«تويتر» بين سرعة المعلومة وموثوقيتها!
لم تكن العصفورة الزرقاء تعلم أن اللغة العربية ستحتل المرتبة السادسة في نسبة المغردين الذين بلغ عددهم على مستوى العالم نصف مليار إنسان، من خلال 6 لغات عالمية. حيث إن هؤلاء المغردين أصبحوا اليوم يرددون ويعيدون تغريد ما يجدونه أمامهم ولا يعلمون أن ما يغردون به يتحول إلى مصدر للأخبار والمعلومات في الصحافة الغربية، وبهذا نستطيع القول إن جزءاً كبيراً من مستخدمي «تويتر» العربي لا يدركون الأهمية القصوى لتلك المعلومات التي تحللها كبرى المؤسسات بغية الوصول إلى أرقام تخدمها إعلانياً، وتستفيد منها جهات عدة في هذا الفضاء الإلكتروني.
استمراراً في حالة التحليل الرقمي نعود للدراسة التي قام بها موقع «بزيزنس إنسايدر» عام 2013 بأن «عدد مستخدمي «تويتر» في السعودية بلغ 4.8 مليون مستخدم»، ولعل ذلك يعود إلى كون السعودية قد حلّت في المرتبة الثالثة على مستوى العالم في استخدام الهواتف الذكية.
وهنا يأتي السؤال الحقيقي في ذهن المتلقي، ما الفائدة التي نجنيها اليوم من هذه الأرقام العالمية في الصحافة «الذكية»، أو سرعة نقل الحدث حال وقوعه.
الجريمة الإرهابية التي وقعت في حدودنا الشمالية عندما قام أعداء الوطن بجريمتهم الشنيعة وقتل رجال الأمن في المنطقة الحدودية! نجد أن وسائل التواصل الاجتماعي تحوَّلت إلى منصات إعلامية متعددة، حيث كلٌّ يعلق بما يريد، وما سمع به دون التأكد من الحدث، معيداً تغريده دون الحصول على مصادر موثوقة تؤكده، علماً بأن الأجهزة الأمنية كانت سريعة وشفافة تجاه التواصل وبث الخبر سريعاً فور وقوعه.
في حادثة «الحدود الشمالية» كان الفريق «الداعشي» يحاول بث صور وأخبار يؤكد فيها أنه كان مسيطراً على الهدف وأنه استطاع تحقيق إنجاز بتفخيخ تلك الأجساد المسيطر عليها «فكرياً»، بناء على رسالة يحاولون من خلالها كسب تعاطف المسلمين بأفعالهم الشنيعة، وهذا ما تم رصده من خلال «العصفورة الزرقاء»، فقد تحول المتابعون إلى أكثر من فريق ولكن الفريق الأكثر نشاطاً كان يرفض مثل هذه الجريمة البشعة التي تحاول اختراق صف الوطن والحالة الأمنية التي يعيشها المواطن والمقيم.
ختاماً، نجد أن تلك العصفورة الزرقاء التي تحاول الحفاظ على رسالة «140» حرفاً هدفت منذ بداية تحليقها إلى تحقيق صناعة إعلامية مميزة ولكنها سقطت في عالمنا العربي بين كماشات المخربين والمندفعين فأصبح كثير من المغردين يحاولون الإسراع ليكونوا في الواجهة وربما يدخلون قوائم «الأكثر تأثيراً»، من خلال عدد التغريدات التي لا تتعدى أنوف «مغرديها»، وعلينا المتابعة الواعية لمثل هذا الطرح وعدم الانزلاق إلى قائمة المشاهير وزيادة عدد المتابعين في صحافة لا تحمل أي مصداقية عند نقلها خبراً غير مؤكد المصادر، ونجد أن المتربصين عالمياً لما نقدمه في «140» حرفاً سيقومون بتداوله في الصحافة الغربية على أنه مصدر حقيقي تم توقيعه ب «العصفورة الصفراء».