آخر تحديث: 10 / 6 / 2023م - 4:16 م

مواقع ”التواصل الاجتماعي“ و”الهواتف الذكية“ خطر جديد على العلاقات الأسرية

جهات الإخبارية جمال الناصر، انتصار آل تريك - القطيف

أدخلت مواقع التواصل الاجتماعي، والهواتف الذكية المرأة دهاليز ”الشك“، لتدخل في دائرة زئبقية من المعاناة، لا تدري إلى أين تولي طرفها، وإلى من تلجئ، متلحفة بأوجاعها وشكوكها بعيداً عن أعين الأهل والرفيقات.

وذكرت ”نجيبة خالد“، بأن حالة الشك لديها بدأت بعد سنتين من زواجها، مبينة بأن شراء زوجها هاتف ذكي ثاني يستخدمه كان الداعي إلى دخولها دائرة الشك، منوهة إلى أنها حين تسأله بين الفينة والأخرى عن السبب في شراء الهاتف - الثاني -، يجيبها بأنه يستخدمه عندما يشعر بضغط شديد من جراء الاتصالات، مؤكدة بأنها تحاول مرارا وتكرارا نزع الشك من داخلها ولكنها لا تستطيع، حيث أنه يراودها في كلما خلت بنفسها، ليقذفها في دوامة من الألم والحسرة، لا تعرف لها سبيل من الراحة.

وذكرت ”ف. م“، بأنها أصيبت بالشك بسبب مشاهدة المسلسلات التلفزيونية، مشيرة إلى أنها قامت بمراقبة الهاتف النقال لزوجها دون علمه، والتفتيش فيه، إلا أنها لم توثق أي دليل على ارتباطه بأنثى أخرى، موضحة بأن حديث زوجها عن بعض زميلاته في العمل، وفي البرامج التطوعية، هو مازاد لديها الشعور بالشك، وقالت ”إنني أتهرب من حلالة الشك لدي بملئ أوقاتيت الفراغ لدي بممارسة هواياتي“.

وبينت عبير محمد، بأنها لا تثق بالعلاقات بين الجنسين، وإن كانت عبر قنوات التواصل الاجتماعي، أو الأعمال التطوعية، مؤكدة بأن المرأة المحتشمة، وذات العفة تنأى عن هذه العلاقات جانبا.

وقالت ”إن ألاعيب الشيطان كثيرة ومتنوعة، وعليها ينبغي أن تكون المرأة حذره“، منوهة إلى أن كم علاقة كانت في بداياته طبيعية، وتتسم بالأخوية والزمالة المهنية، ومع مرور الأيام حدث ما لا تحمد عقباه، لتبقى المرأة حبيسة الندم، مستشهدة بالمثال القائل ”الرجل لا يعبه شيء، والمرأة يعيبها كل شيء“.

وأكدت بأن المرأة تقع فريسة بين أنياب الرجل، التي وصفته بأنه يتلاعب بمشاعر المرأة حين يتمكن من عاطفتها، لتكون لقمة سائغة بين يديه.

وذكر إبراهيم علي، بأن وجود قنوات التواصل الاجتماعي، التي منحت الاختلاط المعرفي بكل ألوانه وأشكاله، جعلها تشك بزوجها، موضحة بأن معظم وقتها تتسقع في أزقة هذه القنوات، وتتواصل مع الرجال، وقال ”كلما رأيتها تضغط إعجاب - لايك -، أو ترد على رجل بحكم أنها مشاركة في أعمال تطوعية، تجعلها تتواصل مع الجنسين، فإن الشك يقتلني، لأدخل معها في مشاكل لا حصر لها“.

واشار إلى أنه في إحدى المرات، وجدها تمازح أحدهم، كأنه زوجها، فوصل الأمر بيننا إلى الطلاق، لولا تدخل بعض أفراد العائلة، وجعلني أتفهم الوضع، مؤكدا بأنه، وإن كان الوضع صحي، إلا أنه لا يقبله إلا مجبرا، لحبه زوجته التي قال بأنه لا يستطيع الاستغناء عنها.

