آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 3:01 م

المصارف الزراعية لمشروع جمالي.. لا يستحق الوأد!!

مريم آل عبد العال *

باعتبار أن المصارف الزراعية في العالم أجمع ذات أهمية في المجال الزراعي والاقتصادي فهي من أعرق وأنجح تقنيات التصريف الزراعي وهي منظر جمالي معتبر في جميع دول العالم حيث أن المحافظة عليها والاهتمام بها له أثر إيجابي على النفس وعلى الجانب البيئي والصحي وقد أثبتت جدارتها وفاعليتها على مدى عصور طويلة في واحة القطيف.

وبما أنه لم تكن هنالك دراسة علمية سبقت إغلاق السدود فمن المرجح أن تحدث آثارا سلبية خلال 3 - 5 سنوات على التربة والمحصول الزراعي.إن المصارف الزراعية هي متنفس للتربة الزراعية حيث انها تساعد في تصريف الماء الزائد عن حاجتها حتى لاتصل لمرحلة ما يسمى بالسبخة أي تجمع المياه وتشكل الأملاح الزائدة فيها مما يؤدي إلى عدم صلاحيتها «التربة» للزراعة وقد لوحظ انخفاض كبير جدا ومذهل في انتاجية ما تبقى من الأراضي الزراعية في المنطقة.

وتمثل درعا حصينا يحمي المنطقة من أي فيضانات مستقبلية، أيضاً توفر بيئة متكاملة للكائنات المائية التي تعيش في المياه العذبة، كما أنها تساهم في تغذية الطيور، وهي مصدر هام لتغذية المواشي حيث تحتوي على أفضل الحشائش التي تتغذى عليها كالقصيب والمراني والفدغا الذي ينمو في الماء.

وعلى ضوء كثرة المزايا الطبيعية للمصارف والتي جعلت منها تقنية هامة تسهم بالشكل الإيجابي والمطلوب في الاقتصاد الزراعي فلم يُتعارف أو نسمع بدولة في العالم أجمع تمتلك مصارف زراعية وقامت بغلقها سواء في أوروبا أو شرق آسيا مثلاً بل تحافظ عليها.

وإيماناً بالحداثة ووجوب إيجاد طرق جديدة تناسب العصر الحاضر حيث لابد أن تكون هذه الطرق ذات مردود أفضل على الإنتاج الزراعي والنظام البيئي بشكل عام الأمر الذي يبرر للجميع استخدامها في الوقت الحاضر. فإن استبدال قنوات الصرف الزراعية في القطيف بقنوات اسمنتية مؤخراَ جاء بدون دراسة مسبقة كما أن التغيير الحاصل لا يتفق مع المنطق العلمي، وبما أنه لم تكن هنالك دراسة علمية سبقت إغلاق السدود فمن المرجح أن تحدث آثارا سلبية خلال 3 - 5 سنوات على التربة والمحصول الزراعي.

مشروع تجميل المصارف الزراعيةوفي بادرة لحل المشاكل الآنية في المصارف من حوادث وتلوثات وتداراساً لإيجاد بدائل لعمليات الغلق الجارية حالياً في محافظة القطيف إرتأت مجموعة قطيف الغد مشروعاً جمالياً يحافظ على اقتصاد الزراعة الذي سيتضرر من غلق السدود آجلاً بتقديم مقترح لأحد الجهات الرسمية بتحويل المصارف إلى تحفة سياحية ومتنفس طبيعي للأهالي والذي قوبل بالإعجاب والاهتمام.

ومما جاء في المقترح حلول للمشكلات التي كانت مصدر شكوى الأهالي من حوادث سقوط المركبات في المصارف وزيادة معدل الحشرات بعد توقف البلدية عن خدمة الرش بالمبيدات وقيام البعض بإلقاء المخلفات واستمرار ذلك دون عقوبات.

فكان من المقترح أن تحول المصارف الزراعية دون غلقها إلى تحفة سياحية وهي عبارة عن ممشى أو متنفس للأهالي ولممارسة رياضة المشي وقد كانت تفاصيل المشروع التي تعتبر حل لكل مشكلة في الآتي ذكره:

  • توسيع الشارع: باستقطاع ما يقارب متر ونصف من المزارع الواقعة على جانبي المصرف الزراعي.
  • زرع جوانب المصرف الزراعي الداخلية بالحشيش الأخضر الخاص بالحدائق العامة والملاعب، ويتخلله الريحان القطيفي والذي يعتبر من فوائده طرد البعوض والحشرات.
  • ممشى حديدي: تغطية المصارف بالكامل بشبكة من الحديد الصلب «Grating» بمستوى الشارع والذي سيتمكن المشاة من العبورعليه.
  • تسوير المصرف الزراعي بحواجز اسطوانية اسمنتية بشكل جمالي والتي ستساهم في منع سقوط المركبات في المصارف.
  • أعمدة إنارة ديكورية على جانبي المصرف موجهة إضاءتها على المصرف أو الممشى الحديدي.
  • زرع أشجار الورد والريحان بين الحواجز الاسمنتية كمنظر جمالي.
  • خط مشاة: لسلامة قاطعي الشارع.

اجراءات لازمة من الجهات المعنيه:

  • إجبار اصحاب المنشآت السكنية والصناعية والاستراحات والمزارع على إنشاء بيارات للصرف الصحي، وشفطها بالشاحنات المخصصة لذلك.
  • تشديد العقوبات على مرتكبي مخالفات تصريف المخلفات في المصارف الزراعية.
  • المواظبة على رش المبيدات الحشرية.
  • وضع مطبات صناعية قليلة الحدة ﻹجبار المركبات على تخفيف السرعة لتفادي وقوع الحوادث.

وبذلك ستكون المصارف تحفة سياحية باستغلال مساحتها وبمنع الغلق بإيجاد بديل يبقي على طبيعة واحة القطيف دون أضرار.. وتسعى المجموعة للتواصل في الأيام المقبلة مع بقية الجهات الرسمية.

كاتبة صحفية - إعلامية وناشطة في مجموعة قطيف الغد