آخر تحديث: 18 / 12 / 2025م - 11:45 ص

«هبة» فيتامين K2.. ترويج مضلل قد ينتهي بجلطات قاتلة

جهات الإخبارية

قرع استشاري التغذية السريرية، الدكتور عبدالعزيز العثمان، جرس الإنذار اليوم حيال ما وصفه بـ ”الهبة“ الطبية الخطيرة المتمثلة في الترويج المفرط لمكملات فيتامين K2.

وأكد أن الانسياق خلف هذه الدعوات دون مبرر طبي قد يعرض حياة الأفراد لمخاطر صحية جسيمة، أبرزها الإصابة بجلطات دموية مفاجئة نتيجة التداخل مع آليات تخثر الدم الطبيعية.

وانتقد العثمان بشدة الموجة التسويقية التي يقودها بعض غير المختصين، والذين يصورون هذا الفيتامين وكأنه اكتشاف سحري جديد، متجاهلين الحقائق العلمية الراسخة ومغفلين الآثار الجانبية التي قد تهدد سلامة القلب والشرايين.

وأوضح الاستشاري الفرق الجوهري بين أنواع هذا الفيتامين، مشيراً إلى أن النوع الأول K1 يتوفر بكثرة في الخضراوات الورقية كالسبانخ والجرجير، بينما يتواجد النوع الثاني K2 في المصادر الحيوانية والأطعمة المتخمرة.

وفنّد العثمان الاعتقاد الشائع بضرورة تناول مكملات K2 خارجياً، كاشفاً أن الجسم البشري يمتلك مصنعاً حيوياً ذاتياً لإنتاج هذا الفيتامين عبر البكتيريا النافعة في الأمعاء، وبكميات دقيقة بالميكروغرام تكفي تماماً لدعم صحة القلب والوظائف الحيوية.

ونسف الدكتور الربط الشرطي المروج له بين فيتامين K2 وامتصاص فيتامين D, واصفاً إياه بالمعلومة غير الدقيقة علمياً، حيث لا يحتاج الجسم السليم إلى مكملات إضافية طالما أن الإنتاج الداخلي والمصادر الطبيعية تغطي الاحتياج.

وحذر العثمان من أن الخطورة الحقيقية تكمن في الدور الوظيفي لهذا الفيتامين في عملية تخثر الدم، ما يعني أن تناول جرعات مركزة منه عبر المكملات قد يرفع لزوجة الدم ويزيد احتمالية تكون الجلطات بشكل لا يحمد عقباه.

وخص الاستشاري بتحذيره فئات محددة تعتبر الأكثر تضرراً، وعلى رأسهم مرضى القلب، والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يخضعون لعلاجات مميعة للدم، حيث يعد تناول هذا المكمل بالنسبة لهم مجازفة طبية غير محسوبة العواقب.

واختتم العثمان حديثه بتوجيه رسالة لوم وعتاب للممارسين الصحيين الذين يبالغون في وصف المكملات، داعياً إياهم إلى تحري الأمانة العلمية والتركيز على الغذاء الطبيعي كبديل آمن، بدلاً من تعريض الناس لمخاطر هم في غنى عنها.