العقل.. سراج الهدى وميزان الحق
العقل هو مجموعة القدرات الفكرية والإدراكية لدى الإنسان، وتشمل: الوعي، والتفكير، والفهم، والذاكرة، والاستدلال، والحكم. وهو ما يميز الإنسان ويحميه من الوقوع في الخطأ، ويُعرَّف لغويًا بأنه المنع؛ أي أنَّه يمنع صاحبه من الهلاك، أو هو القدرة على إدراك الأشياء وتمييز الحق من الباطل والخير من الشر، وهو ما يهدي الإنسان إلى الصراط المستقيم ويمنعه من الانحراف.
ولذلك، كرَّم الله سبحانه وتعالى الإنسان بعقله الذي لا يخونه، بعكس حواسه الخمس التي يمتلكها، والتي يشترك فيها مع بعض المخلوقات غير الإنسان؛ فالحواس الخمس كثيرًا ما تخون الإنسان.
فكل إنسان يملك خمس حواس، وهذه الحواس في أغلب الأوقات تخونه.
فمثلًا، حاسة الشم تخون الإنسان عندما تكون رائحة العطر عندي جميلةً، وهي نفسها التي كانت عندي جميلةً قد تكون عند غيري غير جميلة، وكذلك النظر يخونك عند انكسار الضوء في الماء، وكذلك الطعام الذي يكون مالحًا عندي قد يكون عند غيرك غير مالح، أو يكون مذاقه طيبًا أو غير طيب، وأيضًا حاسة اللمس؛ فربما يكون عندي الماء حارًا، وعند غيري باردًا، بينما الماء في الواقع شديد الحرارة.
عندما تُجري تجربة وتُعِدُّ الخطوات لتلك التجربة، وتستكمل جميع خطوات التجربة، فإنك تحتاج إلى استنتاج نتيجةٍ لتلك التجربة، والعقل هو الوحيد الذي من خلاله تستنتج تلك النتيجة.
وهذا دليلٌ على أن العقل هو الجهاز الذي لا يخونك؛ لأن الله سبحانه وتعالى فضَّله وكرم الإنسان به على سائر مخلوقات الله عز وجل.
فهنيئًا لأصحاب تلك العقول الراقية التي لا تخونهم في تعاملهم مع الآخرين في سائر الأمور العقلائية؛ لأن أصحاب هذه العقول لا يصدر عنهم إلا ما هو معروف عند العقلاء، إذ سما بهم هذا العقل المكرم إلى أعلى درجات الكمال الإنساني.
جعلنا الله وإياكم منهم.













