3 محطات للبرد.. الزعاق يفك شفرة «المربعانية» و«الشبط» فلكياً
كشف المختص في شؤون المناخ، الدكتور خالد الزعاق، عن خارطة زمنية دقيقة لمراحل فصل الشتاء، رابطاً بدايته وذروة شدته وموعد نهايته باقترانات فلكية متوارثة.
وأوضح أن البرد لا يأتي دفعة واحدة بل يمر بمراحل متدرجة تبدأ بـ ”قران الثريا“ وتصل أقصى درجات قسوتها في ”القران التاسع“ قبل أن تنحسر تدريجياً.
وحدد الزعاق نقطة الصفر لبداية موسم الشتاء الفعلي بتزامن حدث فلكي مميز هو اقتران نجم ”الثريا“ مع ”البدر“، معتبراً أن هذه العلامة الكونية هي الإذن الرسمي لدخول أولى نسمات البرد وتغير الأجواء.
وانتقل لتوضيح مرحلة ”البرد الحقيقي“ والملموس، مشيراً إلى أنها تبدأ فعلياً مع ما يعرف بـ ”اقتران الحادي“، وهو التوقيت الذي يتزامن مع دخول موسم المربعانية الشهير، مستحضراً المقولة التراثية الواصفة لهذه المرحلة: ”قران حادي.. برد بادي“.
وفيما يخص ذروة الشتاء، حذر الزعاق من المرحلة التي تبلغ فيها درجات الحرارة أدنى مستوياتها، وهي المتزامنة مع ”اقتران التاسع“ الذي يجمع بين نهاية المربعانية وبداية موسم ”الشبط“، واصفاً إياه بـ ”البرد اللاسع“ نظراً لقسوته الشديدة على الأبدان.
وحول موعد انقشاع موجات الصقيع وبشائر الدفء، بين الزعاق أن البرد يبدأ بالانحسار التدريجي وفقدان قوته مع حلول ”اقتران السابع“، حيث تبدأ الأجواء بالاعتدال النسبي وتعود الحركة لطبيعتها.
واستشهد في وصفه لنهاية البرد بالمثل الشعبي البليغ ”أنا سابع مجيعًا، أشابع ما أقدر أتحرك“، في إشارة رمزية ذكية استخدمها الأجداد للتعبير عن تراجع سطوة البرد وثقل الملابس وتأثيره المعيق للحركة.
وختم الزعاق حديثه بالتأكيد على أن هذه المسميات والمواقيت المتوارثة ليست مجرد فلكلور، بل تعكس خبرة فلكية ومناخية عميقة رصدها الآباء بدقة متناهية، ولا تزال تثبت فاعليتها اليوم في قراءة التحولات الموسمية.













