«ريف» و«كاوست» في تاروت.. تشخيص التحديات وتطوير سلاسل القيمة
أجرت وفود متخصصة من أكاديمية ”ريف“ وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ”كاوست“ مسحاً ميدانياً دقيقاً في جزيرة دارين وتاروت، استهدف تشخيص التحديات الهيكلية التي تواجه القطاعات الزراعية والسمكية، وبحث آليات تطوير ”سلاسل القيمة“ لتعظيم العائد الاقتصادي وضمان استدامة الموارد.
انخرط الوفد المشترك فور وصوله في اجتماعات ميدانية مكثفة مع المكونات الرئيسية للإنتاج في الجزيرة، شملت النحالين والمزارعين والصيادين، بهدف رسم صورة دقيقة للواقع الفعلي واحتياجاته.
ركزت الزيارة بشكل جوهري على تشخيص العقبات التي تحول دون نمو الإنتاج، مع فحص الفرص المتاحة لتحويل المنتجات الخام إلى صناعات تحويلية ذات قيمة سوقية عالية.
امتدت الجولات لتشمل الحرفيين المتخصصين في صناعة وسائل الصيد البحري، حيث جرى بحث سبل تطوير هذه الأدوات تقنياً لرفع كفاءة عمليات الصيد وتقليل التكاليف التشغيلية على الصيادين.
شمل التشخيص الميداني قطاع الصناعات الغذائية القائمة على المنتجات السمكية، لتقييم جودتها وبحث إمكانية إدراج تقنيات حديثة ترفع من قدرتها التنافسية في الأسواق المحلية.
أكد المهندس فهد الحمزي، مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية، أن هذا التحرك يأتي تفعيلاً للشراكة الاستراتيجية بين القطاع الحكومي والمؤسسات الأكاديمية والأهلية لخدمة التنمية.
أشار الحمزي إلى أن الوزارة تضع تمكين المزارعين والصيادين في صلب أولوياتها، عبر نقلهم من أساليب الإنتاج التقليدية إلى ممارسات مستدامة تعزز من جدوى مشاريعهم الاقتصادية.
أوضح المهندس محمد الرشيد، مدير ريف السعودية بالمنطقة الشرقية، أن الهدف من تشخيص الواقع هو دعم سبل العيش في المجتمعات الريفية والساحلية، بما يحقق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة.
نوه الرشيد بأن تطوير سلاسل القيمة للمنتجات الزراعية والسمكية يتماشى تماماً مع مستهدفات التنمية المستدامة، ويسهم في خلق فرص عمل جديدة وتنشيط الاقتصاد المحلي.
اعتبر وليد الشويرد، مدير إدارة الزراعة بالفرع، أن الوقوف الميداني المباشر هو الخطوة الأولى لتصميم برامج دعم فعالة تُفصّل خصيصاً لتناسب طبيعة التحديات في المنطقة الشرقية.
لفت الشويرد إلى أن المخرجات المتوقعة لهذه الزيارة تتضمن برامج نوعية لرفع كفاءة الإنتاج وتحسين الجودة، مما ينعكس إيجاباً على منظومة الأمن الغذائي للمملكة.
شدد أحمد العرفج، مدير قسم الثروة السمكية بالفرع، على أهمية إدخال الأسس العلمية في تطوير وسائل الصيد والصناعات التحويلية، لضمان استغلال الموارد البحرية دون استنزافها.
أكد العرفج أن العمل جارٍ لتوعية الصيادين بأفضل الممارسات العالمية، وتشجيع الاستثمار في الصناعات التي تضيف قيمة للمنتج السمكي مع الالتزام الصارم بالاشتراطات البيئية والصحية.
تؤسس هذه الزيارة لمرحلة جديدة من العمل التكاملي الذي يربط البحث العلمي بـ ”الميدان“، مما يبشر بحلول مبتكرة للتحديات المزمنة التي تواجه صغار المنتجين في تاروت ودارين.















