آخر تحديث: 30 / 9 / 2023م - 12:45 ص

عاملات منزلية: «السماسرة» يستغلون حاجتنا وساعات العمل «تكسر ظهورنا»

جهات الإخبارية نداء ال سيف - القطيف
  • الحقوقية السادة: بحاجة لوجود أنظمة وإجراءات وتدابير لتجريم ومكافحة الاتجار
  • الأخصائي العبكري: معاملة العاملات تعكس صورة الإسلام والمسلمين
  • الشيخ ال سيف: لا يجوز تأجير الخادمة لآخرين بعد قدومها

أجبرتها ظروف المعيشة الصعبة للعمل كخادمة منزلية في أحد المنازل، وحينما جاءت لبيت كفيلها، تفاجأت أنها ستتنقل يوميا على المنازل، بل وربما كان الحجز في بعض الأيام لأكثر من بيت.

وللأسف الشديد، فأن هذه ليست قصة خيالية بل هي واقع تعيشه معظم العاملات المنزلية في السعودية بعد انتشار ظاهرة تأجير العمالة بالساعات والأيام حتى صارت تجارة ومهنة العديد من ربات البيوت والسماسرة.

وفي وقت الذروة، يزداد جشع الكفلاء، لترتفع الأسعار حتى تصل قيمة عمل العاملة في أحد المنازل ل 25 ريال في الساعة الواحدة و4 الآلاف في الشهر الواحد، تدخل في جيوب «السماسرة» الأمر الذي يعني أن العاملة هي من تعطي الراتب لا الكفيل.

«جهينة الإخبارية» سلطت الضوء في هذا التحقيق على هذا الأمر لا سيما ونحن على مشارف شهر رمضان، الموسم الذي تتزايد فيه العروض الخيالية لسعر التأجير، فذا كان هذا التحقيق.

شعب سعودي «كسول»

عاملاتميريا، عاملة في الخامسة والعشرين أجبرتها ظروف وفاة والدها للعمل كخادمة لتوفير احتياجات أسرتها، تقول بألم: اشترطت في مكتب العمل أن يكون المنزل صغيرا لأنني أعرف من صديقاتي ثقافة الشعب السعودي وحبه للكسل، لكني تفاجأت أن العمل لم يكن في منزل واحد، بل أنني أتنقل حسب اتفاقيات «المدام».

وتضيف العاملة الأثيوبية في كل منزل أعمل فيه تعطيني «المدام» عشرة ريال بينما تحتفظ ببقية المبلغ الذي يصل إلى 150 ريال دائما، منوهة أن العمل في عدد من المنازل هو أمر «متعب».

وتتنهد ميريا بألم وهي تتذكر ما تتعرض له أثناء العمل فتقول: أحيانا أذهب إلى كبيرات في السن وأقوم بالسهر معهن بينما يكون في اليوم الثاني عمل في منزل آخر صباحا.، وأحيانا يكون العمل عند عوائل «بخيلة» فلا توفر لي الطعام الأمر الذي يجعلني أبقى جائعة حتى الليل.

صراخ وسب للعاملة

وعلى ذات المعاناة تحكي العاملة سلام قصتها التي بدأت بعد سفر العائلة في الأجازة الصيفية ومكوثها في بيت أحد المعارف، الأمر الذي راق للعائلة بعد العودة لأخذها مع «شدة الفلوس» كما تصف الاندنوسية.

وتتابع سرد قصتها: بعدها صرت أذهب يوميا وقت عمل المدام إلى المنازل التي أحتاج إلى فترة لمعرفة الأدوات وطريقة العمل التي يريدونها مما يجعلني عرضة للصراخ والسب، منوهة إلى أن عدم تصريحها باسمها حتى لا تعرفها عائلتها.

وتتذمر سلام من طول ساعات العمل والتي تصل أحيانا إلى الثانية عشر ليلا بقولها: أعود وأنا في قمة التعب لأجد المنزل الذي أعيش فيه «خربان» مما يجبرني على السهر أو الاستيقاظ مبكرا قبل العائلة لترتيب المكان.

قابلية تقبل العنف

نسيمة السادةبدورها، تؤكد الناشطة الحقوقية نسيمة السادة على أن العنف مرض اجتماعي مسلط على الفئات الأضعف في المجتمع كالسيدات والمعاقين وكبار السن، مشيرة إلى أن العاملات المنزليات تتوافر فيهن القابلية لتقبل العنف أكثر من غيرهن، فهن إلى جانب كونهن نساء فهن مغتربات ولا يعرفن اللغة ويجهلن الأنظمة المحلية ومن فئة بسيطة في التعليم.

