القديح.. ال مرار يفتح ”صقر الجزيرة“ للزوار ويطالب بإنشاء متحف في القطيف

جعفر علي محمد ال مرار شخصية تراثية من أهالي بلدة القديح بدأ حياته في التراث منذ كان صغيراً وقضى فيه ما يقارب 50 سنة يهوى التراث ويهتم به والتراث بالنسبة إليه هو إحياء البلد يقول ”من لا يملك القديم لا يملك الجديد“.
ويمتلك ال مرار متحف ”صقر الجزيرة“، كما يحب أن يُطلق عليه يحتوي المتحف على مخطوطات قديمة تدل على حاضرة القطيف، يعود تاريخها إلى ما قبل 300 سنة، بالاضافة الى الصور والوثائق التاريخية للملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
كما توجد أوانٍ منزلية ونحاسية وفضية يعود تاريخها إلى ما قبل 350 سنة، كذلك مجموعة متكاملة من البنادق والسيوف والخناجر القديمة، وفي خارج المتحف أبواب نادرة يعود تاريخها إلى 5 قرون مضت، بالإضافة إلى أبواب خشبية نقشت عليها آيات قرآنية، وكذلك عملات كثيرة من كافة العصور.
وتحدث عن بدايته قائلاً ”بدأت باقتناء العملات ولدي عملات من قبل توحيد المملكة وكنت أبيع ما اقتنيه سابقاً، أما الآن فأنا لا أبيع ما أقتنيه أبداً وإلى اليوم لازال الكثير من الناس يأتي من أجل الشراء ولكني أرفض ذلك وحتى الاستبدال أو المبادلة“.
وقال ”قديماً كان الاهتمام بالتراث قليل ولم تكن القطع الأثرية غالية كما هو اليوم“، مضيفاً هناك صعوبات واجهتني وعلى سبيل المثال هناك بعض الأشياء أريد اقتنائها ولكن لا تتوفر لدي المادة الكافية.
وذكر عن نوعية ما تهواه ذاته من التراث ”أنا لا أقتني شيئاً من خارج بلدي وكل ما لدي هو من داخل المملكة، ويحكي تراث بلدي“، مشيراً إلى أن متحفه يضم بداية الدولة السعودية إلى يومنا هذا ويحتوى على سبيل المثال لا الحصر المناهج الدراسية والعملات والكتب والصحف والطوابع والمخطوطات القديمة "،
وتابع: ”كلها اشتريتها من الأسواق والمحلات وثلاثة أرباع المتحف شراء والبقية مبادلة“ إضافة إلى وجود بعض التراثيات تتعلق بالدولة الهاشمية، مبيناً ”إنني متعلق بكل شيء عن المنطقة الشرقية وكل ما يكتب عنها في الصحافة أقتنيه وأحتفظ به وأي شيء يتعلق بالتراث أقتنيه وأحتفظ به أحتفظ بالصحيفة الأساسية ولا أقوم بتصويرها ودعوات الزواج مثلا من 30و40 سنة للآن موجودة لدي وأحتفظ بها“.
وأشار إلى ضرورة وجود مركز خاص بالتراث أو التراثيات قائلاً ”في عدة لقاءات لبعض الصحفيين أجريت معي أشرت من خلالها إلى حاجتنا بوجود مركز يختص بالتراث كذلك كتبت في الصحف عن حاجتنا لمركز تراثي ونشرته في الصحف كصحيفة الوطن وعكاظ واليوم وذلك منذ 25 سنة“.
وقال إن عدم توفر المركز هو ما جعلني اضطر لوضع ما اقتنيته من تراث في هذه الغرفة التي لا تتجاوز مساحتها عدة أمتار، موضحاً إلى أن السبب الذي يمثل العائق الأكبر في وجود مركز خاص بالتراث هو عدم إيجاد قطعة أرض.
وتابع: ”لو كانت الأرض متوفرة لعملنا متحفاً حيث طالبت بقطعة أرض أقيم عليها متحفي وأرسلت خطابات كذلك“.
