”هروب الطلاب“: ”بطولة زائفة“ و”ملل“.. ومعلمون يطالبون باحتواهم

انتشرت ظاهرة الهروب من الحصص الدراسية عند طلاب المدراس، وأرجح عدد من الطلاب السبب إلى الروتين المتبع في ”الشرح“ وأسلوب المعلمين وأعطوا لأنفسهم تبريرات للقيام بهذا العمل.
وأكد عدد من المعلمين والمعلمات على ضرورة احتواء الطلاب، والأخذ بأيديهم وكسر بعض الحواجز بحدود الأدب والاحترام اضافة إلى ضبط السلوك. لافتين الى ان عدد من الطلاب يعتبرون الهروب بطولة.
وبين المعلم حسين آل ربح بأن البيئة قد لا تكون ملائمة بالنسبة للصفوف المبكرة، وأنه يمكن تجاوزها ب ”الأمان الحسي“ عند الطالب باتجاه المعلم وتكييفه بأن يكون الأب الرحيم ومع تنويع الأساليب التحفيزية وغالباً ما تكون معنوية ايضاً.
وتابع بن بقية المراحل الدراسية يكون الهروب من الحصص باعتباره المتنفس الذي يبحث عنه خارج الصف، وبالإضافة إلى طريقة تعامل المعلمين مع الطلاب بشكل جاف وعدم التنويع في مهارات التدريس وتفعيل التعليم باللعب.
وشدد المعلم ال ربح على ضرورة عدم جعل الحصة تعلمية وتلقينيه مملة في ظل وجود الكثير من العوامل التي تسهل التعاطي مع الطلاب كأصدقاء في جو من المرح، مشيراً إلى أهمية ضبط السلوك وحدود الأدب ومراعاة الكبت النفسي لتتابع الحصص.
وذكرت المعلمة زينب سليس بعض الحلول منها وضع خطة علاجية تتبعها المعلمة مع الطالبة لترغيبها في المادة، مشيرة إلى أن بعض الطالبات قد تكون أسباب الهروب لديهم هوعدم تقبل المعلمة وطلبهم لمعلمة مادة أخرى.
وأكدت معلمة التدريبات السلوكية فتحية الربيع على أهمية احتواء الطالب واحترام قدراته العقلية وظروفه النفسية وعدم مقارنته داخل الصف بزملائه، منوهة على استخدام الأسلوب الجذاب والبسيط لكي يشعر الطالب انه ف بيئة تعليمية وليس بيئة ”ضاغطة“ على حد تعبيرها.
وأوضحت بأن مشكلة الهروب من الحصص مشكلة قديمة ومازالت مستمرة، وبأن اسبابها قد تعود للمكان ”الفصل“ وأسلوب المعلم، وقد تعاني الطالبة من مشكلة معينة قد تجهلها المعلمة وبعض المواد تكون مادة علمية جامدة تجعل الطالبة لا ترغب بحضور الحصة.
وأضافت: ”قد يكون عدم حل الواجب ايضاً سبب من هذه الأسباب، ولابد أن يؤخذ تكرار الهروب في الحسبان وهو موضوع لايزال ظاهرة ويجب أن يعالج بشكل جذري عن طريق معرفة الأسباب الحقيقية وراء السلوك الذي أصبح ظاهرة منتشرة في بعض المدراس“.
هروب المعلمين
وشارك المعلمين الطلاب رغبتهم في الهروب من الدورات التدريبية، مشبهين الوضع بذاته لدى الطلاب ولنفس الأسباب من الضغط والروتين والكبت النفسي.
وقال المعلم ”ن. الدهان“ بأنه عندما كان طالباً بالثانوية يتهرب من الحصص ومن الحضور ايضاً، وأنه لازال يشعر بالشعور ذاته بالهرب من الانضمام للورشات التدريبية والدورات التطويرية.
وذكر بأن احدى أخواته لديها أبن يدرس في المدارس العالمية وتهددهم بالذهاب فيرضخون لأوامرها بسبب وجود أنشطة وأساليب تشدهم لها بعكس المدراس العادية التي تخلو فيها البيئة الصفية والمدرسية والطاقم التعليمي والاداري.
ولفت بأن المعلمين هم الأكثر هروباً من الطلاب في الدوام المدرسي وأن ذلك بسبب غياب عامل التشجيع والتقدير والتحفيز والتأهيل.
وتابع بأنه لابد على المعلم أن يضع محفز للطلاب بتشجيعهم على الحضور وكل مرحلة لها ما يناسبها، مشيراً إلى العائق في عدم تطبيق ذلك هو ”الميزانية“ ولعدم بذل ادارة المدرسة للمعلم يصيبه بالذبول وعدم الحماس ولو أنه بذل من ماله الخاص فسيواجه نبرة السخرية والتحبيط من زملاءه في غرفة المعلمين.
وأشار إلى أنه هنالك طلاب يكررون سؤال متى نذهب إلى البيت، وهو نوع من الغياب والهروب الجسدي والذهني ويفقد الطالب التحصيل ويسبب التشتيت في الذهن وفي المحصلة المشكلة ليست في الطالب بل في البيئة التي تحيط به فهي تكتفي بالتنظير وتخلو من التفعيل العملي.
ومن جانب الطرافة قال المعلم ”ع. آل حمادة“ بأن هروب الطلاب مثل هروب المعلم من الدورات ولا حل له، وبأن الوقت الطويل للحصة وبالتلقين وبدون أي شي يربط يسبب النعاس
نشعر بالملل ونريد حلاً
ومن جانب آخر اتهم الطلاب المعلمين باتباع أساليب ”مملة“ في الشرح، وبأن تغيير اسلوب الحصص سيساعد في التحفيز والخروج من الروتين.
وقال ”ح. ع“ بأنه يهرب من الحصص بشكل يومي عن طريق الاستئذان للذهاب إلى دورة المياه، ويعود قبل أقل من عشرة دقائق لانتهاء الحصة وبأن السبب هو الروتين ومعاملة المعلم الجافة حسب قوله.
واتهمت ”س. ج“ المدارس بأنها السبب في هروب الطالبات ونفورهن من الحصص، مشيرة إلى أنها هربت مرتين من حصص الأسرية والتربية الاجتماعية وتعرضت للتوبيخ من المعلمة واحيلت للمرشدة وشرحت لها الأسباب.
وتابعت بأنها طالبة مجتهدة في دروسها وتذاكر في المنزل باستمرار، ولكنها تريد حلاً لوضع الحصص الروتيني الممل بأن ملل المعلمة ينعكس على الطالبات أثناء الشرح في الحصة.