آخر تحديث: 18 / 12 / 2025م - 9:46 ص

حي العيوني بالمبرز.. سكن العائلات القيادية وذاكرة المدينة

زكي الجوهر *

يُعد حي العيوني أحد أقدم أحياء مدينة المبرز بمحافظة الأحساء، وأحد أبرز النماذج الحية على تشكّل المجتمع الأحسائي في تاريخه العمراني والاقتصادي والثقافي. فقد ارتبط اسم الحي منذ نشأته المبكرة بسكن عائلات أحسائية عُرفت بالريادة في التجارة والزراعة، وبالمبادرات الخيرية والعمل التطوعي «الفزعة» التي شكّلت سمة أصيلة من سمات أحياء المبرز القديمة.

وتنقسم أحياء المبرز تاريخيًا إلى قسمين: أحياء قديمة تمثل نواة المدينة، تضم العيوني، والسياسب، والشَّعبة، والقديمات، والمقابل، والعتبان، والحزم، وأحياء حديثة امتد إليها العمران لاحقًا، مثل: اليحيى، والشروفية، والراشدية، والمشرفة، والنزهة، وبوسحبل، والغسانية، ومحاسن التابعة لأرامكو، ومحاسن الحكومي، والقادسية، والخرس، والمحمدية، والسامر، وحي الفتح المعروف سابقًا ب«المنقور».

وخلال القرن الرابع عشر الهجري، احتضن حي العيوني عددًا كبيرًا من العائلات التي كان لها حضور اجتماعي واقتصادي وثقافي مؤثر.

فيما يلي حصرٌ شامل للأسر التي سكنت حي العيوني بمدينة المبرز كما تَرِد في المصادر المحلية والروايات المتداولة، مع التنبيه أن القائمة توثيق تاريخي غير حصري وقد تختلف الكتابات في التهجئة أو الفروع:

أ

  • آل الأحمد
  • آل العبدالقادر
  • آل العبدالهادي
  • آل العبدالحي
  • آل العثمان
  • آل العرجان
  • آل العلي
  • آل العليان
  • آل العليوي
  • آل العفالق
  • آل العماني
  • آل العوسي
  • آل العويشير
  • آل العبيد
  • آل العيدان
  • آل العيوش
  • آل العمير
  • آل العنقري
  • آل العدوان
  • آل العكلي
  • آل العيد

ب

  • آل البخيت
  • آل البدوخي
  • آل البسطي
  • آل البشت
  • آل البكر
  • آل البنيان
  • آل البويت
  • آل البوعبيد
  • آل بوردحه
  • آل بوشليبي
  • آل بوعنز
  • آل بن درع
  • آل بن معن
  • آل بن شريف
  • آل البيدين

ج

  • آل الجبر
  • آل الجري
  • آل الجبيرة
  • آل الجوهر

ح

  • آل الحمد
  • آل الحرقان
  • آل الحسن
  • آل الحدندن
  • آل الحذيفي
  • آل الحضيري
  • آل الحنوش
  • آل الحماد
  • آل الحيدر
  • آل الحيمود
  • آل الحوار
  • آل الهبوب

خ

  • آل الخلفان
  • آل الخضير
  • آل الخشرم
  • آل الخليفة
  • آل الخميس

د

  • آل الدراج
  • آل الدندل
  • آل الدوخي
  • آل الديولي
  • آل الضامر

ذ

  • آل الذرمان
  • آل الذكرالله

ر

  • آل الراشد
  • آل الرشيد
  • آل الرشود
  • آل الرقيطي
  • آل الرفيع

ز

  • آل الزعبي
  • آل الزواوي

س

  • آل السعد
  • آل السلام
  • آل السعيد
  • آل السهل

آل السروج «الإبراهيم»

  • آل السنين
  • آل السويعي
  • آل السويلم
  • آل السلطان
  • آل السلطين
  • آل السماعيل
  • آل السهيل

ش

  • آل الشعبان
  • آل الشعلان
  • آل الشرفاء
  • آل الشقاق
  • آل الشهاب
  • آل الشجاجير
  • آل الشمس
  • آل الشريدة

ص

  • آل الصالح
  • آل الصقر
  • آل الصليبي

ط

  • آل الطاهر

ض

  • آل الضمن

غ

  • آل الغريب
  • آل الغنام

ف

  • آل الفايز
  • آل الفجري
  • آل الفويرس

ق

  • آل القريني
  • آل القهيدان

ك

  • آل الكثير
  • آل الكرود

ل

  • آل اللقمان

م

  • آل الموسى
  • آل المسلم
  • آل المسوي
  • آل المبيريك
  • آل المحيسن
  • آل المحيطيب
  • آل المقهوي

ن

  • آل الناصر
  • آل النادر
  • آل النامي
  • آل النشامة
  • آل النمر
  • آل النويصر
  • آل النينياء

، إلى جانب عشرات العائلات الأخرى التي شكّلت نسيج الحي الاجتماعي وأسهمت في ازدهاره.

