الجشي: حبي للإنجليزية نقلني إلى شركة أرامكو وحبي لوطني دفعني لرعاية الأيتام
جهات الإخباريةحوار: فؤاد نصر الله، سلمان العيد - المصدر: مجلة الخط العدد 64
لتستر التجاري ظاهرة سلبية وفساد وجريمة
أسعى دائما لأن أقدم منتجاً صديقاً للبيئة ويحقق الترشيد في الطاقة
المؤسسات المشابهة لي ليست منافسة بل مكمّلة سأدعمها بما استطعت
دوامي كان يبدأ من الرابعة صاحا وحتى الحادية عشرة ليلا
رفضت الابتعاث إلى أمريكا من أجل بقاء ورشتي الخاصة
أؤمن بالتخصص ولم أدخل مجال عمل غير التكييف
العولمة خدمتنا كثيراً وجاءت بالزبون العارف الواعي
الاقتصاد السعودي متين والمستقبل يحمل في طياتها الخير الكثير
من أجل الحفاظ على الإنجاز سوف تتحول المؤسسة إلى شركة
دخلت النطاق الأخضر المرتفع في السعودة وأطمح للوصول إلى البلاتيني
حين يذكر ميرزا بن رضي الجشي، تأتي سيرة وقصة المكيفات وأنظمة التكييف المركزية، وكل ما يتعلق بالتبريد والتكييف.. فالجشي بات إسما لامعا في هذا المجال، إذ تجاوز نشاطه حدود محافظة القطيف ليصبح واحدا من أبرز الموردين على الصعيد المحلي والخليجي والعربي.
هذا ما نراه ظاهرا، وما يعرفه الناس لأن الإسم لامع وحضوره واضح في كل مكان، بيد أن الذي لا يعرفه الكثير أن وراء هذا الإنجاز جهودا كبيرة، بذلها الجشي منذ نعومة أظفاره، إذ رافق والده في العمل لدى إحدى شركات المقاولات، والتحق بالمعهد المهني بالدمام، ثم افتتح ورشة لصيانة المكيفات بحي البحر بالقطيف ثم نقلها إلى حي الدخل المحدود، وعمل بشركة ارامكو السعودية وهو لما يبلغ العشرين رغبة منه في تعلم اللغة، فأتقنها مثل أهلها، ثم مارس دوره في التكييف بالشركة نفسها.
بذلك، يكون الجشي قد انتقل من ورشة صغيرة متواضعة في الدخل المحدود «بجزيرة تاروت» ، ليصبح واحدا من المشرفين على نظام التكييف في شركة ارامكو السعودية، وليصبح أحد ابرز منفذي أنظمة التكييف في عدد من المشاريع العملاقة في المملكة.
عن هذه التجربة، وعن موضوعات مختلفة أخرى جرى الحوار التالي:
في البداية، حبذا لو عرفتمونا على شخصكم الكريم؟
أنا ميرزا بن رضي الجشي، من عائلة الجشي المعروفة في القطيف، ولدت في عيد الفطر السعيد الموافق 1/10/1378، بحي السدرة التابع لمنطقة القلعة المعروفة، وكنت الثاني بين الإخوة والأخوات، والأكبر من بين الأولاد الذكور، ثم إن الوالد تزوج ثانية وأنجب أخي باقر، وكان بيت الوالد «يرحمه الله» هو بيت العائلة، وهو البيت الذي شهد أول مكيف هواء في القطيف، تم جلبه من شركة سانتفيه شويعر، التي كان «يرحمه الله» يعمل بها وكنت في فترة الطفولة أرافقه خلال إجازة الصيف، عشنا فترة في السدرة ثم انتقلنا الى الدوبج «قرب البريد في الوقت الحالي» ، وعشنا فترة من الزمن في منطقة الوارش بالقلعة.. تلك هي الصورة المختصرة عن حياتي في القطيف، في مرحلة الطفولة التي كانت هادئة وجميلة بكل ما في الكلمة من معنى.
