سيدات: التهديد بالزوجة الثانية طريق يقود المرأة إلى مستنقع الغيرة المرضية

أكدت عدد من السيدات بأن الغيرة التي تعتريهم، والتي تجعل من حب التملك يسيطر على مشاعرهن، سببها ناتج عن استفزاز الأزواج لهن، وتهديدهن بتعدد الزوجات، معتبرين أنه العامل الكبير الذي يدخلهن دهاليز الغيرة، لتتحول الحياة الأسرية إلى معاناة.
وذكرت زينب جواد بأنه على الرغم من قسوة الاختيار إلا أنها تفضل أن تكون أرملة ولا تشاركها ضرة في زوجها أو عشيقة، مبينة بأنها لا تحب هدم حياتها بسبب الغيرة على زوجها، مؤكدة أن دخول امرأة غريبة في حياة زوجها يهدد حياتها بالمشاكل، والتى قد تقودهما إلى الانفصال الأسري.
وقالت ”أتمنى أن يحافظ الرجال على زوجاتهن، وأن يحترموا كيانهن ومشاعرهن“، موضحة أن الرجال لا يعلمون مقدار الألم الذي تشعر به المرأة عند مقارنتها بامرأة أخرى، مؤكدة أن الرجال هم السبب في احساسهن بالغيرة، وتملك الشك فيهن.
وعبرت بلسم مهدي عن مدى إحساسها بالألم الكبير، والذي وصفته بأنه فوق المتصور، ولا يتحمله قلبها، لما تشعر به من الفيرة، مبينة أن ما مرت به أكبر من كونه غيرة اعتيادية، وقالت بحسرة ”إن معرفتي بأني لست الوحيدة بقلبه، برغم أنه الوحيد الذي سكن أوردة وشرايين قلبي“.
ونوهت إلى أنها تعيش غربة العشق بحضوره، حضور الغائب الحاضر، منوهة إلى أن الغيرة مؤلمة بكل ما تعنيه الكلمة.
وقالت "إنه لم يصرح لي ذات يوم بأنه يعشق امرأة سواي، إلا أنني استشفيت ذلك من خلال كلماته وتصرفاته يعشق امرأة أخرى دون قصد منه، وإنظا قادته مشاعره تجاهها، واصفة إياه بالألم الذي يقطع أعماق قلبها، والذي كانت نتيجته أنها أصبحت طريحة الفراش، وفقدت الرغبة في الطعام، مؤكدة أن الرجل لا يشعر بما يصيب المرأة بسببه".
ووجهت رضية علي بحرقة قلب رسالة إلى جميع الرجال، وقالت ”احترموا مشاعر النساء، فقد تسببتم بتملك الغيرة على قلوبهن“، معتبرة حياتها شاهد واقعي على الحالة، وذلك لكثرة تهديد زوجها لها بالتعدد بسبب مزاحه الثقيل - بحسب تعبيرها -، مشيرة إلى أنه يستفزها بعبارات السخرية في أحيانا كثر، موضحة بأنها تهتم به كثيراً وتغدقه بالهدايا وكلمات الحب والدلال، وقالت بحسرة وألم " ولكن بدون فائدة ".
وترى سعاد باقر بأنه ليس للمرأة يد في التحكم بمشاعرها العاطفية، وذلك لما تمتلكه المرأة بكونها امرأة عاطفية، وتغلب عليها العاطفة، منوهة إلى أن استغلال بعض الرجال لإمكانيتهم في تعدد الزوجات بأن ذلك يدل على ضعفه وعدم إنسانيته، وقالت ”كوني أرملة أرحم على قلبي من اقتران زوجي بامرأة أخرى“.
وأوضح حسين عبدالله أن الغيرة بحد ذاتها أمر إيجابي إذا ما اتسمت بالإنسانية، وكانت في مسارها الصحيح، لافتا إلى أنها إذا ما خرجت عن نطاقها الذي يجب أن تكون فيه، فإنها ستنهك الأسرة ناهيك عن القضاء على كل مقوماتها.
وقال ”إن وجود الرجل في مقابل المرأة سواء في العمل، أو الأعمال الاجتماعية التطوعية، أن العلاقات بينهما في قنوات التواصل الاجتماعي، فتحت الباب على مصراعيه، لدخول الغيرة في ذات الزوجة“.
وشدد على أن الحياة الزوجية أسمى من كل الاعتبارات، داعيا الزوجة والزوج إلى التحلي بالثقة في ما بينهما، موضحا أن الخيانة الزوجية لكل منهما لا يجب أن يحكم عليها إلا من خلال الدليل والبرهان، منوها إلى أن الغيرة إذا تحكمت على مشاعر أي منهما، فإنها ستشكل له مرض يعاني منه، ويقاسي ويلاته.
