وقررت الانطلاق
رأيته في إحدى المناسبات وقد بدا شخصا آخر... جاءني مبتسما وقال: ما رأيك؟ أليس هذا إنجازا رائعا؟
قالت له: بل أكثر من رائع... ماذا عملت حتى وصلت لهذه النتيجة؟!
قال: انت السبب... فقد أشعلت في نفسي شعلة الأمل... وجعلتني انطلق محلقا في فضاء الناجحين... اتيتك محبطا وخرجت من عندك متحديا الواقع الذي اعيشه...
كنت أعيش حالة من الكآبة... حالة من الكسل... كنت أعيش حياة بلا روح...
حتى قررت بفضل كلماتك أن أتحدى واقاوم كل تلك الضغوط والظروف القاهرة... قلت في نفسي: أن كلامه صحيح... فإلى متى أبقى أسير على هذا الوضع البائس... وقررت الانطلاق...
نعم خرجت من عيادتك بمجموعة من القرارات وضعتها حيز التنفيذ...
كنت استمع له وهو يتحدث بأسلوبه الشيق الممزوج بروحية المقاوم الراغب في الانتصار... سألته ماذا عملت؟
فقال الأمر بسيط يا عزيزي لكننا لا نرغب في التغيير... فنحن أناس نعشق الراحة والدعة ونخشى التغيير حتى وإن كان لصالحنا...
لقد وضعت مجموعة من الأهداف وفي مقدمتها العيش بحالة صحية صحيحة... ولهذا يجب أن أتخلص من كل هذه السلبيات والتي نغصت حياتي...
لقد حددت المشكلة الأساسية وبدأت في التنفيذ... المشكلة كما قلت لي أننا لا نلتفت لأنفسنا وواقعنا...
نظرت ذات يوم لنفسي في المرآة وقلت ما هذا... كيف اكون بهذا الشكل...؟
معرفة الذات، والرفض الذاتي هي المنطلق... إذن لابد من العمل... وتذكرت القاعدة المثالية في التغيير «التغييرات البسيطة قد تمثل فارقاً حقيقياً»... فقط استمر ولا تشعر بالإحباط... قد تستغرق وقتاً طويلا إلا أن النجاح هو ختام مسيرة الكفاح...
لقد عملت بنصيحتك حين قلت لي إياك والحرمان فقد تنجح، ولكن ربما يسبب لك تمرداً وعودة للمربع الأول... لذلك فقط صرت آكل ما يكفيني وفي حالة الجوع فقط...
سابقا كنت بطريقة البوفيه المفتوح وآكل حتى الغثيان...
الآن أصبحت القاعدة: الأكل المنتظم والمحدد... صرت أضع كل شيء بمقدار بسيط...
انت قلت لي استخدم نظام اللقيمات... لقمة من كل صنف... وهذا ما عملته... أصبحت سعيدا جدا..
ذات يوم شاهدني أحد الأصدقاء فقال: ماذا تفعل بنفسك انت تنتحر...!!
فقلت له: بل أنا اقاوم الموت... أليست السمنة بوابة المرض... أليست السمنة تقلل من العمر بمقدار 3 سنوات...
وذات يوم دعاني أحدهم لتناول الطعام في أحد المطاعم... وظن اني سأرفض... أجبت الدعوة... وذهبت معه وهناك علمته درسا جميلا في كيفية الطلب من المطعم بطريقة سليمة.. قلت له اطلب من كل صنف أصغره... لا داعي للإسراف فنحن اثنان... لم نطلب مشروبا غازياً بل كان العصير الصحي هو البديل المناسب... لقد كانت الفاتورة بسيطة وغير مكلفة...
لقد عملت بنصيحتك الذهبية في شرب الماء... فصار الماء صديقي وتخلصت من حالة الإمساك المزمن...
لقد عملت بنصيحتك بالابتعاد عن العشاء المتأخر... فصرت انام دون كوابيس... صرت انام مرتاحا...
لقد استبدلت قطع الحلوى والشوكولاته بالفاكهة الطازجة ذات الألوان الزاهية... لقد كنت غافلا عنها وكانت علاقتنا منقطعة، أما اليوم فصارت من يومياتي...
بعبارة أخرى يا عزيزي لقد غيرت نظام حياتي إلى نمط حياة صحي...
أما الحركة فهي بركة...
في البداية كان الوضع صعبا أن امشي... ولكن التغيير بصورة متدرجة كانت له النتيجة المرجوة... لقد صنعت لنفسي برنامجا رياضيا وتحديت كل الظروف لم أقل: اليوم شديد الحرارة أو شديد الرطوبة... بل صرت أمارس الرياضة في كل الظروف...
سابقا لم أكن أستطيع صعود السلم للدور الثاني أما الآن فأنا اتحداك أن تصعد معي للدور الرابع...
ضحكت وقلت لنجرب ذلك...
كنت سعيداً وأنا أستمع إليه... بعدها قلت له: أنت الآن ربحت المعركة وتخلصت من وزنك الزائد... لكن المعركة لم تنتهي بعد بقي عليك أن تحافظ على هذا الإنجاز... والثبات على الوزن ليس أمراً سهلا.... عليك أن تظل مقاوماً كل ما يسبب لك الفشل... راقب ذاتك... وزنك بين شهر وشهر... قد يتقدم قليلا أو يتأخر... لا عليك.... فقط استمر في كفاحك ضد السمنة... لتعيش حياة سعيدة...
قال: نعم... كلامك صحيح... فالنجاح يجب أن يستمر... إن مجرد التوقف والقبول بأي عرض مغري من قبل أعداء الحمية قد يعيدني للمربع الأول...
في السنوات الماضية عانيت كثيراً... واليوم أرى هذه النتيجة سأظل متمسكاً بها...
كان لقاءاً جميلاً مع أحد الأصدقاء الذين انتصروا على أعتى مشكلة تؤرق حياتهم...