آخر تحديث: 19 / 12 / 2025م - 4:42 م

آل سعيد للأمهات: أطفالكم ليسوا عقبة أمام «التنظيف».. أوقفوا المهزلة الرقمية

جهات الإخبارية

حذر الأخصائي النفسي الإكلينيكي أحمد آل سعيد من خطورة لجوء أولياء الأمور إلى الحلول التربوية ”المعلبة“ لعلاج مشكلات أبنائهم السلوكية.

وكشف خلال مشاركته في ركن الاستشارات في احدى مهرجانات محافظة القطيف عن رصد ممارسات صادمة تتمثل في تسليم أمهات أجهزة ذكية لرضع لم يتجاوزوا الخامسة عشرة شهراً، واصفاً ذلك بـ ”الجهل التربوي“ الذي يستدعي وقفة جادة لإعادة النظر في أساليب التنشئة الحديثة.

وانتقد ”آل سعيد“ بشدة ظاهرة بحث الآباء والأمهات عن حلول جاهزة وفورية لمشكلات أبنائهم المعقدة بمجرد طرح السؤال، مؤكداً أن التشخيص السليم يتطلب دراسة عميقة لعدة أطراف تشمل دور الأب والأم وطبيعة البيئة المحيطة ولا يمكن اختزالها في وصفة سريعة.

أوضح الأخصائي النفسي أن حياة الطفل تتشكل داخل دوائر تأثير متعددة تبدأ بنقطة الارتكاز المتمثلة في الوالدين، ثم تتسع لتشمل الأجداد والأعمام والأخوال وبقية الأقارب، مشيراً إلى أن جميع هذه الدوائر تمارس تأثيراً مباشراً على سلوك الطفل من خلال الاحتكاك اليومي والتواصل المستمر.

ولفت ”آل سعيد“ إلى التحديات الكبيرة التي تواجه الأسرة في ضبط ”وقت الشاشة“ لأطفالهم، حيث يصطدم الوالدان غالباً بواقع اجتماعي يمارس فيه أبناء الأقارب استخداماً مفتوحاً للأجهزة، مما يجعل تطبيق قوانين الحرمان أو التقليص أمراً بالغ الصعوبة ويحتاج لتعاون جماعي.

وأبدى انزعاجه الشديد من تبريرات بعض الأمهات اللاتي يقمن بإعطاء الأجهزة الذكية لأطفال رضع في عمر سنة وثلاثة أشهر، وذلك بحجة الانشغال بالأعمال المنزلية والرغبة في إسكات الطفل لإنجاز المهام، معتبراً هذا التصرف دليلاً على قلة النضج والإدراك لخطورة العواقب.

شدد ”آل سعيد“ على أن المسؤولية التربوية لا يمكن تجزئتها أو إلقاؤها على عاتق البيئة الخارجية وحدها، لكنه أكد في الوقت ذاته أن المشكلات السلوكية غالباً ما تكون مشتركة بين عدة أطراف، مما يستوجب دراسة الحالة من كافة جوانبها وعدم الاكتفاء بتوجيه الوالدين فقط بمعزل عن محيطهم.

اختتم الأخصائي النفسي حديثه بالتأكيد على ضرورة تغيير القناعات السائدة لدى بعض الأسر، مشيراً إلى أن الاستمرار في التعامل بسطحية مع احتياجات الطفل النفسية أو استخدام التقنية كبديل للرعاية الوالدية سيؤدي لنتائج وخيمة تتطلب تدخلاً علاجياً طويلاً في المستقبل.