لمن ينتظرون البقر تحج على قرونها!!
دأب البعض على احباط سعي القائمين على إعداد دراسات تدعو لإنقاذ معالم القطيف وحل مشاكلها التنموية. ومن بين مواقف عدة مررت بها هذا الأسبوع عبارة: ”لما تحج البقر على قرونها..!!“ ستتحقق مطالب القطيف التنموية..!!. العبارة تعكس حالة الشك وعدم الثقة في إمكانية التوصل الى حلول لمشاكل القطيف وتصف الآمال بالعاطفية، أو تطعن في النوايا وتتهم برغبات البروز.
المطالبة بالحقوق تأخذ عدة طرق ووسائل ولا يمكن حصرها بطريقة واحدة دون سواها، وعلى كل مهتم بهذا الشأن اختيار الطريقة التي يؤمن بها ويثق في انها تحقق تطلعاته بعيدا عن لغة التخوين او التوهين بالآخرين. فمطالب القطيف بالتنمية والحفاظ على معالمها وحدودها تثبتها الأرقام والإحصائيات، ما يدفعنا الى عدم التراخي وبذل المزيد من الجهد والعمل من اجل الحصول على هذه الحقوق.
إنما حرية التعبير من الحريات التي تنفس الحاجات وتلفت انتباه أصحاب القرار للمعاناة، لكن المفاجأة بمن يدعو للمطالبة والإصلاح بطريقة تجعل الجهود تذهب لاتجاه آخر.
على الأصوات المثبطة لجهود المطالبة بحقوق القطيف اعادة النظر مجددا فالخاسر الأكبر من الدور السلبي الذي يقومون به هي القطيف ومشاريعها التنموية التي لا يمكن ان نتغافلها او ندخلها ضمن حسابات مصالحنا الشخصية الضيقة.
نعم قد تكون العبارات واقعية فمن يعرف حال القطيف يعلم بأن حالها بيئة وعمراناً سيتأزم، وهذا ما تثبته الدراسات فعلاً، وأن الجهات المعنية خيبت الآمال في استجابتها بالشكل المرجو، حتى وإن كانت هنالك محاولات لإنقاذ الوضع دون جدوى أو تغيير فالاستسلام ليس حلاً لهكذا موقف، ولا ينبغي على المثبطين أن يخمدوا همة الناشطين وراء تلك القضايا.
إنما حرية التعبير من الحريات التي تنفس الحاجات وتلفت انتباه أصحاب القرار للمعاناة، لكن المفاجأة بمن يدعو للمطالبة والإصلاح بطريقة تجعل الجهود تذهب لاتجاه آخر. حينما تطرح حلول منطقية في ظاهرها ولكنها تُأزم المشكلة الحالية وتزيد الطين بلة، فتجد من يطالب بكلية دبلوم أو جامعة أهلية في ظل المطالبة بمدينة جامعية، ومن يدعو لرجعية وتخلف المصارف وعدم جدواها في ظل المسارعة لإنقاذ آخر معالم هوية القطيف ومتنفس تربتها ممن يقضي على بيئتها دون علمية، أو من يسمح بالتوسع لحل الاختناق السكني إلى كل اتجاه وعلى الزرع والبحر بدل التوسع ناحية الغرب حيث المساحات شاسعة، وما المخجل إلا حينما يتحدث بها ألسنة شخصيات اجتماعية جديرة بأن تؤثر حين تنطق برأيها، فإن ذلك لوناً من ألوان التثبيط فكيف تطمح جهة بما يتكافأ مع حاجة القطيف حجماً وكيفاً لتقابلها جهة لم تسعى في القضية بعلمية بل ببديهية بسيطة وتوقعات افتراضية مما لا يهون على الساعين في حلها بعلمية وموضوعية.
أخيراً إن المساعي المستمرة في دعم الجهات المعنية بدراسات أكاديمية لتوضح لهم حجم المعاناة في القطيف ما زالت تحتاج الدعم. وإنه لا إنكار بأن هنالك بين ضجيج المثبطين لها سواعد مكتوفة تحاول أن تمد العون لتنتشل آلات تطعن في أرضها وتعثرات لتساهم في رفع الهمة، فالحقوق بالقطيف هي نفسها بكل محافظة، ولكنها تحتاج داعمين تحركهم العاطفة للعقل، تأخذ بيد الحق لتتحقق المطالب، لا بضجة المثبطين التي اكهلت السامعين حتى امست العبارات المطعونة بالجهل تثير في السامع باللارغبة في التحرك، أنتم أبناء اليوم اثبتوا لجيل الغد أن للقطيف من يرعاها. عينكم ترى الأفعال، وتحكم على الأفعال بصيرتكم، فهناك أعين تبصر الحقيقة وأعين تبصر بلا حقيقة، والدعم بما استطاع إليه سبيلاً صالحاً مدروسا، وإن كانت المطالب بالحجم الذي ينتظر البعض أن تحج البقرة على قرونها وهذا لن يحدث إلا ان واقعية السعي لا تحمل خيالاً او عاطفية ولا حتى مطالبة بأكثر من الحق نفسه.