معرض الكتاب والأسئلة المعلقة
أربع وعشرون ساعة تفصلنا عن افتتاح معرض الكتاب في الرياض، وكما هي عادة القائمين على المعرض، يضعون كل جهودهم في الأيام الأخيرة التي تسبق الافتتاح كي يظهر هذا العرس الثقافي، بأبهي صوره وأجملها. وفي كل معرض نزداد يقيناً أن الكتاب ما زال بخير، رغما عن أنف «تويتر وفيسبوك»، فالجميع سيتسابق للبحث عن الجديد، والسؤال هل هناك جديد؟، أم إن كثيرا من المؤلفين أصبحوا يعيشون على أمجادهم السابقة.
حول جديد الكتاب والمعرض ستكون لي وقفات أخرى، ولكن بعد الشكر للمنظمين على محاولة إنجاح المعرض وإبرازه محلياً ودولياً، على أنه أهم معرض عربي من خلال المبيعات التي يحققها كل عام، حيث تخطى السنة الماضية ما يزيد على مائة مليون ريال.
دعنا نتساءل حول جدوى عدم إرسال الموافقة للناشرين العرب إلا قبل المعرض بعشرة أيام أو خمسة عشر يوماً، وتركهم أكثر من ثلاثة أشهر يبحثون عن أرقام التواصل مع مسؤولي المعرض، كي يحصلوا على إجابة، ومعظمها كانت إجابات فضفاضة لا تحمل أي معلومة مفيدة.
لماذا رفض الدكتور ناصر الحجيلان يوم أمس الإجابة على عدم السماح لأي دار نشر سورية حتى لو كانت ستشحن كتبها من خارج الحدود السورية.
لماذا لم ترسل خطابات الرفض للناشرين وتم الاكتفاء بتجاهل خطاباتهم ورسائلهم الإلكترونية؟، مثل خطابات الموافقة التي أرسلت لبعض الناشرين اللبنانيين، وربما لم تكن خطابات موافقة بل قائمة بأسماء الدور المسموح لها بالشحن من بيروت. وكان الناشر اللبناني يبحث عن اسمه ضمن تلك القائمة، فإذا وجده كان باستطاعته شحن ما يشاء من الكتب، ودون وجود اسمه عليه أن يحاول إعادة المحاولة في السنة المقبلة.
لماذا لم ترسل أي موافقة لدور النشر «البحرينية»؟، وربما دور نشر أخرى في دول الخليج؟، ولكن لعدم تواصلي معهم لم أعرف سوى وضع الدور البحرينية التي حاولت من خلال أصحابها التواصل مع أصحاب القرار في المعرض، لكنهم قد تجاهلوا اتصالات الناشرين، حتى اضطر الكثير منهم إلى البحث عن إمكانية المشاركة عن طريق دور النشر السعودية.
كثيرة هي الأسئلة التي تسبق افتتاح المعرض، وجميعها تنصب في سلة واحدة، ما هي المعايير التي يتم على أساسها الموافقة على ناشر دون سواه؟، وهل هذا الأسلوب يدعم نشر الكتاب؟، علماً بأن جميع الناشرين العرب ينتظرون معرض الرياض بفارغ الصبر كي يستطيعوا تحمل أعباء المعارض الأخرى التي يضطرون للمشاركة فيها سنوياً، رغم علمهم بالخسارة المسبقة، ولكنهم لا يستطيعون سوى الحضور.
تميز معرض الرياض بأنه يفتح باب التسجيل وإدخال العناوين المشاركة عبر الموقع الإلكتروني، لكن الإجابة على سبب منع دور نشر دون أخرى «لا تأتي إلكترونياً قبل التسجيل» لذا سيظل سؤالنا معلقاً ونكرره كل عام، حتى تكون الإدارة شفافة في تعاملها مع جمهور متعطش للكتاب.