ومن جانب آخر أكدت الدكتورة النفسية ليلى آل جواد بأن الغيرة صفة موجودة لدى النساء والأطفال والرجال والمراهقين منهم، وأن جذورها تتكون منذ الطفولة، مبينة بأن الدافع والمسبب لها ”الغيرة“، عند الزوجة مصدره عدم الشعور بالأمان.
وقالت: "قد يكون التهديد لها بالتعدد هو ما يؤدي للغيرة الزائدة والشك، وتوهم الأحداث كما تريد هي أن تراها وتجرها إلى عدم الثقة وعدم تطور الحياة الزوجية بشكل جيد وصحي للزوجين وللأسرة ككل".
وأوضحت أن عدم احترام الزوج شكل وقدرات زوجته ومقارنتها بممثله أو قريبة ما، هو بذلك يزرع جذور عدم الثقة في هذه المرأة بقصد الإهانة والتنقيص منها بقصد المزاح أو متعمدا، حيث أنه يبدأ بزرع جذور الغيرة في قلبها وكيانها، مشيرة إلى أنه قد تكون المرأة أيضاً ذات شخصية تملكية، فحين تتزوج تعتقد أن هذا الإنسان من ضمن ممتلكاتها الخاصة، وعلى ذلك تكون تصرفاتها معه من باب الغيرة.
وذكرت بأن هنالك غيرة محفزة وإيجابية في تطوير الذات والاهتمام بالمظهر ومعرفة أن كل أنثى جميلة فلا يقترن فقط بالشكل إنما بالسلوك، مؤكدة على أن الرجل يحب المرأة شديدة الثقة بنفسها ومن ذكائها وتطويرها لذاتها، وأن لا تعطي المواضيع أكبر من حجمها، وأن تساهم في الاهتمام بأسرتها في جو يسوده الحب والتفاهم بين الطرفين.
وبين الأخصائي النفسي مصدق آل خميس من جماعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية، أن الغيرة المرضيةPathological Jealousy، هي أهم نوع من الاضطرابات، لأنها أكثر حدوثا مقارنة بالأنواع الأخرى، وقال ”وعادة تصاحبها درجة عالية من الخطورة“، منوها إلى أن أهم علاماتها أن شريك الحياة غير مخلص له أو أنه يخون، موضحا ولذلك سميت مرضية، لأنها من غير دليل ولا يمكن تصحيحها بالمنطق.
وأشار إلى أن نسبة حدوثها في المجتمع غير معروفة ولكنه كعرض ليست نادرة، لأنها يمكن أن تكون ضمن أعراض المرضى الفصامين وحالات الاضطرابات الوجدانية واضطرابات الشخصية وتعاطي المخدرات وبعض الأمراض العقلية العضوية، مبينا أن أهمية هذه الحالات ليست بسبب ما تسببه من ضيق للمريض فقط، وإنما لما يصاحبها من مشاكل زوجية وأسرية علاوة على الخطر الكبير من العنف الذي قد يصل إلى حد القتل وأحيانا الانتحار.
وقال ”إن الأخصائيين يؤكدون أن تصرفات أحد الشريكين توسع دائرة الشك، وأن انعدام الثقة بين الزوجين يؤثر سلبا على الأبناء، وقال“ إن الثقة بين الزوجين، هي عمود الأساس لحياتهما الزوجية ".
وذكر أن ما يميز سلوك المريض بالغيرة، أنه يسعى في البحث، لأدلة الخيانة، وذلك من خلال البحث في المذكرات، وحاليا الهاتف النقال، وتسجيل المحادثات، والمتابعة وأحيانا استعمال كاميرا الفيديو وفحص ملاءة السرير والملابس الداخلية وخلافه، مشيرا وعادة ما تحدث مشادات كلامية، وأحيانا هياج مصحوب بعنف جسدي قد يؤدي إلى اعتراف الطرف الآخر بالخيانة كذبا لإنهاء المشكلة، مؤكدا بأن الاعتراف دون ارتكاب الخيانة يؤدي إلى إشعال وتأزم المشكلة أكثر.
وقال ”إن الأخصائيون يؤكدون على أن تصرفات أحد الشريكين توسع دائرة الشك، وأن انعدام الثقة بين الزوجين يؤثر سلبا على الأبناء“، مؤكدا على أن الثقة بين الزوجين، هي عمود الأساس لحياتهما الزوجية.
