رايات قيمتها بالمليارات
نشتري الآي فون بحماس، وحماسنا أكبر عندما يدهشنا مُطور شاب بأن تطبيقاته على «أب ستور» تحظى بإقبال كبير، فنكون أمام من قد يملك علامة تجارية واعدة تُباع وتُشترى، وهذه هي بذور الاقتصاد المعرفي البعيد عن معالجة المواد الخام. لكن من يهتم - حقيقة - هنا بمثل هذه الأمور «التفصيلية»؟! هذه الأيام لكل شيء معرفي قيمة تُحتسب، حتى موقعك على انترنت وتوتير أو فيسبوك، والحديث ليس عن القيمة العلمية أو الأدبية رغم أهميتهما بل عن القيمة «الدرهمية».
هناك من يُلمع في اسمه ليل نهار بدون هدف، فقط بقصد الانتشار، لكن الانتشار المجرد لا يمكن أن يكون هدفاً نهائياً بحد ذاته. وبالمقابل، هناك أفراد ومؤسسات تضع خططا محكمة لرفع قيمة علامتها التجارية عبر جهود منسقة، ومن ذلك الدعايات واللقاءات والبرامج.. والتركيز كل التركيز على العلامة، فالعلامة هي «الراية»! وفي هذا السياق، فالمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية بل وحتى الخيرية ليست بريئة من الرغبة في الانتشار، فذلك قد يساعدها في تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها. أما بالنسبة للشركات الساعية للربح فالأمر أكثر تقنيناً فتنمية قيمة العلامة التجارية تصل لحد الاضطرار وتصنف ضمن ما ليس منه بدّ، حتى ان هناك معايير لحساب قيمتها بالريال والهللة. ولذا، فعندما تعلن الشركات في الصحف والمجلات وعلى مواقع الانترنت، أوعندما تساهم في البرامج الاجتماعية على تنوعها فعَينُها كذلك على إعلاء قيمة علامتها التجارية.
مؤخراً أعلن أن أعلى قيمة لعلامة تجارية في منطقتنا هي لطيران الامارات بقيمة 3.7 مليار دولار، ومباشرة قفز لذهني علامات تجارية مهمة لكني لست على دراية بقيمة علاماتها مثل «سابك» و «اتصالات» و «موبايلي»، على سبيل المثال لا الحصر. وعدم الاكتراث بالقيمة التجارية عام لدينا، وفي هذا تضييع لثروة مهمة على مستوى الشركات منفردة وعلى مستوى الاقتصاد ككل. ولعل أن تبادر الغرف التجارية بإطلاق برامج تعريفية تدريبية وملتقيات ومؤتمرات وورش عمل. ولعل من المناسب التذكير أن لدينا في السعودية شباب نابغ في تطوير العلامات التجارية، وقد أحسن منتدى جدة الاقتصادي أن تبنى هذا الأمر في دورته التي عقدت قبل أيام قليلة.