آخر تحديث: 15 / 12 / 2025م - 6:37 م

رحلة على قدمين

رائدة السبع * صحيفة اليوم

متى كانت آخر مرة تسنّى لك أن تركض؟

ليس الركض الذي يفرضه التمرين أو يحدده جدول اللياقة، بل الركض الذي يشبه الانفلات... الركض الذي تستعير فيه قدميك من طفولتك وكأنك تستعيد عهدًا قديمًا من الحرية. شخصيًا، كل أسبوع، وحين يكون مزاجي جيدًا — وغالبًا ما يكون كذلك — أركض مع أطفال العائلة، يلاحقونني كأن العالم ما زال بساطةً خالصة، وكأن الحركة ليست فعلًا جسديًا، بل انبعاثًا للضحك، وتنفيسًا عن ثقل المهام اليومية الرسمية. في تلك اللحظات، أكتشف أن الجري ليس تمرينًا فقط، بل ذاكرةً حية، وأن اللهاث الذي يختلط بالضحك هو الدليل الأصدق على أن الحياة لم تفقد دهشتها بعد.

ولعلّ سرّ الجري يكمن في أنه لا يكشف قدرات الجسد فحسب، بل يكشف طبقات الروح. الحركة — كما قال الفلاسفة — ليست انتقالًا من مكان إلى آخر، بل تحوّل من حالة إلى أخرى، من ضيق إلى سعة، من ثقل إلى خفّة. ولهذا، حين يجري الإنسان، فهو يختبر شكلًا خاصًا من الحرية؛ حرية تسبق الفكر وتسبق الوعي، كأن الخطوات تكتب ما يعجز الكلام عن قوله.

ومن هذا المنظور، تبدوا سباقات الجري والمبادرات الرياضية والاجتماعية التي ترتكز على الركض كمشروع جماعي واجتماعي لاستعادة العلاقة الأولى بين الإنسان والحركة.

ولنتوقف عند فوائد الركض العديدة وهي تشمل تحسين صحة القلب والرئتين، تقوية العظام والعضلات، المساعدة في التحكم بالوزن وحرق السعرات، تحسين المزاج والصحة النفسية، وخفض خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري والضغط كما يعزز الركض الطاقة، ويحسن جودة النوم، ويقوي عضلة القلب، كذلك يحسن الدورة الدموية، ويحرق السعرات الحرارية ويساعد في فقدان الوزن أو الحفاظ عليه كما ان الركض يقوي العضلات، ويحسن صحة العظام ويمنع هشاشتها، ويحافظ على مرونة المفاصل وقوة التحمل ويساعد في تنظيم سكر الدم والوقاية من السكري كما له فوائد نفسية عديدة فهو يقلل من أعراض الاكتئاب والقلق ويحسن الحالة النفسية العام كما انه يمنح طاقة أكبر ويحسن اليقظة والتركيز والوظائف الإدراكية.

كثيرة هي الفوائد الصحية والنفسية التي ترتبط بالجري..

ويبقى السؤال الختامي: هل تركض لأنك تريد الوصول... أم لكي تستمتع بالرحلة