وكيف نشأت العلاقة مع التكييف والتبريد؟
إن ارتباطي ومرافقتي لوالدي جعلني أتعلم منه أشياء كثيرة، فقد كان كثير الحركة، وكثير البحث العملي عن سر الصناعة وكيفية عمل وحركة الأجهزة، وكان أكثر تعامله في البداية مع مضخات المياه، ومن خلال والدي اكتسبت حب الاطلاع والانضباط وكذلك التعامل مع الأجهزة الكهربائية، ومنه نشأت علاقتي مع المكيفات وتوابعها.. وفي الحقيقة أنني ومنذ صغري أحب أن أكسب الخبرة والتعلّم بنفسي، حتى إني تعلّمت قيادة السيارة بدون معلم، فمن المضخات إلى المكيّفات، فقد كنت أذهب مع والدي في إجازة الصيف ولم أكن قد أنهيت المرحلة الإبتدائية، في شركة سنتافيه شويعر وهناك بدأت التعامل مع المكيفات، ومن حبّي للعمل في المكيّفات التحقت بالمعهد المهني بالدمام، بعد المرحلة الابتدائية بصحبة عدد من الزملاء السعوديين، وبعد ذلك افتتحنا لنا ورشة للتكييف والتبريد في منطقة البحر ثم في الدخل المحدود قرب تاروت، وفي المعهد المهني كنت من المتفوقين في صيانة المكيفات بحكم الخلفية التي أملكها من الشركة، وكنت الأول على الدفعة فقد عرض علي الابتعاث إلى الخارج لأعود معيدا «مدربا» في المعهد، فلم اتفاعل مع الفكرة، وفضلت البقاء على الابتعاث.
يبدو أن تلك الورشة هي المنطلق الحقيقي لميرزا الجشي نحو عامل التكييف كيف كانت تلك الورشة؟
كانت الورشة عبارة عن محل في عمارة لا يتعدى مساحته 3×4 وكنت أول مستأجر في تلك العمارة، وكنا نصلح المكيفات والثلاجات في ذلك المحل، وكنّا أول من غسل المكيفات بالبخار، وقد كانت الورشة بإمكانات محدودة لكنها نظيفة ومنظمة، ولم نكتف بصيانة المكيفات بل صرنا نبيعها، فصار المحل ورشة ومعرضا ومصنعا للتمديدات «دكت» في آن واحد، وفي ذلك الوقت انتقلت إلى العمل في شركة أرامكو السعودية، لكنّي لم أغلق الورشة، فكنت وبعد أن أرجع من العمل في الأرامكو اقصد الورشة سواء للعمل في الصيانة والغسيل، أو للبيع، وأستطيع أن أقول بأن تلك الورشة هي نقطة البداية لي في عالم التكييف والتبريد..
وكيف تمّت عملية الانتقال إلى شركة أرامكو السعودية؟
في الواقع كان الدافع لالتحاقي بشركة أرامكو السعودية هو رغبتي في تعلّم اللغة الإنجليزية، خاصة وأنا أرى والدي وأخواتي يتكلمون بهذه اللغة، فالتحقت بالشركة من أجل الدراسة، وكان ذلك لي، وكان كل فصل دراسي الذي يستغرق شهرين أنجزه في شهر واحد، وأنهيت كل مناهج الشركة في اللغة وغيرها ومعدلي لم ينزل عن 100% حتى أنهم اطلقوا علي لقب «القاموس» ، وبعد أن كنت أتعلّم من أخواتي اللغة صرت معلّما لهم، وخلال تلك الفترة طلبت منّي ارامكو السعودية الابتعاث خمس سنوات في أمريكا فرفضت رغم المحاولات والوساطات والضغوطات التي تعرضت لها، فلم أترك الورشة، ولم التحق بالبعثة، لكني أنهيت دراستها على فترات داخل شركة ارامكو.
لا شك أن تجربة أرامكو ثرية، فكم عاما قضيت بها، وكيف كانت؟
بعد أن أنهيت مقررات اللغة، أكملت الدراسة في الشركة وأنهي المقررات الفنية المطلوبة، وقد ساعدتني اللغة في تحقيق ذلك، حتى أن بعض المعلّمين قالوا لي بالحرف الواحد «إنك لا تحتاج إلى دراسة الأنظمة الفنية للتكييف، ولكن النظام يقتضي أن تنهي بعض المقررات في مدة زمنية معينة» ، فالتزمت بذلك وأنهيت كل المقرّرات، فدخلت فيما بعد قسم التكييف والكهرباء في الشركة، فمن التكييف في الورشة والمعهد، إلى التكييف في شركة شركة أرامكو السعودية، وقد أصبحت مسؤول التكييف بقسم البحرية بالشركة.