وعرف الأخصائي النفسي مصدق الخميس أن الشك، هو الصوت المزعج في الجزء الخلفي من العقل، من اللاشعور والذى يظل يقول للإنسان كل الأسباب التي تجعله يشعر بأن لا يمكنه أن ينجح في علاقاته الاجتماعية، موضحا بأن ”الشك“، يعتبر من الظواهر الشائعة بين الناس، وإن الكثير منهم لا يفصحون ولا يعترفون به، كذلك الغيرة.

وقال ”نستطيع أن نطلق عليه القلق أو عدم الثقة بالنفس“، مؤكدا بأن ”الشك“، يضر ويعطل الحياة الاجتماعية للإنسان "، مشيرا إلى أنه لغويا، هو الارتياب حول صدق وأمانة الآخرين، لافتا إلى أن الفلاسفة يعرفونه بأنه التردد بين النقيضين بلا ترجيح لأحدهما على الآخر عند الشاك، أو الصراع في عدم إثبات موضوع الشكوك بمعطيات واقعة.

وبين بأن الشك يختلف عن الريبة، حيث أن الأول، هو التداخل الداعي إلى الغموض وعدم استبانة أو وضوح الأمور والتردد، أما الريب، فإنه شك مع توجيه تهمة مصحوبة بقلق النفس واضطرابها، والشك المريب هو التردد الموقع في القلق والاضطراب وسوء العلاقات الاجتماعية، مؤكدا أن الشك المريب، هو الشكوك المرضية.

وذكر أن الشك، ينقسم إلى قسمين، الشد ”السوى“، والشك غير السوى وهو - الشك المرضى -، موضحا أن السوي منه، يتمثل في منطقة الغيرة أو الاستحواذ على المحبوب، مشيرا إلى أن الغيرة السوية، هى الغيرة المحمودة مثل غيرة الزوج على زوجته من الأغراب والزوجة على زوجها.

وأوضح بأن الشك وظيفة ذهنية وظاهرة صحية ودلالة على التمتع بالصحة النفسية إذا مورست بغير إفراط، مبينا أن كل شخص يحتاج إلى درجة بسيطة من الشك، وذلك لحمايته من الوقوع فى بعض الأخطاء والتأكد والتيقن من الأمور، وقال ”إنه لحظة مؤقتة ننتقل بعدها إلى الحقيقة“، مؤكدا على اعتماد الشك على واقع موضوعي، وأن يجد الشكاك في الموقف ما يجعله يشك، داعيا إلى عدم المبالغة في الشك، وأن يكون الشك نوعا من التفكير المنطقي والموضوعي وخاليا من الحالات الانفعالية.

وحذر من أن يصطبغ الشك بالوجدان والانفعال، موضحا بأنه سيكون إسقاطا لما يختمر فى النفس من اعوجاج وانحرافات نفسية واضطرابات شخصية وانحرافات سلوكية، مشددا على أن ينتهى بانتهاء الموقف الداعي للشك وموظفا فقط تجاه الموقف، ويكون مخصصا وليس معمما، - أى مبنى على موقف أو شخص أو فكرة واحدة، مبينا أن الشك المرضي - الغير سوي -، فيه يعاني الفرد من أوهام اضطهادية، معتقدا من خلالها أن الآخرين يريدون إيذاءه، وأن هناك مكائد ومؤامرات تحاك ضده.

وأشار إلى أن هذا الشك لا ينمو مع المرء منذ صغره ولا يشمل جميع الناس وجميع جوانب الحياة، بل يركز على فكرة معينة تصل إلى درجة الاعتقاد الجازم، مؤكدا أن هذه الفكرة أو الاعتقاد يسيطر على المريض إلى درجة تصبح شغله الشاغل، ويصبح همه دعمها بالأدلة وجمع البراهين، موضحا أن الشك المرضي له مضاعفات خطيرة، كالطلاق والتفكك الأسري، ومشاكل مع الجهات الرسمية وإزعاج السلطات الأمنية والقضائية، ومشاكل في العمل تؤدي إلى فقد الوظيفة بسبب الاستقالة أو الفصل نتيجة سلوكه المضطرب، كذلك العنف الجسدي، وربما ارتكاب جريمة القتل أو الانتحار.

