طنش يا عزت
بعد انتهاء عملية انتخاب رئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد لعبة كرة القدم السعودي، التي أفرزت فوز عادل عزت مساء السبت الماضي، شعرت للوهلة الأولى بعد تصريحات منافسه الأول سلمان المالك، ورضاه عن العملية الانتخابية ومباركته، أن فترة عزت لن تكون مملوءة بالمضاربات الإعلامية كما حدث لسلفه عيد طيلة سنوات رئاسته الأربع، رغم إيماني المسبق بأن هذا أمر واقع لا محالة لأي رئيس فائز، بسبب ما شهدته الساحة الإعلامية طيلة الفترة الماضية التي سبقت عملية الاقتراع من تراشق واتهامات، إلا أنني سرعان ما أفقت من غفوتي القصيرة.
أدرك مثل غيري أن هذا المنصب ليس كغيره من الاتحادات الرياضية أو حتى منصب رفيع في اللجنة الأولمبية، بسبب تأثيرات الأندية الكبيرة بجماهيرها وإعلامييها، والضغط المتواصل الذي تحدثه ليل نهار سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام الأخرى، وهذا يعني أن عزت وزملاءه سيبدأون التحدي الكبير بمواجهة هذا الطوفان الإعلامي منذ أول يوم عمل لهم، خاصة أن هناك منافسين وفي مقدمتهم الرئيس المرشح والخاسر خالد المعمر بدأوا بالتظلم ضد إجراءات العملية الانتخابية، وهو ما ينعكس على الإعلام المتصيد، ويترك أثراً على عمل الاتحاد الجديد منذ بدايته إن استمرت الهجمات.
ولأنني لا أريد الخوض في العملية الانتخابية لأنها لعبة خفية مبنية على التوقعات فيما يتعلق بالمصوتين أكثر من أي شيء آخر، وقد توقِعُنا في شُبهة التشكيك وسوء الظن دون دليل، إلا أنني أرى أن الخطوة التي أقدم عليها المعمر وغيره تعتبر مجدية وحقا قانونيا، طالما أنه يملك أدلة كما يزعم وأنها ستكون في فترة الاستئناف الذي ينتهي اليوم الخميس، ولكن هل ستستمر هذه الحملات الإعلامية ضد عزت بعد إعلان النتيجة، أم إنها انطفأت؟، إذا إعتبرنا أن فريق المعمر الإعلامي كان الأفضل بين فريقي المالك وعزت خلال الفترة الماضية، فهو لم يتخذ أسلوب الطعن في منافسيه، كما فعل غيره، خاصة أن هذه الأدوات التي استخدمت ستعمل على إثارة زوبعة وتعطيل عمل المجلس الجديد ومصلحة الوطن الذي يحتاج لوقوف الجميع مع المنتخب الوطني في مشواره القادم نحو مونديال روسيا.
في المقابل على الرئيس الجديد المنتخب أن يضع في حسبانه عملية «التطنيش الإيجابي» لكل ما يسيء له ولزملائه، ويدير ظهره للمنتقدين بهدف النقد فقط، وهم الذين كشفوا عن أنفسهم بعد إعلان النتائج مباشرة، بأنهم سيقفون عقبة مهما كانت الظروف، وأن يواصل العمل على تنفيذ برنامجه الذي وعد به من أجل مصلحة الكرة السعودية دون إغفال للنقد الإيجابي.