ماذا اضافت لك فترة العمل في الأرامكو؟
استطيع القول بأن الشركة أضافت لي الدراسة والمعلومات فقط، أقول ذلك بكل ثقة وبدون تردد، ففي تلك الفترة كنت اجلس من نومي الساعة الرابعة والنصف صباحا، أصل الى الظهران في الخامسة والنصف، وأذاكر دروسي حتى السابعة إلا عشرا، وخلال هذه الفترة أقوم بحل كافة الواجبات الدراسية، وأعود من العمل في الرابعة والنصف عصرا واقصد الورشة في القطيف وابقى بها حتى الحادية عشر والنصف ليلا، ارجع الى المنزل وأنام حتى الرابعة والنصف صباحا، وهكذا كان برنامجي اليومي، وكنت اتمتع بقوة جسمانية تؤهلني لأن أحمل مكيّفا بمفردي، وذلك كله بحول الله وقوته وتوفيقه وعنايته.
وكيف نشأت العلاقة مع شركة كاريير؟
إن التعامل مع شركة عالمية مثل كاريير يمر بعدة مراحل حتى تمنح الفرصة لأن تكون موزعا لهم، إذ يمر الواحد بعدة تجارب، وعدة مواصفات، وتجري عملية تقييم للمحلات والورش، بعدها بعدة سنوات يتدرجون في منحه وكالة توزيع للمنتج، وبالنسبة لي قمت بدعوة الشركة لزيارة الورشة، فجاؤوا وكانوا أربعة أشخاص ولما وصلوا وسألوا عن صاحبها، قيل لهم: » هو ذلك الشخص الذي يقوم بصيانة المكيف» ، فرحبت بهم وأدخلتهم المكتب، وبعد أن غسلت يداي جئتهم وأخبرتهم بأن النظام لدي في الورشة هو «اخدم نفسك بنفسك في احتساء الشاي والقهوة» ، فقاموا بذلك، وبعد عدة اسئلة وحوارات حول التكنيك وبعض تفاصيل الصيانة والتركيب وما شابه ذلك، قال رئيسهم إن أول درس حصلنا عليه هو تطبيق نظام «اخدم نفسك» ، فقد جئنا لنقيّم فحصلنا على درس مفيد، ثم أصدر الرئيس بأن هذه الورشة تجاوزت المراحل فتم اقرار ميرزا الجشي موزعا لمكيفات كاريير من زيارة واحدة، ومنذ ذلك الحين كنت الأول في القطيف، وخلال عام صرت الأول في المنطقة الشرقية، والآن أنا الأول على مستوى المملكة، ففي الشرقية على سبيل المثال يوجد 54 موزعا لمكيفات كاريير يحتل ميرزا الجشي حوالي 70% من مبيعاتها، وكل عام يتم تكريمنا من أفضل الموزعين للشركة، وفي الغالب يتم جلب المكيف بوحدتيه من مصدر واحد، ولكن من خلال التعامل معهم جلبت الوحدة الداخلية من اليابان، بينما الوحدة الخارجية من أمريكا، فدمجت الوحدتين، وبعد ذلك أصبحت الوحدات الخارجية نقوم بتصنيعها محليا، فكانت التكلفة أقل وصار سعر المكيف أقل بنسبة 50% فكانوا في البداية رافضين لهذا المبدأ وأقنعتهم بذلك
ما الميزة في المنتجات التي يبيعها ميرزا الجشي؟
بعد خبرة السنوات التي قضيتها في المعهد وفي شركة ارامكو السعودية وفي الورشة وبسبب عملي اليدوي توصلت الى معرفة كل مشاكل المكيفات، لذلك تم العمل على إيجاد منتج خاص بنا صاريطلب بالإسم، فقد تم تفادي تلك العيوب في منتج «MRJ» وهو مختصر ميرزا رضي الجشي، فالميزة أننا نبيع مواصفات معينة، قد تكون الأغلى ثمنا لكنها ايضا الأفضل جودة وأداء، فلدينا خدمات ما بعد البيع على مدار الساعة، ولدينا مصنع لقنوات الهواء يعمل آليا ويسير وفق أحدث المواصفات العالمية.