وأوضح في ما يتعلق بتفاعل المجتمع مع التراث ”وبالنسبة للمجتمع فالبعض منهم تنتابه الراحة حينما يأتي إلى المتحف والبعض الآخر يضحك، ويقول بتهكم“ أنت يا جعفر ماذا تجمع في مجلسك ”، مشيراً وعلامات الرضا تنساب بين وجنتيه“ كل إنسان له وجهة نظره ".
ومن جهة أخرى ذكر التراثي ال مرار بأن متحفه يحتضن الزوار بكل أطيافهم وجنسياتهم قائلاً ”لقد حضر المتحف أناس من جامعة الملك فيصل ومن جامعة الرياض“ إضافة إلى السفير الفرنسي الذي زار المتحف في العام الماضي والأمير سعود بن عبدالمجيد في هذا العام واستقبال طلاب المدارس والكتاب والمدرسين والإعلاميين وكل مهتم بالتراث ومحب له، مؤكداً ”إنني أفتح أبواب متحفي وأستقبل الناس ليستفيدوا منه“.
وعن اكتفائه بما وصل إليه قال "لازالت بعض القطع الأثرية غير موجودة لدي وأريد اقتنائها وإن الرغبة في الاقتناء مستمرة، مشيراً ”توجد لدي أفلام فيديو من 36 سنة وأرغب إلى تحويلها إلى سيديات حتى أنشرهم ولدي أشرطة سينمائية بالأسود والأبيض وتعمل جيداً - إذا يوجد لديكم جهاز يحول أشرطة الفيديو إلى سيديات زودوني به - وتوجد لدي كذلك مجلات ترجع إلى فترة أول ما تأسست المملكة العربية السعودية".
ونصح ال مرار قائلا: ”إن التراث يحتاج إلى سعة صدر في تجميعه“.
وعن علاقته الوجدانية بمتحفه ذكر ”بين الفينة والأخرى أتجول هنا في المتحف أسترجع الذكريات وأريح النفس وأفرغ تعب الحياة والهم والحزن وأرجع تلك اللحظات التي مرت علي في حياتي“.
وعن بوصلته التراثية قال ”كل شيء يتعلق بالتاريخ أقتنيه وأبحث عنه ليس لي وجهة معينة أسير فيها أنا عاشق للتاريخ بكل ألوانه“ مضيفاً ”الهوايات هذه لا تخضع للحدود ولا يوجد أحد يكتفي إلا الموت هو الاكتفاء وهو النهاية الحياتية للإنسان“.
وعن الدعم المادي والمعنوي قال ”الحمد لله رب العالمين لم ألقى دعماً مادياً من أحد هذا في أما الجانب المادي فنعم كان هناك دعم من خلال تعاطفهم بالكلمات تشجيعاً وإعجاباً“.
ووجه التراثي مرار رسالة إلى المجتمع قائلاً ”رسالتي للمجتمع هي أن أي إنسان لا يهتم بتاريخه فلن يكون له مستقبل وهذا المتحف ليس لي أنا فأنا في يوم من الأيام سأرحل من هذه الدنيا وهذه سنة الحياة“، مشيراً إنما المتحف للأولاد وللمجتمع بمعنى إنه للأجيال القادمة ".
وقال ”في الغالب في مجتمعنا من يتوفى أباه يرمي كل ما يتعلق به وأنا بالعكس أحتفظ بكل ما يتعلق به“، موضحاً أن الغرب أدرك ثقافة التراث لهذا تجد تراثنا موجود لديهم مثلاً في متحف بريطانيا تجد تراثنا فيه موجوداً، نعم إننا الآن نسعى لشرائه واسترجاعه بالملايين ".
وطالب ال مرار هيئة السياحة والتراث الاهتمام بالتراث، موضحاً وهذا ليس لهم بالوقت الحاضر وإنما لهم في المستقبل لأن هذا التاريخ وإذا اندثر اندثرت كل المعلومات عن البلد.