آخر تحديث: 18 / 12 / 2025م - 11:45 ص

أخصائي نفسي يحذر: «مص الإبهام» قد يمتد للمراهقة ويهدد النطق والأسنان

جهات الإخبارية

حذر الأخصائي النفسي الإكلينيكي أحمد آل سعيد من التهاون مع استمرار عادة مص الأصابع لدى الأطفال، مشيرًا إلى أن هذه السلوكيات قد تتجاوز مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر حتى سن الثانية عشرة وما فوق، مما يؤدي إلى تشوهات عضوية ومشاكل في النطق.

ودعا الأسر إلى التوقف الفوري عن استخدام الأساليب العقابية القاسية التي وصفها بـ ”الإجرامية“ في علاج هذه المشكلة.

وأوضح آل سعيد أن المشكلة التي تبدو روتينية في بداياتها قد تتحول إلى أزمة مزمنة ترافق الطفل لسنوات متقدمة، حيث رصدت حالات لأطفال في عمر التاسعة والثانية عشرة لا يزالون يمارسون عادة مص الإبهام أو أصابع أخرى، وهو ما يتطلب تدخلاً سلوكيًا مدروسًا بعيدًا عن العشوائية.

ونبه الأخصائي الإكلينيكي إلى المخاطر الجسدية المترتبة على استمرار هذا السلوك، وأبرزها حدوث تشوهات واضحة في الأسنان وبروزها للخارج، بالإضافة إلى تشوه شكل الإصبع نفسه، مما ينعكس سلبًا على مخارج الحروف وطريقة كلام الطفل، حيث يصبح نطق بعض الحروف غير سليم بسبب التغيرات في بنية الفك والأسنان.

وفند آل سعيد الاعتقاد الشائع بأن هذه العادة ناتجة حصرًا عن الحرمان العاطفي أو الظروف النفسية الصعبة، موضحًا أن الدراسات الحديثة أثبتت أن السلوك قد يبدأ والجنين في رحم أمه ويستمر بعد الولادة، أو قد يرتبط بمرحلة الفطام وانتزاع ”اللهاية“، مما يجعل الطفل يتمسك بعادة المص كبديل.

واستنكر آل سعيد بشدة لجوء بعض الأهالي إلى أساليب تعذيب جسدي ونفسي لردع الطفل، مثل كي الإصبع بالنار أو وضع مواد حارقة ومرة المذاق.

ووصف هذه التصرفات بأنها جرائم في حق الطفولة وليست علاجًا، حتى وإن ادعى البعض نجاحها، مؤكدًا أن أسلوب ”الممنوع مرغوب“ يزيد من تمسك الطفل بالعادة.

وشدد المختص النفسي على أن الحل الأمثل يكمن في التدخل المبكر والعلاج السلوكي التدريجي، من خلال إشغال الطفل بأنشطة محببة أو استخدام حواجز بسيطة مثل القفازات والجورب لفترات معينة، مع ضرورة تحلي الأهل بالهدوء وضبط الانفعالات لضمان استجابة الطفل وتعديل السلوك بشكل إيجابي دون أضرار نفسية جانبية.