آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 12:45 ص

«الكندليون» العرب

مريم آل عبد العال *

بعد البحث والتقصي عن تقنية تمكنني من دفع معاناة أي قارئ يقرأ الكتب الإلكترونية وجدت ضالتي، فلو كنتَ عاشقاً للقراءة وواجهت يوماً أن تتوق لكتابٍ لا يتوفر في مكتبات المنطقة التي تسكن فيها أو تعاني من ضيق المساحة في المنزل التي لا تمكنك من توفير مكتبة تضم كتبتك الورقية الجديدة أو قد تريد أن تقرأ كتاباً لا يشترط أن تحتفظ به فقد تضطر حينها لأن تكوِّن مكتبتك الإلكترونية والمتوفرة على شبكة الإنترنت بالألوف!!..

قارئ الكتروني - كندل بيبروايت - القراءة الالكترونيةحسناً، بعد تكوين المكتبة الإلكترونية بات ضرورياً ان تتصفح الكتاب الالكتروني وقراءته على الأجهزة التي تتيح ذلك. وأجزم أنك لن تطيل القراءة لأكثر من ساعة فأنت حينها ستتلقى عشرات الإشعارات وقد تنفذ بطارية الجهاز أو قد تضايقك إضاءة الشاشة خاصة إن كنت ترتدي النظارة وإن كنت تحت أشعة الشمس فالرؤية هناك أصعب. تدفعنا سلبيات القراءة الإلكترونية تلك للعزوف عنها على الرغم من مواكبتنا اليوم للتقنية أو فلنقل هناك من لا يشجع القراءة الالكترونية لحلاوة تصفح أوراق الكتاب ورائحته إلا أنها صديقة القارئ النهم في الظلام وقبل وقت النوم.

تجربتي في القراءة الالكترونية التي كنت أتحدث عنها أعلاه تشبه تجارب الجميع ولكني كقارئة طمحتْ أن لا تتوقف عن القراءة بحثتُ عن البدائل التي تريحني وتسهل علي، وبذلك سأستعرض تجربتي مع الكندل جهازي القارئ ذو شاشة الحبر الالكتروني، ليس ترويجاً تجارياً لشركة أمازون الشركة المنتجة له وإنما ترويجاً لبديل صحي مريح لمن يبحث عن ضالة في عالم التقنية لتغنيه عن معاناة القراءة الالكترونية المسببة للصداع أو التنقل بكتابه الثمين أينما يذهب ومثلي لا يحب أن يعرف الآخرون ماذا يقرأ.

أطلق عليه اسم «كندل / kindle» المصمم الأمريكي مايكل كرونان الذي يحب أن يشعل شمعة بجانب نافذته ويقرأ على ضوئها وذلك بعد أن طلبت منه شركة أمازون ابتكار اسم لافت لجهازها القارئ الإلكتروني اللوحي والتشاور حول كيفية الترويج له، وجاء من مصدر الإشعال أو الإضرام أو الإثارة بالعربية، وتعني أيضاً: شعلة، وكندل في الأساس كلمة اسكندنافية قديمةkyndill بمعنى candle بالانجليزية والتي اشتقت منها، وكان لكرونان سبب معبر ليسمي الجهاز كندل استمده من مقولة لفولتيير: «نتعلم من الكتب فهي كالنار التي جلبناها من الجيران ونوقدها في منازلنا، ونجتمع حولها وتكون ملكنا جميعاً».

في عام 1994 لم يكن الاستخدام التجاري لشبكة الإنترنت أمراً مطروحاً أو شائعاً، وحيث لاحظ جيفري بيزوس مؤسس أمازون زيادة هائلة في نسبة المستخدمين لشبكة الإنترنت سنوياً، بدأ في العمل على فكرته لإستغلال الإنترنت في مجال التجارة حيث بدأ بيع الكتب على الانترنت وبعد عام واحد كان المستثمرين يصطفون لمقابلته للإستثمار في أمازون بعدما أثبت نجاح خطته المستقبلية لتطوير المشروع وتنميته، بعد ذلك انتقل من بيع الكتب فقط إلي بيع كل شيء ليستمر بيزوس في النجاح ويصبح موقعه أكبر موقع للبيع في أمريكا.

