آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 12:03 ص

«القمر العملاق» يزين ليل المملكة.. مشهد فلكي يسر الناظرين

جهات الإخبارية

تشهد سماء المملكة العربية السعودية والعالم العربي، مساء اليوم، حدثاً فلكياً مميزاً يتمثل في سطوع ”القمر العملاق“ الثالث والأخير لهذا العام، حيث يظهر بحجم ظاهري أكبر بنسبة تصل إلى 8% وإضاءة أشد بنحو 16% مقارنة بالبدر المعتاد، في مشهد ليلي أخاذ يزين الأفق الشرقي ويوفر فرصة مثالية للرصد والتصوير الفلكي.

وأوضحت الجمعية الفلكية بجدة أن القمر سيشرق فور غروب الشمس مكتسياً بلون وردي أو برتقالي لافت، نتيجة تشتت الضوء في الغلاف الجوي للأرض الذي يفلتر الأطوال الموجية الزرقاء ويسمح بمرور الطيف الأحمر، في ظاهرة فيزيائية تحاكي مشهد الشفق الأحمر عند الغروب.

وبيّن المهندس ماجد أبو زاهرة أن هذا التوهج الاستثنائي يعود لوصول القمر إلى نقطة ”الحضيض“ في مداره، حيث تقل المسافة بينه وبين كوكب الأرض لتصل إلى حوالي 357,219 كيلومتراً، ما يمنحه لقب ”القمر العملاق“ وفقاً للتصنيفات الفلكية المعتمدة.

وأشارت التقديرات الفلكية إلى أن اكتمال البدر سيبلغ ذروته عند الساعة 02:14 فجر يوم الجمعة 5 ديسمبر بتوقيت مكة المكرمة، حيث يقف القمر في مواجهة تامة للشمس بزاوية 180 درجة، كاشفاً عن كامل تضاريسه المشعة أمام الراصدين.

نوهت الجمعية إلى أن التأثيرات المصاحبة لهذا الاقتراب الفلكي تظل محدودة وآمنة، وتقتصر بشكل رئيسي على ظاهرة ”المد العالي الحضيضي“ في البحار والمحيطات، نافيةً وجود أي تأثيرات على توازن الطاقة الداخلية للكوكب أو التسبب في كوارث طبيعية كما يشاع.

أكد الخبراء أن التوقيت الحالي يعد مثالياً لاستخدام المناظير والتلسكوبات الصغيرة لرصد الفوهات الإشعاعية البارزة على سطح القمر، مثل فوهة ”تيخو“ التي تمتد خيوطها المضيئة لمئات الكيلومترات، نظراً لتعامد أشعة الشمس الذي يبرز التفاصيل الطبوغرافية بوضوح.

دعا الفلكيون هواة التصوير إلى استغلال الفرصة وتوثيق الحدث باستخدام الكاميرات الرقمية أو الهواتف الذكية المثبتة، للحصول على لقطات احترافية تبرز جمالية القمر العملاق قبل أن يبدأ شروقه بالتأخر تدريجياً في الأيام المقبلة وصولاً لطور التربيع الأخير.