وأشار إلى أن الجانب الإيجابي للشك، يتمثل بكونه منهج علمي للبحث عن المعرفة والحقائق، موضحا بأن الشك ”السوي“، يقود الإنسان إلى آفاق جديدة من المعرفة، فععندما يشك في صحة مزاعم الآخرين، وخصوصا عندما تكون تلك المزاعم تستند إلى معلومات قديمة ووجهات نظر بالية، فإنها ستفتح نوافذ المعرفة، مستشهدا ببعض الشخصيات التي مارست الشك ”السوي“، لتحقق إنجازات كبيرة، وقال ”عندما شك كولومبوس فى الاعتقاد التقليدي بأن الأرض مسطحة، وحاول أن يتأكد من هذه المعلومة، حقق اكتشافات عظيمة، كذلك حين شك آينشتاين فى أن تفسيرات الفيزياء التي قدمها معاصريه غير كافية، لتفسير طبيعة الفيزياء، حيث أن هذه الشكوك دفعته إلى تصور الأشياء على مستوى أعمق بكثير والخروج عن الحدود التى وضعها سابقيه فى الماضى“.

وذكر أن أهم الأشياء التي يمكن للإنسان القيام بها مع الشك، هو أن يعترف به وبوجوده داخله، ومن ثم يضعه في مكانه الطبيعى مع المخاوف والكوابيس القديمة، لافتا إلى إمكانية الشكوك أن تكون إيجابية، وتوفر خدمات جليلة له، أو تكون الشكوك سلبية، حينها تقعده عن الوصول إلى المعرفة التى تطلق إمكانيات غير محدودة إلى الطاقاتك الكامنة، وأهدافه التي يبتغيها، أو أن تقذفه إلى المرض النفسي، مؤكدا بأن الغيرة السوية، هي حق مشروع وواجب، موضحا أنها طبيعة متأصلة فى النفس البشرية، وهي فطرية وتهذبها الأساليب التربوية والتنشئة الاجتماعية والأخلاقية والدينية التي يتربى عليها الأفراد.

ونصح بأن هناك عدة طرق للتغلب على الشك، حيث أن كل شخص مختلف عن الآخر، لذلك عليك تجربة واختيار الأفضل لك، ثم استمر في استخدامها لتساعدك على بناء الثقة وإبعاد الأفكار السلبية.، مضيفا وهي، التعرف على ما يسبب الشك في حياتك: سجل فى قائمة العبارات التى تقولها إلى نفسك تثير هذه الشكوك، مثلا ”لا أستطيع أن أفعل هذا“، أو ”أنا لست موهوبا بما فيه الكفاية“، أو ”هؤلاء الأشخاص لا يحبوا وجودى معهم“، أو ”لا أحد يريد مساعدتي فى العمل“ أو ”زوجي يخونني“، أو ”زوجتي لاتحبني“، وقال ”حاول أن تكون واقعيا مع معطياتك الواقعية التي تستند عليها في شكوكك“.

ودعا إلى التحدث مع الأصدقاء والعائلة، والطلب منهم الدعم في التغلب على الشكوك، مؤكدا بأنهم سوف يقدمون الدعم الإيجابي والتشجيع الذى تحتاجه للاستمرار في المحاولة، منوها إلى ضرورة أن يقول الإنسان الشاك إلى نفسه شيئا إيجابيا، في كل مرة حين يجد في نفسه تفكر فى رسالة سلبية، وقال ”بدلا من التفكير في،“ لا أستطيع أن أفعل هذا ”، يقول“ أستطيع أن أفعل ذلك ”، أو“ أنا أتعلم كيفية القيام بذلك "، مشددا على مساعدة الآخرين، موضحا أن مساعدة شخص آخر، تشعر الإنسان بأنه أفضل تجاه نفسه، مؤكدا أن مساعدة الآخرين تشعر بالقوة والقدرة على الأداء.

