الـ 40 مليارًا.. التاريخ سيحكم
كما هو معروف أن العالم أجمع أصبح يعتمد على الصناعة بشتى أنواعها بشكل كبير جدًّا، حتى في الدول النامية أصبحت لهذا المجال أهمية عظمى من خلال تنويع مصادر الدخل وتوفير الوظائف وغيرهما من المميزات التي يوفرها المجال الصناعي.
وفي هذه البلاد الخيرة لم يتم إغفال هذا الجانب، إنما تم الاهتمام به والحرص على نموه من خلال وجهة نظر مستقبلية، هدفها اتخاذ خطوات عملية وواقعية تؤدي بدورها إلى وصولنا إلى التنمية الصناعية المستدامة، وذلك لما للصناعة من أهمية بالغة في الحياة اليومية ودعم الاقتصاد وقيامه ونموه، فلا يمكن لأي دولة أن تكون ذات اقتصاد قوي دون صناعة وإن اختلفت مجالاتها، فهي تعد الخيار الوحيد لنا، كما وصفها راعي التنمية والصناعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -.
إن تطوير الصناعة والاهتمام بها لا يأتي فقط من خلال وضع الخطط والاستراتيجيات والاستشراف، إنما من خلال التطبيق الفعلي لكل ما يصب في نمو وتطور الصناعة، وهذا بالفعل ما لمسناه من قائدنا خادم الحرمين الشريفين من خلال دعمه المتواصل والمستمر لجميع ما يخدم التنمية في هذه البلاد الخيرة، التي كان آخرها أمره الكريم بزيادة رأسمال صندوق التنمية الصناعي من 20 مليار ريال إلى 40 مليار ريال، حيث يؤكد - حفظه الله - دائمًا أن خيارنا الأول في تحقيق تنمية مستدامة واقتصاد متين ومستمر هو الصناعة وتوطينها، إذ بذل جهودًا جبارة في هذا المجال، وقدم دعمًا كبيرًا ومستمرًّا سواء كان ماديًّا أو معنويًّا من منطلق رؤيته المستقبلية الحكيمة، والوصول إلى هدف تنويع مصادر الدخل.
إن هذا الدعم السخي والمتواصل ما هو إلا رسالة عظيمة إلى جميع الصناعيين والمسؤولين عن الصناعة في وطننا الغالي، لبذل المزيد من الجهد للوصول بالصناعة السعودية إلى المستويات العالمية، ووجود صناعة سعودية في كل شبر من العالم، وهذا القرار بالذات ستعرف وتلمس قيمته الأجيال القادمة، والتاريخ سيكون حكمًا.
إننا نشهد اليوم تطورًا صناعيًّا سعوديًّا ملحوظًا في مختلف المجالات الصناعية، كما نشهد توجهًا حكيمًا إلى استغلال الميز النسبية في مختلف المناطق السعودية التي كان آخرها المشروع الجبار ''وعد الشمال'' وغيرها من المساهمات العديدة للقطاع الصناعي، فنحن على الدرب سائرون، وسنصل بعد توفيق الله إلى ما نصبو إليه بتعاوننا وتكاتفنا جميعًا، فالوقت الراهن يتطلب منا أن نعمل «الوزارة والصناعيون» بكل جِدٍّ على تعظيم الاستفادة من المجال الصناعي، وجعل صناعاتنا منافسة عالمية في جميع المجالات، والاهتمام بتطبيق أفضل المواصفات والمقاييس وعدم احتكار منافستها على مجالات محدودة، إضافة إلى ضرورة زيادة الاهتمام بتنمية الإبداع والابتكار باعتباره ركيزة أساسية في التنمية الصناعية، حتى نستطيع تحقيق الصناعة المستدامة، وكي نوجد لدينا دخلاً قوميًّا متنوع المصادر.