157 حالة طلاق يوميًا.. والسبب قد يبدأ بـ «كنبة»
كشف المستشار الأسري بمركز ”سنا“ للإرشاد الأسري، عبد الله العليوات، أن الخلافات الزوجية البسيطة والمهملة قد تتفاقم لتصل إلى حد الانفصال، مستشهدًا بإحصائية صادمة تشير إلى وقوع 157 حالة طلاق يوميًا في المملكة.
وحذر من أن غياب لغة الحوار وتحول النقاشات العابرة إلى عناد متبادل يهدد استقرار الأسر لأسباب قد تبدو في ظاهرها تافهة جدًا.
واستعرض العليوات قصة واقعية لزوجين وصلا إلى حافة الطلاق بسبب خلاف حول تغيير مكان ”كنبة“ في المنزل، حيث رغبت الزوجة في التغيير لإضفاء لمسة جمالية، بينما أصر الزوج على بقاء الوضع كما هو، ليتحول الأمر من اختلاف في وجهات النظر إلى صراع هدد بانهيار الأسرة.
وأوضح المستشار الأسري أن هذا الموقف البسيط الذي كان يمكن حله في أقل من دقيقة، تحول بسبب غياب المرونة إلى جدال عقيم ثم عناد، مما أدى إلى تضخيم المشكلة الصغيرة وتراكم المشاعر السلبية بمرور الوقت حتى أصبحت معركة كبرى.
وأكد العليوات أن القصة تكشف عن حقيقة أعمق، وهي أن الخلاف لم يكن حول قطعة الأثاث بحد ذاتها، بل كان نتيجة لغياب لغة الحوار الفعّال بين الزوجين، وعدم القدرة على إدارة التفاصيل اليومية الصغيرة التي تملأ الحياة الزوجية بطبيعتها.
وأشار إلى أن الكثير من حالات الطلاق اليومية في المملكة تعود جذورها إلى تفاصيل يراها البعض تافهة، مثل ترتيب الشقة أو نوع الطعام، إلا أن طريقة التعامل مع هذه التفاصيل هي التي تحدد مصير العلاقة، سواء باحتوائها أو تركها تتفاقم.
وشدد المستشار بمركز ”سنا“ على أهمية تعلم فنون التعامل مع الخلافات، مؤكدًا أن الحل لا يكمن في الصوت العالي ولا في الصمت والتجاهل، بل في الاستماع المتبادل وتطييب الخواطر وتقديم التنازلات البسيطة التي توقف المشكلة قبل أن تستفحل.
ودعا العليوات الأزواج إلى عدم الخجل من طلب المساعدة المهنية عند الشعور بتراكم الخلافات، معتبرًا أن اللجوء للمختصين خطوة وعي تحمي الكيان الأسري، لأن الحياة الزوجية أثمن من أن تضيع بسبب خلافات عابرة حول ديكور أو وجبة طعام.













