آخر تحديث: 19 / 12 / 2025م - 4:42 م

عدسة المهنا توثق «كرنفال المطر» المفقود منذ ربع قرن في الأحساء

جهات الإخبارية انتصار آل تريك - القطيف

وثّق المصور الفوتوغرافي محمد المهنا عبر ريبورتاج مصور تاريخي يعود لربع قرن، مشاهد إنسانية عفوية جسّدت فرحة الأطفال بقدوم المطر في الأزقة القديمة.

وقدم المهنا وثيقة بصرية تروي ذاكرة المكان والزمان، وتكشف التحولات الاجتماعية والعمرانية التي غيّرت طقوس استقبال الغيث من ”الكرنفالات الشعبية“ الصاخبة إلى الهدوء الذي تفرضه المخططات السكنية الحديثة.

وأوضح المهنا في حديثه لصحيفة ”جهات الإخبارية“ أن دافعه الرئيس للتوثيق نبع من ملاحظته لاختفاء مظاهر الابتهاج الجماعي بالمطر التي كانت تميز الأحياء القديمة قبل زحف العمران الحديث.

وقرر المصور البحث الدؤوب داخل الأحياء الشعبية لتوثيق ما وصفه بـ ”الكرنفال المطري“، ليعثر بعد ترقب على مجموعة صبية يلهون بسفينة خشبية وسط تجمعات المياه في مشهد عفوي.

واستخدم المهنا لتوثيق هذه اللحظات كاميرا فلمية متوسطة الشريحة من طراز ”Hasselblad 503CW“ مع أفلام ”فوجي 120“، معتمداً على سرعة البديهة لاقتناص اللحظة بصدقها دون تدخل.

وأكد أن مواسم الأمطار في المملكة، ومنها محافظة الأحساء، لطالما شكلت موسماً للرحمة والعطاء بعد أشهر الجفاف، مما يرسخ مشاعر السعادة المرتبطة بهذه النعمة في الذاكرة الجمعية.

واستعاد المهنا ذكريات البيوت الطينية القديمة التي رغم معاناتها من تسرب المياه ووحول الطرقات، كانت تشهد خروج الأطفال فور عودتهم من المدارس لتشكيل الطين واللعب بالمياه بفرح غامر.

ورصد المصور الفارق الكبير بين الأمس واليوم، حيث تسببت تباعد المنازل وانتشار المسطحات الإسمنتية وشبكات التصريف في تراجع تلك المظاهر الاحتفالية العفوية التي كانت تضج بالأهازيج.

وعزا غياب طقوس اللعب القديمة أيضاً إلى تزايد خوف الأهالي وحرصهم على أبنائهم، مما جعل موسم المطر الحالي يمر بهدوء يفتقد صخب الحارات القديمة وحيويتها.

وشدد المهنا على المسؤولية التاريخية للمصور في حفظ ذاكرة المكان، معتبراً أن الصورة تخلد اللحظة الزمنية وتحولها إلى وثيقة تمنح الأجيال الجديدة معرفة بصرية بتاريخهم الاجتماعي.