”هوس الماركات“ ارضاء المظهر وارتقاء المكانة الاجتماعية

لم تقتصر ثقافة الماركة، كما هو المعتاد سابقًا على النساء - الفتيات -، لينحني باتجاهها الشباب، في اقتناء الملابس ذات الماركة العالمية، والتي لها شهرة واسعة، يا ترى هل أصبحت السيدات والشباب، يعيشون الهوس بها، وإشباع النقص النفسي الذي يعيشونه في شخصياتهم، أم لهذه الماركة اتجاهات أخرى، تسكنها المنطقية، كالبحث عن الجودة وتفعيل عنصر التميز والارتقاء بالمظهر الخارجي، الذي يفسر نوعية الشخصية.
”جهينة الإخبارية“، تسلط الضوء على رأي بعض السيدات والشباب، لتتعرف على ذواتهم في ما يخص اقتناء ملابس ”الماركة“، العالمية.
الملابس ”الماركة“ أكثر جودة
وذكرت زينب حسين طالبة في الثالث ثانوي، بأنها تعشق اقتناء الملابس ذات الماركات العالمية، وذلك لأنها أكثر جودة، وتظل فترة طويلة برونقها برغم الاستخدام، موضحة بأن لها تأثير إيجابي على نفسيتها، مؤكدة أن المظهر الخارجي خصوصًا إلى المرأة يمنحها الدفء والإحساس بشخصيتها أكثر.
وأشارت إلى أن الأسعار في معظمها مرتفعة إلا أنها تقتنص فترات التخفيضات التي تقدمها المحلات التجارية على بضائعها، وتقوم بالشراء، وقالت: إن الاهتمام بنوعية الملبس أمر إيجابي، ولكن ينبغي أن لا يزيد ذلك على الحد المعقول، والدخول إلى قوقعة الإسراف والترف الغير منطقي.
وأوضح حسين عبد الله، بأنه يهتم كثيرًا في اختيار ملابسه، مفضلاً الماركات العالمية، والتي يقتنيها بغض النظر عن سعرها سواء كان مناسبًا أم مرتفعًا، مشيرًا إلى أن المظهر الخارجي بالنسبة إلى الشباب في زماننا مهم جدَا، وعليه لا مانع من اقتناء أي قطعة وإن كانت السيولة المادية متوفرة - بحسب قوله -.
وأكدت فاطمة علي، بأن الكثير من النساء، كذلك الشباب يركضون وراء الماركات العالمية بهدف الغرور والتباهي أمام الآخرين، متسائلة هل يعقل أن نشتري حذاء بكونه ماركة بمبلغ وقدره، موضحة ألا يعتبر ذلك من باب الإسراف والترف المخل.
ودعت إلى العقلانية في التعاطي مع الماركة، محذرة من تفشي هذه الثقافة - ثقافة الإسراف -، وقالت: لدينا في مجتمعنا فقراء يحتاجون إلى العون، لنقف بجانبهم، مبينة أن ثقافة الاعتدال في الشراء، ستفتح نوافذًا نطل منها على الفقير، لنهفو إلى مساعدته.
هوس الماركات العالمية - مظهر بلا معنى
وعبر البعض، بأن التقليد، والذي وصفوه بالأعمى، والتفاخر في اقتناء الماركات يشكل هوسًا، لدى بعض النساء والشباب، حيث أصبح الحكم - بحسب رأيهم -، على المرأة والرجل من خلال ما يلبس، ناهيك عن مجاراة الآخرين ومسايرتهم في ما يلبسون، وإن كلف ذلك العوز المادي والاقتراض في سبيل توفير الملبس، لتكون هي المقياس في تكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعية
وذكرت مريم عبد الله، إن الماركة أصبحت مقياس التعامل بين الأفراد، وتكوين العلاقات الاجتماعية، ليس فقط لدى الكبار، وإنما لدى الصغار كذلك، منوهة إلى أنه في السابق كانت الأخلاق من حب وصدق ووفاء تحكم العلاقات الاجتماعية والصداقات، ليحل مكانها لدى البعض المظهر بدلاً عن كل هذه المقومات الأخلاقية.
وقالت: لقد أصبحت الماركة مرض العصر، لافتة إلى أن ذلك لا يقتصر على الملبس، وإنما في الأطعمة، والوجبات بدون النظر إلى كونها حلال أو حرام، وكله سعيًا إلى التفاخر والتباهي، مشيرة إلى أن هذه الثقافة تدخل الآباء في مأزق مادي، من خلال طلبات أولادهم وبناتهم الملابس والشنط، وغيرها التي تكون أسعارها مرتفعة بالآلاف.
وأشارت نوال علي إلى أن قيمة الإنسان تحددها الماركات العالمية، متأسفة على هذا التهافت والشغف بالموضة في حالة هوس، يحول دون تميزهم بين الأناقة والبذخ المبالغ فيه، مبينة ولهذا يحرص الفتيات على الظهور مرتدين احدث الماركات العالمية، حتى لو فاقت قدرتهم الشرائية، وذلك باعتبارها عنوانًا للشخصية.
وأوضحت أن هوس الشباب بالماركات أمر طبيعي، وذلك مع وجود الإعلانات التجارية في الشوارع والمجلات، مؤكدة بأنه مما لا شك فيه أن المجتمع له تأثير كبير في تكوين هذا الاهتمام بين الشباب والسيدات - الفتيات -، منوهة إلى أن الهوس بالماركات يسبب المشكلات الأسرية، خصوصًا المادية منها بين الزوج والزوجة أو الفتاة الشابة لارتدائهما الملابس ذات الأسعار الخيالية التي لا يتحملها الأب أو الزوج، وقالت: إن هذا إهدار للمال، ومن العيب أن نسعى وراء المظاهر متناسين المضمون والأخلاق.
وذكر أبو محمد، بأنه لا يكترث بما يسمى ”الماركة“، وأنه يشتري ما يحتاجه من الأسواق والمجمعات، مؤكدً أن الشخصية والاعتزاز بها، يتم من خلال الأخلاق، وما تمتلكه هذه الشخصية من مقومات علمية وثقافية، وخدمات نقدمها إلى المجتمع بألوانها المختلفة، مشيرًا إلى أن الاهتمام بالمظهر أمر حسن، ولكنه لا يأتي بالإسراف وإنما بالقناعة، وقال: القناعة كنز لا يفنى.