عمد بيزوس  إلى ابتكار كندل مطور تحت مسمى «الصفحة البيضاء /paperwhite» وهو الجيل الخامس من إصدارات كندل والذي احتوى على شاشة عرض عالية الدقة كأول شاشة حبر الكتروني ذات إضاءة أمامية، تتيح القراءة في ظروف الإضاءة كافة خلاف شاشات LCD العاكسة والمؤذية للعين في أجهزة التابليت، حيث تمتاز إضاءة شاشة الكندل بأنها غير عاكسة فالضوء ينفذ للداخل حيث كان يعمد مقتني الأجيال السابقة إلى تركيب غلاف خاص يحمل مصباحاً صغيراً لإضاءة الشاشة في الأماكن المظلمة. أيضاً يمتاز الكندل بطول حياة البطارية إلى 8 أسابيع عند إطفاء خاصية ال wifi، كما أنه سهل الحمل بيد واحدة وذلك يرجع لقياس شاشته المعقول ب 6" بوصات، وتعتبر ذاكرته الداخلية مناسبة 2 جيجا والتي تتيح تخزين أكثر من 1000 كتاب إن كنت تريد التنقل بمكتبتك وقد يتذمر البعض من صغر الذاكرة فيه في حين أنه مخصص للقراءة وليس لتخزين الكتب، إضافة إلى أن مستعرض الكتب يتمتع باقتطاع هوامش صفحة الكتاب البيضاءوالزائدة حتى تكون أسهل في القراءة وهو ما لا يتوفر في قارئ آخر، وطبعاً يدعم الكتب العربية بصيغة pdf الرائجة.

قارئ الكتروني - كندل بيبروايت - القراءة الالكترونيةطمح بيزوس إلى نشر ثقافة القراءة بشتى الطرق حتى أنه تعاقد مع مؤلفي الكتب لبيع كتبهم في متجر أمازون بأسعار أقل من الكتب الورقية فهو يسعى لصنع مجتمع قارئ، حتى أنتج «كندل بيبروايت» في أكتوبر 2012 بجودة عالية وسعر زهيد خلاف الأجيال الأولى منه وفاجأ به مجتمع القراء المستهلكين لكندل حيث ثبت سعره بمبلغ «$119» فقط مايعادل «450 ريال سعودي».

ثقافة الكندلية ليست رائجة في مجتمعنا الإلكتروني العربي بسبب الرفاهية التقنية التي نعيشها اليوم في ظل أجهزة أبل والأندرويد اللوحية والتي افتقر معها العالم العربي إلى أجواء القراءة الحقيقية فهي تنفر القارئ من مواصلة القراءة أو تتعب عينه وتزيد من ضعف النظر أو لا تعتبر اقتصادية في عالم القراء متوسطي الدخل والذين لا يتوفر لهم دخلاً يمكنهم من اقتناء الكتب النوعية.

لابد أنكم سمعتم عن العلاج بالقراءة من الكاتب حسن آل حمادة داعية القراءة في القطيف وهي دعوة صحيحة فبالقراءة علاج فعلي لكل أفكارنا الخاطئة وتصحيح معتقداتنا وإصلاح عقدنا الاجتماعية، وشخصياً عالجت نفسي بالقراءة بعد أن مررت بضغوط نفسية بسبب إدمان استخدام أجهزة الاتصال للتواصل في أمور العمل حتى أصبح تواصلي الفعلي قليل جداً مع الأهل والزملاء وفي هذا الوضع لم أعد امتلك تركيز أو إدراك سريع، ولم يهنئ لي بال في مشاهدة نفسي بهذا الحال فالتحقت بإحدى الدورات التدريبية التي تقدم دبلوماً في القراءة السريعة فكان واضحا عند تطبيقي بطئي في القراءة بسبب الضغوط التي أوردتها وتدني استيعابي للمادة المقروءة أو حتى تذكري للمعلومة وثبوتها ولم يكن الحل المناسب إلا أن تكون لي خلوتي الخاصة حينما أقرأ وذلك ما نصحني به أحد مدربي التنمية البشرية أن أطفئ الانترنت وأضع الجوال على نمط الصامت وابتعد عن العالم لعدة ساعات مع كتابي وأقرأ وأواصل القراءة والقراءة وما زلت المس فرقاً واضحاً لليوم. وعلى ذلك ألا تتساءلون؟؟ هل نلاحظ اهتمامنا بقدسية أجواء القراءة وإتاحتها لأنسفنا ليكون فيها العلاج؟؟!..

كن كندلياً!!.. _وبالمناسبة الكندلية مصطلح ابتكرته على نفسي بعد هذه التجربة_ لذا أشعل كتابك بكل راحة، اقرأ كتابك في أي مكان سواءً في طريق السفر أو على شاطئ البحر، خصص للقراءة عالمها الخاص وإن كانت الورقية أفضل فأنا لا أدعو لتركها إلا أننا جميعاً نضطر للقراءة الالكترونية يوماً ما خصوصاً نحن العاشقين النهمين وما ذلك إلا ترويجاً للقراءة الصحيحة فكن مروجاً لها، الكندل هدية ممتازة للصغار واليافعين الشباب لننشئ جيلاً قارئاً وحتى نعود أمة تقرأ، تجربة ممتعة.

