الثقافة وإجازة العيد
في جميع دول العالم نجد أن الفعاليات الثقافية تنتهز مواسم وفرص الإجازات لتجذب الجمهور لمتابعتها من خلال الأعمال «المسرح، الموسيقى، تشكيل الأمسيات الشعرية والثقافية» التي تستطيع المؤسسات الثقافية تقديمها وتجذب إليها الجمهور للمتابعة والحضور.
ولكننا في المملكة نجد أن المؤسسات المعنية «الأندية الأدبية/ جمعية الثقافة والفنون» تقفل أبوابها خلال موسم الإجازات ويسافر القائمون عليها - ربما - لحضور مثل هذه الأنشطة في دول أخرى.
اليوم وبعد تزايد الإرباك العربي في الدول التي كان يسافر إليها المواطن السعودي «بيروت/ القاهرة/ دمشق/ بغداد»، وتزايد العنف في تلك العواصم، أصبح خيار المواطن إما دول الخليج المجاورة أو السياحة الداخلية. ويلاحظ أن المؤسسات المعنية لا تملك أي خطط استراتيجية لمثل هذه المواسم، وينتظر القائمون عليها دعوتهم لحضور المهرجانات الأهلية، ويصل حد التطفل عند بعضها بالطلب من القائمين على البرامج الثقافية في المهرجانات الأهلية وضع اسمهم كشركاء في الفعاليات، دون أن يتحملوا أي عبء يُذكر.
السؤال الذي يتبادر إلى ذهن المتلقي دائماً، ما هو الدور الحقيقي الذي يجب أن تمارسه هذه المؤسسات؟ ولماذا لا تستطيع أن تفرض نفسها كمحرك فاعل للثقافة في جميع المناطق، وتكون هي المبادرة لوضع بصماتها في المهرجانات الأهلية بما أنها لا تستطيع أن تقيم فعاليات تستقطب الجماهير؟ ونلاحظ أن هذا الغياب الواضح للمؤسسات الثقافية الرسمية جعل الجماهير تنسحب حتى من الحضور للفعاليات التي يقيمونها في مقراتهم، وما يلاحظه المتلقي أن تلك المؤسسات لا تكلف نفسها أثناء فترة الأعياد تقديم رؤية مميزة لمشاركة فرحة الناس بأعيادهم وإجازاتهم وتقديم رؤيتها الثقافية بقدر ما تكلف نفسها ومصاريفها للاحتفال بالمناسبات الرسمية.