يوم اللغة العربية: أسرار وجمال لغة الضَّاد
تُعد اللغة العربية من أعرق اللغات في التاريخ الإنساني، فهي لغة القرآن الكريم، ووسيلة التعبير عن حضارة غنية بالعلوم والفنون والأدب. ولذا خصصت الأمم المتحدة يوم 18 ديسمبر من كلِّ عام للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، عرفانًا بدورها العظيم في نقل الفكر والثقافة والقيم الإنسانية.
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ»﴾ [يوسف: 2]
إذًا اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي حافظة الهوية والثقافة. فهي اللغة التي احتوت العلوم والفلسفة والشعر والبلاغة، وعكست عمق فكر الإنسان العربي عبر العصور. عبر حروفها وكلماتها تتجلى القدرة على التعبير عن المشاعر، والأفكار، والأحلام، بأناقة وبلاغة لا تضاهى.
ورد عن الإمام علي بن أبي طالب
السلام قوله: «العقل زينة، واللغة بيان، فإذا صلحت اللغة صلح العقل.»
كما أنَّ اللغة العربية تحتوي على أسرار دقيقة تجعلها فريدة بين لغات العالم تتمثل بالآتي:
1. الإعجاز اللغوي: قدرة الكلمات العربية على التعبير عن المعاني الدقيقة بأقل عدد من الحروف.
2. المرونة والثراء: إمكانية صياغة جمل متعددة المعاني من نفس الجذر اللغوي.
3. الإيقاع والجمال الصوتي: أصوات الحروف وتراكيبها تمنح اللغة موسيقى داخلية، تظهر في الشعر والقرآن.
4. القدرة البلاغية: من خلال أساليب البيان، مثل الاستعارة، والكناية، والتشبيه، يمكن للغة العربية نقل المعاني العميقة بأسلوب جذاب ومؤثر.
قال الإمام الصادق
: «الكلمة الطيبة تفتح قلوب الناس، واللسان الصادق يعلو على القلوب.»
إنَّ الجمال في العربية لا يقتصر على معناها، بل يشمل شكلها وصوتها ويظهر ذلك جليًّا في:
• الخط العربي: لوحة فنية تتجسد فيها الحروف بأشكال رائعة، مثل الخط الكوفي والنسخ والرقعة.
• الشعر العربي: معجزة لغوية تعكس موسيقى الكلمات وإيقاعها، مثل قصائد المتنبي والأخطل.
• الموسيقى الصوتية: تناغم الحروف والأصوات يخلق وقعًا موسيقيًا مبهجًا للأذن، كما في التجويد القرآني: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ [المزمل: 4]
إنّ الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، يهدف إلى:
• تعزيز مكانة اللغة العربية عالميًا.
• تشجيع الناس على تعلم العربية والمحافظة عليها.
• إبراز التراث الثقافي والأدبي العربي للعالم.
ختامًا، تبقى اللغة العربية كنزًا ثمينًا يحمل بين حروفه تاريخًا، وحضارةً، وجمالًا، وأسرارًا لا تنضب. الحفاظ عليها وتعلمها ليس واجبًا ثقافيًا فحسب، بل هو جسر يصلنا بماضينا وحاضرنا ومستقبلنا.













