«برامج الموهوبين» تصقل مواهب الطلاب وتدفعهم نحو الإبداع

أكد عدد من الباحثون والمربون ان «برامج الموهوبين» تصقل مواهب الطلاب وتدفعهم نحو الإبداع، داعين إلى الكشف عن الطفل الذي يمتلك الحس الإبداعي، ولديه فسحة التفكير الابتكاري، مؤكدين بأنها تعد الخطوة الأولى في ثقافة الاهتمام، موضحين بأنه يعتمد على مراقبة السلوك لديهم، وعليه يتم رسم الطرق والأساليب لتنميته.
الإبداع والابتكار
وقالت مديرة روضة الطفل السعيد بتاروت حميدة المعاتيق، أن الإبداع عبارة عن القدرة على توليد الأفكار ويدل على وجود موهبة خلاّقة، وأن الابتكار عبارة عن القدرة على إضافة أفكار جديدة لفكرة سابقة.
صناعة الطفل المبدع
وأشارت إلى أن صناعة طفلًا مبدعًا ومبتكرًا يبدأ منذ السنوات السبع الأولى من خلال الاهتمام بتنمية مداركه وقدراته المختلفة، مؤكدة على ضرورة الاستماع والإنصات إلى الطفل للتعرف على مشاعره واحتياجاته وتحبيبه في القراءة كونها تشكل عامل كبير في صناعة طفل مبدع.
وأضافت أن إبداعات الطفل تظهر من خلال مختلف تعبيراته، ومنها: التعبير الفني والقصصي والحركي والاجتماعي، موضحة أن البيئة التفاعلية التي تعتمد على العرض الجذّاب والمشوق، وتتبنى أسلوب المناقشة والحوار والاستماع، وتبتعد عن التلقين والإلقاء الروتيني الممل، مؤكدة بأنها البيئة المناسبة لصناعة طفل مبدع في رياض الأطفال.
ولفتت المعاتيق إلى إن وجود مساحة إلى الطفل للتعبير عن مشاعره من خلال الرسم والتلوين وتمثيل الأدوار وإتاحة الفرصة له للاكتشاف وتنظيم رحلات ترفيهية - تفعيل الفكاهة المحفزة -، واستطلاعية واجتماعية يساهم في صناعة الإبداع، مؤكدة بأن هكذا طفل يعتبر أكبر مشروع استثماري للمجتمع في المستقبل، مشددة على التخطيط الجيد في تربيته وتوجيهه.
الوعي الاسري
ودعت المعاتيق الأسرة إلى امتلاك الوعي الكافي باحتياجات الطفولة والسعي في تنمية مواهب الطفل وقدراته واكتشاف ميوله وإشباع فضوله حتى تنشئ طفلًا مبدعًا ومبتكرًا.
ونوهت إلى أن إثارة خيال الطفل وطرح المادة العلمية الممزوجة بالأسئلة والإنصات لإجابات الطفل والرد على تساؤلاته من أهم الاستراتيجيات المتبعة في صناعة طفل مبدع.
شخصية الطفل المبدع
وأكدت مشرفة احدى الروضات الاهلية فاطمة السيف على ضرورة التشبث بأقل ما يصدر عن الطفل من إبداع وابتكار، مشيرة الى أنه لا توجد حدود تؤطر شخصية الطفل المبدع، وأن الإبداع هو إتقان العمل وتطويره وأن الابتكار استحداث شيء لم يكن موجودًا، فيكون في مرحلة متقدمة من الإنجاز.
وشددت السيف على توفير البيئة التعليمية التي تتلاءم مع الطالب من خلال وسائل التعليم التي تجيب على فضوله الطبيعي، موضحة أن صناعة طفل مبدع ومبتكر يستدعي تزويده بجميع احتياجاته من موارد مادية والعمل على تشجيعه وتزويده من الناحية المعنوية، مؤكدة على تحفيزه حتى يحقق هدفه بحماس ومسؤولية.
التطوير المستمر
وأشارت السيف إلى أن روضات القطيف ومدارسها جزء من المنظومة التعليمية في المملكة، والتي تتجه نحو التطوير المستمر، وقالت: إن الطفل المبدع في الأسرة، هو البذرة، والتي إن وضعت في التربة الخصبة وسُقيت بانتظام ستنتج شجرة غضة ذات ثمار يانعة من الممكن للجميع الاستفادة من ثمارها.
وأكدت على الأسرة أن تهيئ لطفلها البيئة المناسبة للإبداع وتشرف على عمله وتوفير الإرشاد له.
وذكرت المربية رقية آل دعبل، أن الجوانب التي يظهر طفل الروضة فيها إبداعه متنوعة، ومنها: اللغوية، كالقراءة وتأليف القصص والخواطر والكتابة الصحفية، وحركية كالرياضة بألوانها المختلفة، واجتماعية، كخوضه في كل ما يخص المجتمع والتواصل الاجتماعي، واندماجه مع الكبار والصغار، وخوضه كل تجربة بالاعتماد على نفسه بدون اللجوء لمن حوله، وفنية، كالرسم والتمثيل والإنشاد.
تنمية المهارات وتجديد الافكار
وبينت آل دعبل، بأن الطفل المبدع يحتاج إلى تنمية مهاراته وتجديد أفكاره ودفعه ناحية ضفة الإبداع، من خلال تشجيعه وتعزيز ثقته بذاته وقدراته، كذلك توفير كل ما ينمي الحس الإبداعي لديه، بحسب الموهبة التي يمتلكها وتطويرها، وإلحاقه بمراكز تنمي الإبداع.
وأكدت على ضرورة احتواء الروضات على كل ما من شأنه إبراز وتنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى الطفل، واستخدام طرق تعليمية متجددة وآليات تعليم مبتكرة ووسائل حية، وتجارب علمية يشارك فيها الطفل، كذلك تفعيل التعليم النشط.
ونوهت آل دعبل إلى أن روضات القطيف للأسف تعج بالعدد الكبير من الأطفال، مؤكدة أن ذلك يحد من اكتشاف الطفل الموهوب المبدع، وعليه إن تم اكتشافه فلن يكون فيه اهتمام بشكله النوعي، بسبب زيادة العدد، مبينة بأنها تعد مشكلة يعاني منها أكثر معلمات رياض الأطفال.
تفعيل الإبداع
وقالت المربية في روضة براعم الطفولة السعيد بالقديح فوزيه آل ربح، أن صناعة طفل مبدع ومبتكر يتم من خلال الأخذ بيده وتشجيعه.
وقالت: عندما نجد طفلاً مبدعًا لا نبالغ في مدحه والثناء على إبداعه، مؤكدة بأنه سوف يفكر وينتج ويبتكر.
توفير البيئة الصحية
ونوهت آل ربح إلى ضرورة وجود البيئة المناسبة، والتي تحتوي على جميع الوسائل المساعدة على صناعة الطفل المبدع، موضحة أن البيئة لا تقتصر على الوسائل، وإنما تعنى بجميع سبل الإبداع من معلمات ومبنى وطاقم إداري.
وشددت على أن الإبداع والتطور والابتكار يفرض على المربية أن تضع الهدف والخطة والاستراتيجية التعليمية المناسبة، ليأتي بعدها التنفيذ، مؤكدة بأن أولى الخطوات تكمن في المراقبة والتشجيع، لمعرفة أي الأطفال يمتلك هذه السمة.