شهداء الأحساء.. تحية وسلام
إليكم أنتم أيها الشهداء وإلى دمائكم الزكية سلام يعانق السماء إلى حيث الحسين الشهيد في كربلاء.. دمائكم الطاهرة لن تلامس الأرض لأنها احتضنت السماء كما دماء عبد الله الرضيع.. أنتم الآن في الخلد مع الحسين وأصحابه.. هنيئا لكم الشهادة وصبرا لنا لفقدكم ورحيلكم.. نعم الشهداء أنتم.. وتبا لكل إرهابي متطرف أراق دماء بريئة لا حول لها ولا قوة الرحمة لكم أيها الشهداء.
ما حدث في قرية الدالوة بالأحساء نذير خطر لا بد من محاصرته حتى لا تتكرر الفاجعة مرة أخرى. المسؤولية هنا يتحملها الجميع حكومة وشعبا، الحكومة من خلال أجهزتها الأمنية وكافة مؤسسات الدولة حتى تتمكن من القضاء على هذا الفكر المدمر والخطير. والشعب في عدم انجراره إلى الفتنة ونبذ الطائفية البغيضة ومساعدة الدولة في القضاء على هذه الفئة الضالة التي لا لغة لها إلا القتل والدمار.
عرف عن محافظة الأحساء الحبيبة أنها واحة التسامح والتعايش والوئام المذهبي حيث الكل فيها يعيش حالة الاستقرار والسلم الأهلي سنة وشيعة، هؤلاء الإرهابيين يريدون تمزيق هذه اللوحة الجميلة التي تتمتع بها الأحساء ولا يراد لها أن تنجر للفتنة الطائفية، أهلنا في الأحساء هم على قدر تحمل المسؤولية ومعالجة العمل الإرهابي بكل حكمة وتجنب كل ما من شأنه زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى.
ما حصل في الأحساء من عمل إرهابي نتيجة واقع سيء علينا الاعتراف به حتى نتمكن من معالجته والابتعاد عن التبرير بقدر الإمكان حيث علاج المشكل الاعتراف به لكي لا يتكرر مثل هذا العمل مرة أخرى. معالجة الواقع تكون بالإقرار بسيادة القانون وفرض سيادته على الكل من دون استثناء لأحد، وتجريم الطائفية بكل أشكالها، وغربلة المناهج التعليمية وحذف أي عبارة من شأنها أن تحرض على مكون من مكونات هذا الوطن الغالي، الاستقرار والأمن إذا أردنا لهما النجاح لا يكون إلا بالمواطنة العادلة وشراكة التراب حيث الكل في هذا الوطن يتمتع بكامل الحقوق والواجبات التي يقرها ويحفظها القانون. ما أشرت له ليس هو الحل السحري للمشكل بل هو جزء قد يساهم في معالجة الواقع الذي نعاني منه إلى واقع أفضل ومستقبل أجمل.
إليكم أيها الشهداء الرحمة والرضوان وسلام عليكم وعلى دمائكم الطاهرة.