آخر تحديث: 13 / 12 / 2025م - 4:55 م

المستشار العوامي يروي قصته من ”التنمر“ إلى الاستشارية العالمية

جهات الإخبارية تصوير: مالك سهوي - القطيف

نسف المستشار الهندسي عدنان العوامي خرافة الارتباط الشرطي بين تراكم سنوات الخبرة والنجاح الوظيفي، مؤكداً أن التميز قرار عقلي وسلوك يومي يبدأ من اللحظة الأولى للعمل ولا ينتظر مرور عقد من الزمان ليتحقق.

جاء ذلك خلال محاضرة نظمتها غرفة الشرقية ممثلة بمجلس أعمال القطيف صباح الأربعاء بعنوان ”أساسيات الظهور والتميز في الحياة المهنية“، أدار حوارها المهندس حسين المقرن، وسط حضور من رجال الأعمال والمهنيين الباحثين عن تطوير أدواتهم القيادية.

واستهل العوامي المحاضرة بأسلوب غير تقليدي، مبتعداً عن لغة التنظير الأكاديمي، حيث استعرض ”ألبوم صور“ عائلياً يربط بين الجذور الشخصية والنجاح المهني.

وتحدث عن تأثير والده ”المرح والمحب للحياة“ في تكوين شخصيته، مشدداً على أن القائد الناجح ليس آلة عمل، بل إنسان يملك شبكة أمان عاطفي مع العائلة والأصدقاء، ويمارس هوايات تكسر الجمود، كاشفاً عن شغفه بـ ”ركوب الدراجات النارية“ وارتداء السترات الجلدية كجزء من التوازن بين صرامة الهندسة ومتعة الحياة.

وكشف العوامي حديثه عن تصنيفه طبياً ضمن ذوي الاحتياجات الخاصة لوجود صفائح معدنية في ساقه، واصفاً نفسه ساخراً بأنه يحمل ”سكراباً“ في جسده، لكنه رفض تحويل هذا التصنيف الطبي إلى إعاقة ذهنية تعيق مسيرته الدولية.

وقال: ”طبياً، أنا أصنف من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكنني أرفض تحويل هذا التصنيف إلى إعاقة ذهنية. لقد تعرضت للتنمر في طفولتي بسبب وزني، وقررت في سن ال 45 أن أغير حياتي وشكلي بالكامل. الإعاقة الحقيقية هي أن تقنع نفسك بالعجز“.

وتحدى العوامي الجمهور بسؤال تفاعلي حول ”عدد السنوات المطلوبة للنجاح“، لتأتي إجابته صادمة بأن النجاح لا يقاس بعداد السنوات، مستشهداً بقدرة موظف جديد على قيادة التغيير في ثلاثة أشهر مقابل فشل آخرين رغم خبرتهم الطويلة.

وحدد العوامي خمس ركائز لا تقبل التفاوض لبناء ”الصورة العامة“ للمحترف، تبدأ بالنظافة الشخصية الصارمة كخط أحمر في بيئات العمل المختلطة ومتعددة الثقافات.

وحذر المتحدث من فخ ”العبقري العبوس“، مشيراً إلى أن الشركات العالمية باتت تفضل الموظف الودود متوسط الكفاءة على العبقري المنعزل الذي يصدر طاقة سلبية لفريق العمل.

واعتبر العوامي أن المكتب الفوضوي يعكس للمسؤولين عقلاً مشتتاً وغير منظم، مشدداً على أن ترتيب بيئة العمل هو أولى رسائل الاحترافية التي يرسلها الموظف لإدارته.

وانتقد المستشار بشدة استخدام الشموع والفواحات المشتعلة في المكاتب بدعوى الأناقة، مؤكداً من منظور هندسي أن السلامة تأتي أولاً وأن هذه الممارسات تشكل خطراً لا يغتفر في المؤسسات.

ودعا العوامي إلى التخلص من ”إتيكيت العطور“ المزعج، ناصحاً بتطبيق ”قاعدة المصعد“ التي تمنع استخدام روائح نفاذة قد تخنق الزملاء أو تسبب لهم الحساسية في الأماكن المغلقة.

وشدد على ضرورة احترام ”بروتوكول المكان“ في اختيار الملابس، موضحاً أن ارتداء الزي الرسمي للمناسبات الاجتماعية داخل بيئات العمل الميدانية أو الفنية قد يقلل من هيبة المهني ومصداقيته.

وهاجم العوامي ظاهرة ”اغتيال الشخصية“ في المكاتب عبر النميمة ”الحش“، ناصحاً بقطع الطريق على أي ناقل للكلام بقاعدة صارمة مفادها أن ”من نقل لك، سينقل عنك“ حتماً.

واعتبر الانشغال بالهاتف الجوال أثناء الحديث المباشر مع الزملاء أو العملاء سقطة أخلاقية جسيمة، داعياً لقلب الشاشة والتركيز البصري الكامل كدليل على الاحترام والثقة.

واختتم أول مستشار غير أمريكي لجمعية اللحام الأمريكية حديثه بدعوة الخبراء إلى تأدية ”زكاة العلم“ عبر التواضع ودعم الجيل الجديد، مؤكداً أن الوصول للقمة مستحيل دون الاتكاء على سواعد الآخرين.