الغيرة المرضية
وأوضح أن تركيبة أو نوع الشخصية له دور في حدوث الغيرة المرضية فدراسة الشخصية مهم جدا، وقال ”لقد وجد لدى المصاب شعور شديد بالنقص والعجز وعدم ثقة بالنفس وإنجازاته في الحياة أقل من طموحاته، وهذا النوع من الشخصيات أكثر عرضة لأي حدث يزيد شعوره بالعجز مثل فقد الوظيفة أو الوضع الاجتماعي أو التقدم في السن ونتيجة لهذه التهديدات ربما يسقط هذا الشخص اللوم على الآخرين في شكل غيرة مرضية واتهام بالخيانة“.
وذكر بأنه لم تثبت أي دراسة لأي صلة بين الغيرة المرضية والجنسية المثلية كما كان يعتقد فرويد، الذي يقول بلة بين الشذوذ الجنسي والغيرة المرضية، ويعتقد الكثير من الباحثين بأن الغيرة المرضية قد تنشأ مع بداية عدم القدرة على الانتصاب للرجل والعجز الجنسي للمرأة.
وذكر بأن الغيرة المرضية كعرض منفصل أو تحدث ثانوية لبعض الأمراض النفسية والعضوية، مستعرضا العوامل التي تساعد في حدوثها، وهي عدم الشعور بالأمان حول علاقتك مع من تحب واعتمادك عليه، حيث غالبا ما يؤدي إلى الغيرة المرضية، الخبرات السابقة والعلاقات غير الشرعية مع الجنس الآخر، والتي تولد الشك وعدم الثقة، تساعد الظروف الاجتماعية المحيطة بحدوث الغيرة المرضية وذلك بأن يتدخل بعض أفراد المجتمع سواءً الأقارب أو الأصدقاء في حياة الزوجين ويثيروا الشكوك حول أحد الزوجين فيشك الطرف الآخر، انشغال الزوج أو الزوجة بالعمل انشغالا تاماً والغياب عن البيت لمدة طويلة تساعد في إثارة الشكوك.
عوامل الخطر في الغيرة المرضية
وأشار إلى أن مرضى الغيرة المرضية يعتبروا من المرضى الخطرين، مبينا لأن الغيرة قد تدفع لارتكاب جريمة الأذى الجسيم أو القتل، وأحيانا الانتحار، وقال " فقد أوردت إحدى الدراسات أن بين 81، مريض ثلاثة منهم ارتكبوا جريمة قتل، وفي دراسة أخرى أجريت على 138 حالة، أن 25 %، منهم هددوا بالقتل أو الأذى للطرف الآخر، وأن 56 % من الرجال و43 %، من النساء كانوا عنيفين وهددوا أزواجهم بالانتقام، كذلك هناك خطر الإقدام على الانتحار خاصة الطرف المتهم حيث يلجأ في النهاية للانتحار لوضع حد لمعاناته والعلاقة.
العلاج:
وذكر أن علاج الغيرة المرضية دائما صعب، لأن المريض غير مستبصر بحالته ويري العلاج نوع من التدخل في شأنه الخاص ولا يلتزم بتناول العلاج كما ينبغي، موضحا إذا كانت الغيرة ناتجة عن مرض عقلي آخر مثل الفصام أو الاكتئاب أو نتيجة تعاطي الكحول والمخدرات، فيجب علاج الحالة الأساسية أولا.
وأشار إلى أنه إذا كانت الغيرة المرضية نتيجة اضطراب ضلالي غير معروف السبب، فإنه يحتاج إلى العلاج بمضادات الذهان، وقال ”ولكن النتائج دائما مخيبة للآمال“، مبينا فإذا كانت الغيرة لا ترقى إلى مستوي الضلالة أو الوهم، أي نوع من الاعتقاد الخاطئ، فإنها تستجيب لمضادات الاكتئاب من نوع مثبطات استرجاع السيروتونين.
العلاج النفسي:
وبين أن العلاج النفسي يهدف إلى خفض التوتر وإتاحة الفرصة للطرفين للتنفيس عن عواطفهم، وقال " إن العلاج النفسي مفيد إذا كانت الغيرة المرضية نتيجة لاضطراب في الشخصية.
العلاج السلوكي:
وذكر أن العلاج السلوكي يسعى إلى تشجيع الشريك المتهم بالقيام بسلوك يؤدي إلى خفض غيرة المريض مثلا بعدم المجادلة في بعض الحالات.
العلاج المعرفي:
وأضح بأن العلاج المعرفي يهتم بتحديد الافتراضات الخاطئة، وتدريب المريض على استراتيجيات يسعى من خلالها بالسيطرة على العواطف.
الأمراض النفسية والعضوية التي تساعد في حدوث الغيرة المرضية:
الأمراض النفسية:
وذكر أن الأمراض النفسية التي تساعد في حدوث الغيرة المرضية، هي: الفصام العقلي، اضطرابات المزاج، الذهان الزوري، اضطرابات الشخصية وخصوصاً الشخصية الإرتيابية.