وأكد على مراجعة بعض الكتب المساعدة الذاتية، وقال ”اقرأ فى مكتبتك المحلية كتب عن التغلب على القلق وبناء الثقة بالنفس، مؤكدا بأنها سوف توفر كل من هذه التمارين المساعدة الفعلية في التغلب على الشكوك التى تدور بداخلك“، مبينا أنواع الشك ”الغير سوي“، أولا: الشك الوسواسي، معرفا إياه بأنه ربما يكون سمة للشخصية الو سواسية أو عرض لاضطراب الوسواس القهري، حيث أنه نوع من الشك القهري، والذي عادة يكون فيه الفرد متأكد من عدم صحة شكه أو ظنه في موضوع ما، كالشك في الطهارة وتكرار الوضوء أو الشك في عدم إغلاق أنبوبة الغاز أو الخزانة أو أبواب السيارة وتكرار الفعل أو التأكد من فعله بصورة قهرية رغم تأكده من عدم صحة شكوكه أو سخافة الفكرة، مؤكدا أن المصاب بالشك الوسواسي هو الذي يعاني، ونادرا ما يعاني من حوله.

وتابع: ويليه الشك الملازم للشخصية الفصامية، أو ما يسمى ”جنون العظمة“، موضحا أن هذا النوع من الشك يكون سمة ملازمة للشخص إلى درجة مؤثرة في سلوكه وعلاقته بالآخرين، وتسمي هذه الشخصية بالشخصية الشكاكة ”Paranoid Personality“، موضحا بأن الشك المرضي ”الأوهام“، هو عرض مرضي نتيجة إلى اضطرابات في التفكير، وفيه يعاني الفرد من أوهام أو ضلالات أو شكوك مرضية.

وذكر بأن الأوهام - الضلالات -، هي معتقدات خاطئة لا تتفق مع الواقع ولا يمكن تبريرها أو تصحيحها بالمنطق ولا يتخلى عنها المريض ويمكن تقسيمها إلي نوعين: أوهام منظمة ومرتبة، وفيها تبدو الأفكار منطقية وواقعية ويمكن تصديقها، ومثال لها حالات الاضطراب الضلالي، الاعتقاد بأنه مراقب أو مصاب بمرض معدي أو أن زوجته تخونه أو ضلالات العظمة، وأوهام غير منظمة، وفيها تكون الأفكار غير منظمة وغير مرتبة وغير مقنعة وينقصها المنطق والترابط، ومثال لها أوهام وضلالات الفصام العقلي، كراعي أو مزارع يتوهم وجود جهاز في جسمه متصل بالأقمار الصناعية لمتابعة حركته والتجسس عليه.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 5
1
حبيب
[ صفوى ]: 5 / 11 / 2015م - 8:20 م
مثل كل اداه لها وجهان ايجابي وسلبي لكن للاسف اسأه الاستخدام طغت على الايجابيات والخوف الأكبر على النشء وطريقه تعاملها مع شبكات التواصل يجب طرح حلول بشكل مستمر لتحصين الناشئه خصوصا المراهقين من عواقب اسائه الاستخدام الرشيد.
2
محمد البدر
[ العواميه ]: 6 / 11 / 2015م - 7:34 م
أقول انتبهو لبناتكمً ونسائكم من برامج التواصل الاجتماعي كل وحده عندها مليون برنامج وانتو غافلين عنهم
3
أم زيد
[ القطيف ]: 6 / 2 / 2016م - 9:28 م
المفترض على الرجال يا أخ محمد البدر ينتبهوا على أنفسهم، ويخافوا الله في نسائهم

لإن الرجال في مجتمعنا هم عرضة للإنحرافات أكثر من المرأة
4
جاسم الأحسائي
[ الأحساء ]: 18 / 10 / 2016م - 8:35 م
في مواقع الدمار الاجتماعي تجد معلومة مفيدة محاطة بجيش من الانحرافات.

كمثل من يريد الدخول في حقل ألغام ليقطف ثمرة جميلة فقط لأنها قريبة منه مع أن نفس الثمرة يمكنه أن يجدها في مكان آخر أأمن و لكن أبعد قليلاً.
5
said
[ القطيف ]: 16 / 11 / 2016م - 1:55 م
والله البرامج التواصل دمار دمار وصار البشر قريبين من بعض من خلال البرامج
وأكثرها مامنها فيده