آخر تحديث: 13 / 12 / 2025م - 4:55 م

رسالة للملحدين الشرفاء

المهندس أمير الصالح *

يسخر البعض ممن ينتحلون مسمّى «ملحد» من الأديان السماوية ليل نهار؛ وبطرق سمجة ومقززة ومستفزة، وفيها مغالطات منطقية عدة، فضلًا عن الاستقواء بالملحد الأجنبي والتفاخر بما صنعه الأجانب للتهكّم على أتباع الأديان السماوية. ويروّج بعض أولئك الملحدين المحليين لأنفسهم على أنّ الحقيقة الوحيدة والناصعة هي ما توصّلت له عقولهم من إدراكات بناءً على سقوف معرفتهم وحدود استيعابهم، وما لا يتعارض مع شهواتهم ونزواتهم؛ ويلغون ويشطبون عقول الآخرين بشكل استبدادي وممنهج وسمج! ويُبدِع بعض الملحدين العرب في خلط الأوراق على ضحلي المعرفة وقليلي الاطلاع والبسطاء من القرّاء والسذج من الناس، والمتعرضين لصدمات حضارية، والمنبهرين بأسلوب حياة الآخرين، والناقمين على مجتمعاتهم. ويقدحون في الدين السماوي - بخاصة دين الإسلام - باتهامه زورًا بأنه ضد التطور، وضد المدنية، وضد حقوق المرأة والطفل.

في رأي البعض من أهل الموضوعية والتحليل الاجتماعي، إنّ مثل هذه السموم نافثة واستهزاء دائم تدلّ، فيما تدلّ، على وجود مشاعر حقد وتربص وانتقام؛ وأن نسخة هذا النوع من الملحدين هي نسخة بالية، وسقط متاع، وأسطوانة مشروخة، ووِزرٌ على الملحدين العقلاء من أهل الإنتاج والابتكار.

وشخصيًا، أطالب الملحدين العقلاء في الغرب والشرق بشجب وتقريع وشطب بعض الملحدين العرب من صفة «ملحد» إلى صفة أخرى؛ لأن بعض الملحدين العرب فشلوا في التعايش، وفشلوا في المساهمة بالإنتاج، وانتحلوا صفات أقرب إلى صفات أهل الإرهاب الفكري، والتحريض على الكراهية، والتحريض على المسالمين من الناس، والاستبداد بالرأي، وإغلاق باب الحوار الناضج وإلصاق الاتهامات بالآخرين وتوزيع الكراهية.

كما ابتُلي المسلمون والمسيحيون العقلاء في أرجاء المعمورة بمشكلة المتطرفين والمتشنجين والمحرضين ممن انتحلوا وينتحلون صفة التدين، ابتُلي الملحدون العقلاء بهكذا صنف رديء من الملحدين الأقزام.

العجيب الغريب، أنّ شابًا فاشلًا أو شبه فاشل، أو حاقد، أو ضحل المعرفة والاطلاع، أو محتقن اجتماعيًا، أو ناقم على منظومة اجتماعية معينة، يصبّ جامَّ حقده وتربصه بأناس معيّنين عبر التعرّض لدين سماوي عظيم كالإسلام؛ تارة بالتهكم، وتارة بالاستهزاء، وتارة بطرح تساؤلات مغرضة، وتارة بطرح شبهات تعجيزية، وتارة تقرّبًا عند أعداء الأديان …

أيها الملحدون الشرفاء في هذا العالم، طهّروا بيوتكم من الأغبياء والمرضى نفسيًا والحمقى ممن يتعرضون لأديان الآخرين بطرق فجة وغبية وسمجة. فكما يردع المتديّنون الصلحاءُ الطلقاءُ من أتباعهم، على الملحدين حاليًا والباحثين عن الحقيقة أن يُلجِموا صغار الملحدين من العابثين بالسلم العالمي. لقد انزعج الناس من ضوضاء الملحدين العابثة والمحرضين على طلاب الرزق الحلال في أرجاء المعمورة.

سؤال: ماذا قدّم الملحدون العرب المتهكمون على أبناء أعراقهم من أتباع الدين الإسلامي؟!

ونفس السؤال يوجَّه للعلمانيين الشرفاء في تهذيب أتباعهم من العلمانيين ومنتحلي صفة «علماني».

فالعقلاء يحترمون الملحدين الشرفاء الذين يغوصون في بحور البحث المنطقي الرصين بحثًا عن الحقائق دون التعدي على كرامة الآخرين، وتسمو معارفهم في ظل نقاش منطقي رصين مع الآخرين، وبعيدًا عن الشتم والسباب والاستفزاز.