وتذكر أن العمل في المنازل المتعددة ليس هو المشكلة وإنما عدم وجود عقد واتفاقيه واضحة بين العاملة وصاحب العمل يضمن فيها كل منهم حقه ويمنع من التدليس والاستغلال بتحديد التفاصيل من ساعات العمل والإجازة الأسبوعية وعدد المنازل التي من الممكن ان تعمل فيها وغيرها من التفاصيل قبل خروجها من وطنها، مضيفة بضرورة الحاجة إلى وجود جهة محددة تتمكن فيها العاملة لتقديم شكوى حيال التعديات.

الاتجار بالبشر «جريمة»

وأوضحت السادة أن جريمة الاتجار بالبشر عن طريق تشغيل العاملة عند الغير واستغلال حاجتها حتى مع تمكين أي شخص الإبلاغ عن الحالة وذلك عن طريق كتابة تفاصيل الموضوع والمعلومات وتقديم الشكوى إلى اللجنة الخاصة بالاتجار بالبشر ويتم استلام البلاغات على رقم فاكس 8331121.

وأضافت أن جريمة تشغيل العاملة المنزلية أكثر من 15 ساعة يوميا يمكن العاملة تقديم شكوى لوزارة العمل على كفيلها والمطالبة بالتعويض المالي، متسائلة عمن سيوضح هذا للعاملات ويوجههن للشكوى وبالذات في حالات الترهيب والتخويف والحاجة الماسة التي تعانيه.

إدانة 66 % من النساء

الشيخ فوزي السيفوتشدد السادة على الحاجة لوجود أنظمة وإجراءات وتدابير لتجريم ومكافحة الاتجار بشكل فعال، مستشهدة بالتقرير العالمي للاتجار بالأشخاص لعام 2009 والذي يكشف عن أن 66٪ من المعرضات عالميا للاتجار هن من النساء بحسب التقرير، بان النساء هن الأكثر إدانة في جرائم الاتجار بالبشر لإدارتها شبكاتها.

وعبرت عن دهشتها بمطالبة الإنسان بحقوقه في حين انه ينتهك حقوق الآخرين لأنهم أضعف منه سواء كان رجالا أو نساء.

تأمين معيشة الحياة

من جهته، يوضح الأخصائي النفسي سعيد العبكري انه من غير المنصف أن يتم نشر مشاكل العاملات المنزلية من دون البحث والتحري والوقوف على الأسباب أو الدوافع، مبينا أن هؤلاء في الأصل جاءوا للعمل ولتأمين حياة أسرهم في بلدانهم ولتحسين معيشتهم.

ويضيف أن سوء التعامل معهم وإنقاص قدرهم واستغلالهم للعمل في عدة أماكن مختلفة ومتنوعة ومجهدة مخالف للنظام والمنطق كل ذلك يجعل المرء في غير مأمن من ردود أفعالهم ونواياهم المبيتة.

شرعا، لايجوز

ويطالب العبكري والذي يعمل أخصائي نفسي بالإدارة العامة لسجن الدمام بمعاملة العاملات بالرفق والتقدير، للمساهمة في عكس صورة طيبة عن الإسلام والمسلمين وكذلك عن سمعة البلاد عندما العودة لديارهم بعد انتهاء مدة عملهم المقررة.

ويبين الشيخ فوزي ال سيف أنه ومن الناحية الشرعية لا يجوز تأجير الخادمة لآخرين بعد قدومها للعمل في بيت كفيلها.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 5
1
@
[ حارة بوزعبل ]: 18 / 5 / 2015م - 3:35 م
بعض الكفلاء حب الدنيا معلق في قلوبهم وهمهم الركض خلف المال وبعض الكفلاء توحش من قلة دخله واغتنم الفرصة بفتح باب رزق له من ظهر خادمته
2
ابو بتول
[ القطيف ]: 18 / 5 / 2015م - 10:56 م
شخصيا ارى الخادمة اضحت نقمة على المجتمع. فمن المؤسف ان الاتكالية اصبحت شبه تامة على العاملات في الحياة اليومية. ترتيب تنظيف طبخ وصولا للاهتمام بالاطفال. اين دور الام؟ سابقا كان يقتصر وجودها لرعاية الجدة و الجد و بمهام محدودة جدا. الله المستعان
3
أم سراج
[ القطيف ]: 20 / 5 / 2015م - 5:19 ص
كسل وتباهي من بعض الحريم
وزيادة في الخدمه يأدي الى
الأنتقام والجريمه من هده العامله
أني استغرب أشلون يدخلوهم
بيوتهم من دون حاجى ماسه
ترى الشغل في البيت رياضه وصحه
والله المستعان
4
احمد العلوي
[ الخامسة ]: 12 / 8 / 2015م - 11:15 م
يجب المعاملة باحترام للاخادمة
5
احمد العلوي
[ الخامسة ]: 12 / 8 / 2015م - 11:16 م
روعة