- الأمراض العضوية:
وأوضح أن الأمراض العضوية التي تساعد في حدوث الغيرة المرضية، هي: سوء استخدام العقاقير المخدرة مثل المنشطات ”الامفيتامين والكوكايين“ والحشيش، الإدمان على الكحول، الأورام السرطانية واضطرابات الغدد الصماء، الأمراض الإستقلابية.
أعراض الغيرة المرضية:
وبين أن العلامة الرئيسية هي الاعتقاد غير الطبيعي بأن الشريك خائن، وهذا يمكن أن يصاحب بضلالات وأوهام أخرى بأن الشريك يتآمر عليه أو يحاول التخلص منه أو ينقل له مرض جنسي أو يسحب قواه الجنسية، لافتا إلى أن هناك علامات أخرى يمكن أن تكون مصاحبة للغيرة المرضية، أهمها: تقلب المزاج، يصاحبها موجات غضب سريعة وغير متوقعة مرتبطة بالغيرة.
واشار الى مراقبة وتسجيل أفعال وتحركات الشريك عن كثب، من خلال التجسس حيث لا يتركه يغيب عن ناظريه، وقد يوظف أحد الأشخاص لمراقبته ومتابعته، ويعود إلى البيت في أوقات غير متوقعة لضبط الشريك متلبسا، ويفتش في مستلزماته الشخصية عله يجد ما يؤكد شكوكه وأوهامه، قد يقضي طوال الليل مؤرقا وقلقا، يراجع الدليل على خيانة الشريك، عدم تحمل أصدقاء وأقرباء الزوج ولا حتى المجاملة التي تقدم إليه منهم، السؤال بجدية وقوة حول الأوقات التي يقضيها الشريك في غيابه - بعيدا عنه -.
ولفت الى الإصرار على انتزاع اعتراف من الشريك حول علاقاته الجنسية، وقد يعطي الشريك اعتراف غير حقيقي، لأنه يرهق ويتعب من التحقيقات المتلاحقة، وإذا حدث هذا فإن الغيرة تشتعل أكثر من أن تنقص أو تهدأ، حيث يغضب ويسخط إذا تحديت أفكاره حول خيانة الشريك، فإنه يؤذي ويتهجم ويتلفظ بألفاظ قاسية قاسية باتجاه الشريك، فلا يسمح للشريك بالتواصل مع العالم الخارجي، أو استقبال مكالمات تلفونية.
واشار الى ان يشك بأن الشريك يحاول أن يؤذيه أو يتخلص منه ليعيش مع عشيقه المفترض، معتقدا بأنه فقد الاهتمام والاستمتاع بالجنس معه، لأنه يحصل عليه من مكان آخر، ويصبح قلق من أن يصاب، أن أنه في طريق الإصابة بالأمراض المعدية، نتيجة تصرفات الشريك الطائشة.
من جهة أخرى أوضح أن الانفتاح والحرية والمعطيات الحضارية وقنوات التواصل الاجتماعيي، هي عوامل من العوامل التي ساهمت في زيادة ظواهر الغيرة والفراغ العاطفي بين الزوجين، مؤكدا ولكن ليس لها أساس في صنع الغيرة أو الشكوك والأوهام المرضية، والتي ترتبط بالأمراض العقلية أو الشكوك والغيرة عند المتعاطي للمخدرات، ولكن لها مساهمة في رسم مخطط الأوهام والشكوك المرضية وتصوراتها.
وأشار إلى أن الغيرة لذا بعض الطالبات للاستحواذ على المعلمة المحبوبة، وعدم السماح لأي من الطالبات الاقتراب منها، حيث أنها مزعجة للمدرسات، وقال ”إن الحب بشكل التعلق المرضي والاستحواذي مدعادة للغيرة والشك المرضي وقد يصل إلى قتل المحبوب أو الانتحار للمحب، كذلك قد تصل به الشكوك إلى التعاطي للهروب من الواقع والأوهام، فيصبح فريسة للأوهام والشكوك“.
وبين بأنه تتعدى الغيرة وحب التملك إلى الأصدقاء والأقارب والمدرس، وهي ناتجة من الخوف من الفقد للحبيب أو الخطف من قبل الآخرين، وقال ”وهذه أوهام ليس لها واقع“، لافتا إلى أن هناك حالات نتيجة للشك أو الغيرة وصلت لحد الانتحار أو قتل المحبوب، ولكن لا توجد إحصاءات رسمية على الرغم من شيوع وكارثية المشكلة.