آخر تحديث: 8 / 9 / 2024م - 12:11 ص

تجديد الفهم الديني

حسن آل جميعان *

كلما تقدم البشر ازدادت حاجتهم إلى معرفة وفهم جديد للدين حتى يتمكنوا من تحقيق عالمية وشمولية الدين والتفاعل مع التطور الطبيعي والتاريخي والمعرفي للبشر، لأن التجربة الدينية تتفاعل وتتغير بتغير الظروف والأزمنة وليست جامدة كما يتصور البعض، المقصود هنا بالتجربة الدينية هو الفهم أو التفسير الديني للدين وليس النص «الكتاب والسنة».

يتساءل الكاتب محمد التهامي الحراق في مقالته «فهم الدين وسؤال التغير» التي يقدم فيها أسئلة ملحة يحتاج كل سؤال منها إلى وقفة مطولة حتى نتمكن من تفسير كل سؤال على حده يقول: «هل نفهم الدين اليوم كما فهمه أجدادنا بالأمس؟ وهل تغير هذا الفهم أمر مطلوب أم مردود دينا وعقلا؟ وهل يلزم المؤمن أن يتشبث بما وجد عليه آباءه من فهم يقتضي منه إيمانه أن ينظر بعين النقد والمراجعة لهذا الفهم؟ وما آثار ثبات هذا الفهم أو تجدده على إيمان المسلم المعاصر؟». مقتضى هذه الأسئلة يقول أن لا سبيل لنا كمسلمين إلا أن نقدم فهما جديدا للدين مغايرا عن فهم وتجربة آباءنا الدينية لأن الظرف التاريخي الذي عاشوا فيه مختلف عن الظرف التاريخي الذي نمر فيه نحن الآن وعلى هذا فنحن بحاجة إلى معرفة دينية تناسبنا وتتسق مع معطيات واقعنا المعاصر حتى نتمكن من تجاوز الكثير من الإحن والمشاكل التي نعاني منها وبالتالي ينعكس هذا على واقع الإسلام والمسلمين بشكل سلبي مما يؤثر على تفاعل المسلمين مع المتغيرات والتطور الذي يحصل في هذا العالم.

في الواقع نحن نعيش خارج إطار الزمن الراهن لأننا لا زلنا نعيش في الماضي السحيق، التاريخ لا يفارق مخيلتنا وإنجازات الماضيين لازالت محفورة في عقولنا ونسترجعها كلما حل إشكال جديد في الحقيقة الإنجازات التاريخية هي مفخرة لمن عاش في تلك الحقبة التاريخية أما نحن فلا فخر لنا لأننا لم نشارك في صناعة ذلك الواقع الذي نتفاخر به الآن، إذا كنا نرغب في مقارعة العالم والمنافسة علينا تجديد وعينا وفهمنا الديني وفق آليات ومعايير تناسب هذا العصر حتى نتمكن من المساهمة في تطور وتقدم العالم في كافة المستويات والمجالات المعرفية والصناعية والاقتصادية وغيرها من المجالات التي تحدد مدى تقدم هذه الأمة وتخلف تلك، حيث يشير الكاتب محمد التهامي إلى «أن تجديد الفهم بما يلائم التغير، ليس معناه إخضاع الدين للواقع المتغير، وإنما معناه تجديد أدوات الحوار مع النصوص الدينية بما يضمن استخلاص أجوبة جديدة لأسئلة جديدة أفرزها الواقع المتغير الذي يحياه المسلمون».

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
ابو حسام
[ القطيف ]: 1 / 3 / 2015م - 1:57 ص
يعني كل ما احد تثقف لازم يحط لمسته الخاصة في الدين ؟
2
أبو محمد
[ القطيف ]: 1 / 3 / 2015م - 4:44 م
حينما يتقيد بالدين ويعاش بالواقع تعقد مقارنة هل لنا فهم للدين لو أخذ بطرف وترك طرف هل الشوق والامتثال نابع عن حب للخالق ام خوف من العادات والتقاليد ..!!
امتلاك فهم معناه يوجد وعي ومعرفة ..!!
هههه لا تجد أحد من طلبة العالم وإلا وتجد أحدا يسأله ..!!؟
الواقع شيء وما ينبغي ان يكون شيء آخر ..!!
اللين ما دخل شيء الا زانه ..!!