وكيف حافظ ميرزا الجشي على وضعه في سوق يتسم بالمنافسة الحادة؟
ربما كنا نحن من المؤسسات القلائل التي خرجت من جلباب منطقتها، فلدينا فروع في الجبيل والدمام والخبر والهفوف وسيهات، وتجاوز نطاق عملنا حدود المملكة فلدينا نشاط في دول خليجية، ولدينا تعامل خاص مع مصنع في تايلند وسوّقنا منتجنا أيضا الشرق الأوسط وافريقيا.. وعملنا على مستويات عليا في السوق المحلية، خصوصا في التكييف المركزي على مستوى جامعة الملك فهد، والبرج الطبي، وكلية البنات بالدمام، وبعض محطات ارامكو السعودية ومحطات شركة الكهرباء، وتستطيع أن تقول بأننا نستحوذ نسبة جيدة من سوق المنطقة الشرقية، ونسبة لا بأس بها خارجها، ويكفي أن اقول بأني لدي من العمل ما يكفي لفترات طويلة لو أردت أن أتوقف.. والسبب في ذلك أنني في كل خطوة أتخذها كانت تتم عن دراسة، منذ مرحلة التأسيس حتى الآن، لذلك صرت متابعا لكل ما يتعلق بالتكييف في كل مكان في العالم، فأيما معرض أو ندوة أو ورشة عمل أقصدها أنا أو واحد من موظفي المؤسسة، لذلك صرت على اطلاع كامل بكل ما يتعلق بالمكيف، فتوصلت الى نموذج مكيف «MRJ».. ولأنني بدأت عصاميا فأن اشجع العصاميين، وادعم المبتدئين، ولا أخفي عليكم أن فتحت محلات لآخرين، بعضهم كانوا يعملون تحت إدارتي في ارامكوالسعودية فشجعتهم لأن يفتحوا لهم مشروعات وأقوم بتزويدهم بالبضاعة، ولم أتعامل معهم كمنافسين لي، بل أراهم مكملين لي ولنشاطي في السوق، فأنا أبقى واستقر بهم، وهم يبقون ويستقرون ويتطورون بي بإذن الله والنقطة الاساسية التي تجعلني أقف ثابتا في هذا السوق أني اقدم خدمات ما بعد البيع على مدار الساعة طوال السنة، حتى في الإجازات الاسبوعية والشهرية والسنوية.. ولو جئت على الصعيد الداخلي فإن نمط التعامل أو النظام الداخلي يجعل من مؤسستنا مؤسسة متميزة.
وكيف هي طريقة ميرزا الجشي في التعامل مع العاملين والموظفين في المؤسسة؟
أي موظف يعمل معي أراه سفيرا لي، وممثلا لمؤسستي، وقبل أن يعمل معي أتأكد من أخلاقياته، وأقوم بنفسي بالتعرف عليه، وهذه مسؤولية دقيقة تتطلب منّي أن أتعرف على ثقافة الهندي والمصري والسعودي، بل ينبغي أن اتعرف على ثقافي المصري القاهري والمصري الاسماعيلي ومصري الاسكندرية، والحمد لله توفقت في ذلك، كما أنني جلبت عددا من العمالة البنغالية منذ 16 عاما ولا زالوا يعملون معي، مخالفين بذلك الانطباع السائد عنهم والذي يذهب إلى أنهم عمالة يتسمون بالسلبية، وبعضهم عمالة عادية وصلت رواتب بعضهم الشهرية إلى 4000 ريال، لأني وقبل أن ينطلق أي عامل في مجال عمله يخضع لمرحلة تدريب، ليست في الجانب الفني والمهني فقط، وإنما حتى في الأخلاقيات العامة للمجتمع، فمثلا العامل حين يدخل منزلا لابد وأن يستأذن، ولا يتلفت يمينا ويسارا، ويحترم القواعد العامة للمجتمع.. تلك من الإجراءات التي نقوم بها، ونعتقد أنها بعد توفيق الله ساهمت في بقاء مؤسستنا لاكثر من 40 عاما.
كيف وضع السعودة في المؤسسة؟
في الحقيقة إن السعودة بالنسبة لنا تسير في الطريق السليم، يكفي أننا في النطاق الأخضر المرتفع، ونسعى للوصول إلى النطاق البلاتيني، فلدينا تركيز على السعودة، فنحن بدأنا السعودة قبل أن يظهر هذا المصطلح، لأننا من الأصل عملنا في المؤسسة ونحن أبناء هذا البلد، وأنا صعدت السلم درجة درجة، وبعد ذلك التحق بالعمل معي سعوديون وغير سعوديين، وكلهم في وضع إيجابي معي في المؤسسة.. وتزعجني تلك الظواهر السلبية التي ظهرت في الأونة الاخيرة مثل التستر التجاري واعتبره نوعا من الفساد والجريمة، وأتمنى للشباب السعودي أن يركزوا في أعمالهم، ومع احترامي للعمالة الوافدة، لكني أرى أن بعض المجالات لا يمكن أن تترك لأي عامل وافد مهما يكن ومهما تكن كفاءته.