ولا يزال كثير من أهالي العيوني متمسكين بمنازلهم القديمة، محافظين على طابع الحي ومعالمه، حيث تكشف الأزقة الضيقة والممرات المتقاربة عن عمق العلاقات الاجتماعية والترابط الأسري الذي ميّز سكانه عبر الأجيال. وقد تولت أسرة الموسى عمدة الحي، ومن أبرزهم الشيخ حسين بن عبدالرحمن بن عبداللطيف، ثم ابنه محمد بن حسين، إلى جانب عدد من رجالات الأسرة.

وتشير المصادر التاريخية إلى أن نشأة مدينة المبرز، ثاني مدن الأحساء، تعود إلى النصف الثاني من القرن السابع الهجري. وكانت المدينة القديمة تتكون من ستة أحياء «فرجان» تمثل مركزها، وهي: العيوني، والسياسب، والشعبة، والقديمات، والعتبان، والمقابل. ويُعتقد أن حي العيوني أقدم هذه الأحياء، وكانت جميعها محاطة بسور من الطين والحجارة، بعرض يناهز خمسة أمتار وارتفاع يصل إلى سبعة أمتار، يتخلله ثماني بوابات «دروازات». وقد قدّر الرحالة لويمر عام 1908 م عدد منازل حي العيوني بنحو 700 منزل.

ويرتبط اسم الحي - بحسب الروايات - بأسر تنتسب إلى «العيونيين»، كما يُرجَّح وجود صلة تاريخية بين الحي والدولة العيونية التي حكمت إقليم البحرين قديمًا. وضم الحي مقر مدير الناحية العثماني، إضافة إلى السوق والقيصرية التي كانت مقابلة لجامع الإمام فيصل بن تركي، حيث كان مقر إدارة الناحية.

ويحتضن حي العيوني نحو 25 مسجدًا، من أشهرها جامع الإمام فيصل بن تركي، أحد أقدم الجوامع في المبرز، والذي أُقيمت فيه أول صلاة جمعة عام 1272 هـ، وهو وقف على الشيخ محمد العبدالقادر وأبنائه.

وعُرف الحي ببيئته العلمية، إذ نشأ أبناؤه على طلب العلم الشرعي وعلوم اللغة، وتتلمذ كثير منهم على أيدي علماء بارزين، من بينهم: الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل كثير المالكي، والشيخ حسين بن محمد آل غنام المالكي، والشيخ صالح بن محمد السعد الشافعي، والشيخ عبداللطيف بن محمد العفالق المالكي، والشيخ عبدالله بن علي العبدالقادر الشافعي، والشيخ أحمد بن حمد العمير المالكي، والشيخ الزاهد عبدالله بن محمد العكلي.

وفي المجال الاقتصادي، برع أبناء الحي في التجارة، ومن أشهر الأسر التجارية: الجبر، والراشد، والعفالق، والموسى، والغنام، والجوهر، والعبدالهادي. كما اشتهرت أسر أخرى بحرفة صياغة الذهب، مثل: المهنا، وبن عيسى، والنمر، والدجاني، والمبارك، والمؤمن، والناصر، والأربش، وبن ميدان، والحمود.

ولم يقتصر دور أبناء العيوني على التجارة والعلم، بل امتد إلى العمل التطوعي والخيري، حيث ترسخت ثقافة العطاء ومساعدة المحتاجين، ورعاية الأيتام، والوقوف إلى جانب كبار السن، انطلاقًا من مفهوم شامل للتطوع بوصفه جهدًا إنسانيًا خالصًا لا ينتظر مقابلاً.

وأسهم نظام الوقف في الحي إسهامًا فاعلًا في دعم التعليم، من خلال إنشاء مدارس الوعظ والإرشاد التي شيدها المحسنون، مثل: مدرسة منيرة، ومدرسة آل موسى، ومدرسة آل غنام، ومدرسة العفالق، والتي خرجت علماء وقضاة كان لهم أثر بارز في الأحساء، من بينهم الشيخ محمد بن عبدالرحمن العفالق، والشيخ عبدالله بن محمد البيتوشي، إضافة إلى أسر علمية معروفة مثل: العبدالقادر، والعفالق، والكثير، والغنام، والخطيب، والموسى.

كما احتضن الحي عددًا من المجالس والصالونات الثقافية التي شكّلت منابر للحوار والأدب، من أبرزها: ثلاثية المغلوث، واثنينية العفالق، وسبتية الموسى، ومنتدى الشاعر إبراهيم الحداد، إلى جانب مجالس عدد من وجهاء المبرز.

ويبقى حي العيوني شاهدًا حيًا على تاريخ المبرز الاجتماعي والثقافي، ومثالًا للأحياء التي صاغت هوية المدينة وأسهمت في مسيرتها الحضارية عبر قرون متعاقبة.

 

المصادر:

1- مدينة المبرز، د. عبدالله أحمد الطاهر.

2- عبدالله بن عيسى بن علي الذرمان، جريدة الجزيرة، العدد «10615».