- هاشتاق kindlepaperwhite# على الانستغرام يستعرض فيه مقتني جهاز كندل بيبروايت تجاربهم ايضا على اليوتيوب.
التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 7
1
علي
[ السعودية ]: 27 / 8 / 2014م - 12:05 ص
هل يدعم الجهاز الكتب العربية؟
2
مريم آل عبدالعال
27 / 8 / 2014م - 1:34 ص
الأخ علي، نعم جهاز الكندل يدعم الكتب العربية بصيغة pdf وهي الرائجة في الكتب الالكترونية كما بامكانك تحويل الكتب بصيغة doc إلى pdf، وهناك طريقة لتعريبه بإمكانك البحث عنها، قمت بتجربتها على جهازي وهي فعالة ولكني لا استخدم غالبا إلا صيغة pdf لثقتي بها.
3
mshabeeb
[ texas ]: 28 / 8 / 2014م - 3:33 ص
عن تجربة ، في قراءة الكتب الإنجليزية الجهاز ممتاز جدا ، لكن عند قراءة الكتب العربية وملفات pdf فهو سيء سيء سيء ، للأسف رجعت أقرأ بالآيباد بعد فترة بسيطة من شراء الكندل
إمكانية التكبيير والتصغير غير سلسلة أبداً ، وهو ما تحتاجه بكل تأكيد في الكتب العربية بصيغة بي دي اف
ان كنت تحتاج ساعتين لكي تنهي كتاب ما فستحتاج ثلاث ساعات باستدام الكندل
4
محمد
28 / 8 / 2014م - 8:33 ص
فعلا أختي مريم الجهاز رائع جداً وانصح من يهتمون بالقراءة الالكترونية ان يقتنوا واحداً.
لكنني أتمنى أن يجتمع الناشرون العرب ويضعو كتبهم في متجر على الشبكة او حتى على موقع امازون لتكون متوافقة مع القارئ الالكتروني الكندل لان صيغتها تختلف عن الصيغة المتعارف عليها PDF ولتكون ذات نوعية جيدة، مثلا اذا حملت او اشتريت كتاباً باللغة الانجليزية من امازون يمكنك عمل highlight تحديد للكلمات او الجمل المهمة او الغير مفهومة للرجوع لها.كذلك أي كلمة غير مفهومة يمكن ترجمتها في نفس الصفحة بدون الخروج منها، لأن الكندل يأتي متضمنا قاموس اكسفورد.بودي ان ارى هذه المميزات مدعومة في الكتب العربية.
أشكر الأخت مريم لكتابتها موضوعا كهذا.
5
A.BUHASSAN
[ hasa ]: 28 / 8 / 2014م - 3:33 م
أخي محمد شبيب اشعر أنك بالغت في وصف الكتب العربية ع الكندل

فهناك ما هو سيء وهناك ما هو جيد
ويوجد حلول بسيطة لتكبير الخط و ماشبه

ايضا هناك توجه من مؤسسة هنداوي للتعليم في اصدار كتب بصيغة الكندل
6
مريم آل عبدالعال
28 / 8 / 2014م - 7:33 م
mshabeeb اخي للاسف لا استطيع ارفاق صور لصفحات على الكندل تفند كلامك .. اولا يجب ان تختار جهة محترفة في رفع الكتب .. وانا استخدمه منذ أن اصدرته امازون ولا اجد فيه اي سوء مما ذكرته في التكبير او التنقل بي الصفحات الا ان كنت تشحنه على 110 وهو ما يجعله بطيئ .. هذا الجهاز ينبغي ان يستخدم بذكاء ومرونة وان تختار النسخة المرفوعة التي تتناسب معه .. وقد قرات ما يقارب 100 كتاب فيه لحد الان واغلبها من الكتب التي تصل الى اكثر من 300 صفحة .. ويوجد الكندل الان 70 كتاب واقرا فيه بكل سهولة دون ادنى معاناة .. شكرا لمداخلتك وانصح من ينوي اقتنائه ان يشاهد مقاطع يوتيوب عنه توضح استخدامه والمقارانات لمستخدميه وهنالك طريقة لتعريبه بغوغل.. ايضاً سيجد البعض فرق الرفاهية التقنية معه وبنظري القارئ لا تهمه هذه الشكليات
7
د لمياء البراهيم
[ السعودية ]: 1 / 9 / 2014م - 7:15 م
معلومات مفيدة وجديدة مطروحة باسلوب شيق
شخصيا شرينا جهاز الكندل من الامازون ( كان موضة ) ولكنه لم يستخدم
لانه بالغالب للكتب الاجنبية
وللمشاكل التي ذكرت بالمقال والتي من ضمنها وجود الاجهزة المنافسة مثل الاباد او اجهزة التابلت الاخري
لم يكن لينجح الكندل بمجتمعاتنا ، لسبب اخر هو ان باتت القراءة عملة نادرة
الا بمجال التخصص او الدين .
وتلك الكتب كندل ليس خيار جيد لها
كاتبة صحفية - إعلامية وناشطة في مجموعة قطيف الغد