على هذا كيف هي علاقة الجشي مع زملائه رجال الاعمال المنافسين وغير المنافسين؟
كما سبق القول فإني اتعاطى مع المبادرات ومع المؤسسات الأخرى بمنطق التكامل، وأتبادل مع زملائي المصالح والخبرات، وعلى استعداد تام لتقبل أي معلومة جديدة تقدم لي من أي طرف، وأنا على استعداد تام للتعاون والتنسيق والتفاهم.
ما هي الخطوة القادمة لتطوير نشاط المؤسسة؟
في الحقيقة أن المؤسسة باتت تعمل بإمكانيات شركة، فلدينا اسطول من السيارات، وعدد من المحلات، ولدينا قسم تدريب نؤهل العاملين فنيا وأدبيا وثقافيا، ونطاق عملنا لا تتحمله مؤسسة صغيرة، لذلك نسعى لأن نتحول من مؤسسة فردية إلى شركة ذات مسؤولية محدودة، وبفعل التطورات المتوقعة للاقتصاد السعودي فسوف يكون لشركتنا المستقبلية نصيبا في أن تكون ضمن سوق الأسهم، بعد أن تمر بالمراحل المطلوبة، وقد بدأنا الخطوات الفعلية لذلك، فتم توكيل محام لوضع اللمسات القانونية للتحول من مؤسسة الى شركة.. واعتقد أن هذا التحول هو بمثابة حفاظ على الإنجاز، فلا اجد من السليم ان جهودا لمدة 40 عاما تذهب بذهاب صاحبها أو توقفه، وإنما اردت ان يتواصل العطاء، ولا سبيل لذلك سوى فتح المجال لشركاء آخرين، وإضافة دماء جديدة للمؤسسة.
من المعروف أن التوجهات العالمية والمحلية هو الحفاظ على الطاقة، والحفاظ على البيئة، فكيف عالجت مؤسسة ميرزا الجشي هذا الأمر في قطاع التكييف؟
على ضوء المتابعة الدقيقة لتقنيات التكييف في العالم، وفي الداخل السعودي، فنحن وبعد دراستنا لكل متطلبات وإشكالات التكييف في العالم، وخرجنا بالنموذج الذي نسوقه، فإننا وضعنا في عين الاعتبار مسألة الاقتصاد في الطاقة، فالتصميم الذي نسوقه يتم وفق أحدث الأنظمة العالمية، ووفق برامج تكييف مواكبة لموضوع الترشيد في الطاقة، لذلك نحن في السوق المحلية لا ننافس في السعر وإنما ننافس في الجودة، ومن متطلبات الجودة هي الترشيد في الطاقة، فحينما نقوم بتركيب جهاز تكييف لأي شخص، ننسى موضوع السعر والكلفة، وإنما نسعى لتقديم المنتج الجيد التي يقدم الخدمة بأقل كلفة.. وهذا ينطبق على شبكة التكييف المركزية، وعلى وحدة التكييف الصغيرة «الشباك» ، بمعنى اننا نتعامل مع جميع الفئات، فلو أن شخصا جاء واشترى مكيف شباك نسألة عن الغرفة، وعن المساحة ومجموعة اسئلة دربنا موظفي التسويق في محلاتنا على ذلك، وسيان في ذلك بين العمارة والمجمع وبين غرفة في منزل، كما أننا نحاول أن نضع حلولا فنية لا يعرفها الا المتمرسون في العملية، فلدينا قسم تحت مسمى «الحلول المتكاملة للتكييف».. وأما مسالة البيئة فمن الثابت ان الفريون القديم يسهم في توسعة ثقب الأوزون، ويضر بالبيئة وقد قد تم التوقف عن انتاجه، او توزيعه في سوقنا المحلية، وقبل ذلك في اوروبا وأمريكا، ونحن بدورنا وكل منتجاتنا صديقة للبيئة، وزدنا على ذلك بأن لدينا تقنية إعادة تدوير الفريون، بقسم الصيانة، بالتالي فنحن نقدم منتجا صديقا للبيئة وفق نظام يحقق الترشيد في الاستهلاك.
