الجميع في خدمتك.. ماذا تريد؟
كثيراً ما نقرأ عن خدمات الحكومة الإلكترونية، ونقرأ يومياً أخبار المسؤولين في حالة تدشين البوابة الإلكترونية، ونحن في طريقنا إلى الدروب «الذكية»، وبعيداً عن الأخبار عزيزي المواطن، عليك الدخول في التجربة كي تتأكد بأننا نطبق الآن خدمات البطاقات ال «مستذكية».
لن أتحدث عن تجارب سمعتها ونقلها لي زميل عمل، أو زائر للصحيفة يريد أن يرفع شكوى ضد جهة ما لأنها تجاهلت اتصاله، ولكن حينما نقول إن الوقت من ذهب، علينا ألا نلعب في الرماد.
ولعل مسؤولي الإدارات الحكومية لم يحتاجوا للمرور من تلك الطلبات، فأرقام جوالات «الفزعة»، متوفرة لدى الجميع، أما أنت أيها المواطن فعليك الصبر، ووقتك من «رماد»، ولست بحاجة لجوال «فزعة»، كي يجيب لك عن استفسار عابر، وما بعد هذه المقدمة الطويلة سوى الدخول في التفاصيل..
عندما تحتاج لسؤال بسيط في الجوازات، هل تعتقد بأن الموقع الإلكتروني سوف يفيد ويعطيك الإجابة الواضحة وغير المغلفة، طبعاً «عليك التجربة»، ولم أقل «اللعنة»، إذن حاول أن تستخدم أبشر، وإذا لم «تبشر»، ما عليك سوى البحث عن أرقام هواتف الجوازات المتوفرة على الشبكة العنكبوتية، والبحث عن رقم الإدارة المطلوبة، ومحاولة الاتصال، على أي جوازات تريد رغم أن عددها يزيد عن ال 100 منفذ ومنطقة وميناء، ولكن الإجابة ستكون واضحة، «أدخل رقم التحويلة أو صفر للمساعدة»، ولا تجد أي مساعدة تذكر، وإذا أتى الفرج بعد الاتصال العاشر، سيحيلك على تحويلة أيضاً لا تجيب، إنهم مشغولون في «خدمة مواطن آخر»، لماذا إذن يشتكي المواطن «الآخر»، لأنهم مشغولون أيضاً في خدمة …..، ولكن أين هي الخدمة التي يمكن الإجابة عليها..؟ لا أحد، وحيث أن وقتك من «رماد»، عليك البحث عن موقف أمام مبنى الجوازات، «هذا لو حالفك الحظ ووجدت»، ولكنك ستبحث عن الموظف «المشغول»، لتجده مشغولاً في مشاهدة جهازه «المحمول»، ويحيلك إلى موظف آخر، لتأخذ ساعة في المكان، ولأنك محظوظ هذا النهار، ستخرج بعد ساعة لتجد الورقة الصفراء معلقة على زجاج سيارتك، «موقف مخالف».
وكلما دخلت على البوابة الإلكترونية أخبرتك أن، جميع العاملين في هذه المواقع هم في خدمتك أيها المواطن.
**
لنتحدث عن تجربة أخرى، مدشنة في جميع مواقع «حكومتنا الإلكترونية»، طلب الاستفسار، وعليك تعبئة جميع البيانات قبل الوصول إلى إدخال «الرمز» المطلوب، لتجد نفسك تعيد الإدخال أكثر من مرة فالصفحة «ليست في خدمتك»، والإجابة أن جميع الصفحات في خدمة «متصفح» آخر وعليك أن تحاول مرة أخرى، وحينما تنجح في إدخال معلوماتك وأرقام هواتفك، عليك الانتظار لوصول الرسالة، التي يستغرق وقت وصولها زمن انتظارك لقرض «البنك العقاري»، وربما لأنك لا تستحق «المسكن»، عليك البحث عن الإجابة بنفسك، «حاول مرة أخرى» نحن في خدمتك.
**
السؤال الذي يطرح نفسه بما أننا نتحدث عن جهة واحدة وهي «الجوازات» لماذا لا يوجد توحيد لجميع الخدمات المذكورة على هاتف الاتصال، منفذ يخبرك عن الموقع، وآخر يطلب منك إدخال التحويلة «التي لن تعرفها»، وآخر يطلب منك إدخال الصفر، لتصبح ربما أنت في نفس الخانة مرة أخرى وتذهب جميع محاولاتك في رسالة «واتساب».