة مقارنة بالمتسابقين من الدول الأخرى، حيث تم رصد تصاعد في النتائج.