على ضوء التجربة الطويلة التي خاضها الجشي في العمل، هل امتلك تقنية معينة في مجال التكييف والتبريد، وما المشاريع الجديدة لدى ميرزا الجشي؟
إن المنتج الذي نقدمه يسير بمواصفات هي حصيلة خبرة 40 عاما في عالم التكييف، لست انا الذي صنع المكيف، لكني وضعت المواصفات المناسبة لأن اقدم للمجتمع منتجا يحقق له الراحة والرفاهية.
الم تفكر في ترك قطاع التكييف أو اضافة انشطة معينة أخرى؟
بدأت متخصصا، وأؤمن بالتخصص، ولكني في الوقت نفسه اتعامل مع الأنشطة التي تدعم نشاطي نفسه، كالسباكة والكهرباء، وهما أساس في عملية التكييف.
الم تتاثر تجارة الجشي بالعولمة والتجارة العالمية؟
بالعكس فالوضع الحالي أفضل فالعالم بات قرية واحدة والمعلومات باتت مفيدة للمستهلك الذي يعرف ماذا يريد ومن أين يشتري، وهذا الزبون العارف يريحنا كثيرا وهو المطلوب لدينا، لأنه إذا اشترى سلعة معينة فهو واثق بكل ما فيها من ميزات ومن عيوب.. وفي هذا الصدد ينبغي الاشارة بأننا في المملكة وقبل الانضمام لمنظمة التجارة العالمية كنّا ولا نزال سوقا مفتوحة ولا يوجد أي احتكار، بالتالي فالعولمة حينما جاءت سوقنا المحلية قامت بعملية تطوير لواقع قائم
هذا النجاح له ضريبة فماذا دفع الجشي ضريبة لهذا النجاح؟
لقد دفعت ثمنا وهي العلاقات الشخصية، والجهد البدني فيحدث أن أذهب إلى أمريكا أو لندن وأعود خلال يوم أو يومين او في اليوم نفسه، وأيام الدراسة والعمل في ارامكو كنت استأذن من المدرس أو المسؤول لساعات معينة، فأقوم وألبس ملابسي وأذهب إلى جدة وأعود بعد ذلك الى كرسي الدراسة أو مقر العمل.
كيف يرى الجشي صورة الاقتصاد السعودي في المستقبل؟
الاقتصاد السعودي قوي ومتنام ومتين، وسوف يزداد قوة ومتانة بعد تطبيق رؤية 2030 التي تركز على الابداع والاستغناء عن النفط وتنويع مصادر الدخل ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، بالتالي فإن المستقبل واعد ويحمل في طياته العديد من الافاق للمواطنين وللمستثمرين على حد سواء.
كيف هي علاقة ميرزا الجشي بالأعمال التطوعية العامة؟
ربما كان انهماكي في العمل التجاري ابعدني قليلا عن المجتمع، ولكني أسعى أن أتواجد مع الناس في همومهم ومشاكلهم، لذلك فالأعمال التطوعية التي أقوم بها، هي بمثابة تعويض عن حياتي الاجتماعية الأخرى، وحينما توجهنا في الآونة الأخيرة لرعاية دورة كافل اليتيم الرياضية الخيرية، فمنطلقنا في ذلك هو رعاية الأيتام فهم أمانة في أعناقنا، فضلا عن أن في ذلك دعما للمجتمع الرياضي بمثل هذه الفعاليات، ومنطلقي في ذلك ديني بحت كون الاسلام حثّنا على رعاية وكفالة الأيتام، وقد تواصلت مع سعادة محافظ القطيف الأستاذ خالد الصفيان من أجل فعالية رياضية لخدمة الأيتام في محافظة القطيف ، وقد تجاوب معي، وسوف ننفذها في في شهر رمضان المبارك، خدمة لأيتام المحافظة، كل قرى وبلدات المحافظة من خلال 14 جمعية خيرية موجودة.
على الصعيد الشخصي ما هوايات ميرزا الجشي؟
السفر وصيد الأسماك.
كلمة أخيرة في نهاية الحوار؟
كل ما أنا فيه يعود أولا لتوفيق الله جل شأنه، ثم لرضا الوالدين اللذين لم يبخلا علي بالتربية الصالحة والدعاء الصالح، وأنا ابن هذا المجتمع، أتمني له كل خير.. وأدعو الشباب والجيل الناشي إلى المبادرة والنشاط، فالفرص متاحة، وعلينا استغلال الفرص فأنها تمر مر السحاب .