أخصائيون يوضحون الآثار المترتبة على أطفال ضحايا الطلاق

الأطفال يبقون ضحية طلاق أبويهما حيث يتشتت الأبناء بينهما، فيتأثر جميع أفراد الأسرة بالطلاق وتبعاته، «جهينة الإخبارية» كان لها هذا الحوار الخاص مع مجموعة من المختصين لتسليط الضوء.
أكد حسين آل ناصر - أخصائي نفسي أول - أن الاستقرار الأُسَري مهم في تحقيق الصحة النفسية للأبناء، مشيراً إلى أن الباحثون في علم النفس قد أثبتوا أن الإنسان ينمو جسديا ونفسيا بشكل أفضل حين تتم رعايته عن طريق شخص يمنحه الحب والأمان، ولا يتم إشباع ذلك إلا في وسط أسري مستقر.
وأشار إلى أن الطلاق يُحرم من إشباع الحاجات الأساسية للطفل ويؤثر في مفهوم الهوية بالنسبة له مستقبلا، كما أنه يشعر بانعدام الأمن الذي بدوره ينعكس سلبا على ثقافته ونظرته لنفسه والآخرين ويؤثر في تعليمه أيضاً، فيدور في دائرة مغلفة بالحرمان من الحاجات الأساسية كالأمن والتقدير.
وذكر آل ناصر الحاصل على درجة الماجستير في علم النفس الإكلينيكي، أن للطلاق تأثيره في مختلف المراحل النمائية للطفل، لافتاً إلى وجود دراسات متعددة أظهرت أن هؤلاء الأطفال كان لديهم صعوبات تكيفية، اكتئاب، انتحار، ضغوط نفسية، إدمان مخدرات، وإن كان كل ذلك لا يزال محل جدل ونقاش.
وأكد على وجود برامج تأهيلية لهؤلاء الأطفال وأبناء المطلقات، ومن ذلك: توفير بيئة آمنة، التأهيل يجب أن يشمل جميع الجوانب النفسية، الاجتماعية، التربوية وغير ذلك، تأهيلهم للوضع الجديد والانتقال للسكن مع أحد الوالدين، تعديل الأفكار والمهام التي تركها الوالدان حول الزواج وأدت للطلاق، متابعة دراسة الأبناء وأنشطتهم واحتياجاتهم النفسية والجسمية والخروج معهم، السؤال عن مستواهم الدراسي وذلك عن طريق الزيارات المتكررة للمدرسة.
وشارك آل ناصر «جهينة الإخبارية» في حديثهما الخاص بعض القصص التي تدور حول معاناة المطلقة، حيث قال: "أن «ص - ن» 34 سنة مطلقة منذ 5 سنوات ولديها ولد وبنت، رفضت أسرتها استقبالها وعانت معاناة شديدة وبحثت عن سكن يجمعها مع أبنها وأبنتها، وطليقها لايقوم بدفع النفقة، وبينت المرأة أن أبنها قد عانى من مشاكل دراسية كثيرة، وأن البنت لم تلتحق بالروضة نظرا لعدم وجود مستحقات الروضة.
وذكر قصة المطلقة «ز - م» 26 عام، ولديها أبنة واحدة، حيث تزوجت من شخص مقيم بخارج قريتها ويكبرها ب 8 سنوات، فتطلقت منذ 6سنوات وطليقها لا يسأل عن ابنته إلا نادرا، مضيفة أنه إذا جاء ليخرج مع ابنته يقوم بضربها وحرمانها من أمها، ويستخدمها كورقة ضد طليقته ليستفزها.
ومن جهة أخرى، تحدثت الأخصائية النفسية هاشمية المعلم عن المشكلات التي يواجهها الطفل نتيجة الطلاق، التي تتضمن: مشكلات سلوكية، أكاديمية، انفعالية واجتماعية تؤثر على سمات الشخصية للطفل، بالإضافة إلى ما يعانونه من مشكلات سلوكية في المدرسة وضعف في التحصيل الدراسي، وسوء العلاقات الاجتماعية والخوف من المدرسة.
وأضافت، أن التنشئة الاجتماعية تتأثر للأطفال ما قبل المدرسة أيضاً، حيث يظهر الأطفال زيادة في العنف تجاه الوالدين والأشقاء ومن في سنهم، مشيرة إلى أنهم قد لا يلعبون مع الأصدقاء في مثل أعمارهم أو إخوتهم، وقد يفضلون قضاء الوقت وحدهم.
وقالت أنه في حال كان الوالدان متأكدان من قرارهما فعليهما إخبار أطفالهما بقرار العيش منفصلين، وإذا كان ذلك ممكنا فمن الأفضل أن يشترك الوالدان في تلك المهمة ويخبرا أطفالهما عن قرارهما بالانفصال، موضحةً ضرورة عدم إظهار أي مشاعر تدل على الغضب والشعور بالذنب أو اللوم، كما يجب على الأب والأم التّدرب على كيفية إخبار أطفالهما دون أن تظهر عليهما مشاعر الغضب أثناء الحديث.
وأكدت على أهمية تلائم النقاش حول الطلاق مع عمر الطفل ونضجه ومزاجه، منوهةً أنه لابد أن تصل للطفل رسالة واحدة أساسية ألا وهي ”أن ما حدث هو بين الأم والأب فقط، وليس خطأ الأطفال“، معللةً أن معظم الأطفال يشعرون باللوم حتى بعد أن يبرئهم الآباء من ذلك الذنب لذلك فمن الضروري قيام الوالدين بالحفاظ على توفير هذا الاطمئنان.
وشدد الشيخ عبد الله اليوسف على وجوب الاهتمام ورعاية الأبناء رعاية تكاملية من قبل الأب والأم، مؤكداً على أهمية رؤية الأولاد من قبل الأبوين والجلوس معهم ومعرفة شؤونهم والنفقة عليهم، وأهمية إشباعهم بالعطف والحنان ومتابعة الدراسة.
ونوّه أن عدم الاهتمام بمتابعة الأبناء دراسياً بعد الطلاق قد يؤدي إلى فشلهم في الدراسة، أو الهروب من المدرسة أو الانحراف والضياع.