آخر تحديث: 30 / 10 / 2024م - 6:39 ص

معرض الكتاب.. ما الذي تغير؟!

عبد الوهاب العريض * صحيفة الشرق

مرّ معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام، لن أقول بشكل باهت، ولكن بتذمر شديد من قبل كتاب ومثقفين ومتابعين لحركة المعرض منذ تصدره المشهد العربي، واحتلاله المركز الأول على مستوى المبيعات والمشتريات، فدورة هذا العام لم تكن بالشكل المطلوب، بعد أن كان منتظراً منه أن يكون أكثر قوة وبروزاً ومتابعة لدى وسائل الإعلام.

تلك ملاحظات جاءت منذ ليلة الافتتاح، التي كانت شبه احتفالية وخطابية لم تحتوِ أي جديد، حتى على مستوى جوائز وزارة الثقافة والإعلام، التي لم تقدم أي إيضاح حول الجائزة التي فرح بها المثقفون بداية إطلاقها، لكنها ما لبثت أن بهتت وأصبحت غير معروفة، وكأنها تمنح بناء على التزكية من قبل لجان غير معروفة.

- في كل عام كان القائمون على المعرض حريصين على التواصل مع وسائل الإعلام، وإيصال أخبار المعرض يوما بيوم، وكانوا يبادرون بإرسال تقارير رقمية مبنية على الكتب الأكثر مبيعاً ودخل المعرض، طيلة أيامه، وإرسال تقرير مالي يحدد من خلاله دخل المعرض في العشرة أيام التي ازدحمت بالمشترين والمقبلين على الكتب بنهم شديد. لذا نشعر بأن اللجنة الإعلامية أخفقت في التواصل مع وسائل الإعلام هذا العام. وإضافة إلى ذلك فإن مسؤولي المعرض تحاشوا الصحفيين، أو الإدلاء بأي تصريح حول المشكلات اليومية في المعرض.

- غياب الشفافية لدى دور النشر، وذلك ناتج - على ما يبدو - عن تحذيرات مسبقة حول التصريح عن أي كتاب تم سحبه من أجنحة المعرض؛ والمفترض أن نكون أكثر شفافية من السنوات الماضية مع وسائل الإعلام.

- صرحت إدارة المعرض بعدم تعامل المشاركين أو الجمهور مع أي «محتسب» لا يحمل صفة أو بطاقة من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الخاصة بالمعرض، ولكن ما حدث هو أن المحتسبين انتشروا في جميع أروقة المعرض، وكذلك في أروقة الفندق المخصص لإقامة الضيوف، يناصحون ويتحركون على مرأى من المسؤولين دون أن يوقفهم أحد، بل تمادوا حتى استطاعوا أن يمنعوا مشاركات وضيفات في المعرض من دخول الإيوان الثقافي في فندق إقامة الضيوف، بل ومحاولتهم «مناصحة» الكاتبات الموجودات في بهو الفندق بتغطية الوجه وعدم الحديث مع الرجال.

- الفعاليات الثقافية… لن أتحدث عنها كثيراً فقد سبقني كثير من الكتاب في الحديث عن المستوى الذي وصلت إليه، لكن الملاحظ هو وجود محتسبين في الصفوف الأولى لمعظم الفعاليات، كي يتداخلوا بشكل غير منظم وإرباك المحاضرين مثلما حدث مع الدكتور معجب الزهراني، بينما لو عدنا بالذاكرة لمعرض 2013م، لوجدنا كيف كان المثقفون والكتاب يتبارون للتصوير مع أعضاء الهيئة الموجودين في المعرض، وحديثهم عن علاقة مميزة تربط الكاتب بعضو الهيئة الذي كان يحسن الظن بالمثقفين وسلوكياتهم خلال أيام المعرض.

لقد مر معرض هذا العام بشكل باهت، الفعاليات لم تكن بالمستوى المطلوب، كثير من التعهدات على الناشرين، طرد كثير من الشباب بحجة «شكلهم» غير المناسب لحضور المعرض.