آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 12:03 ص

ارفع رأسك للسماء: اقتران نادر يزين ليلتكم حتى الفجر.. إليك التفاصيل

جهات الإخبارية

تتحول سماء الوطن العربي مساء اليوم الأربعاء، 3 ديسمبر 2025، إلى مسرح كوني مفتوح يعرض واحدة من أجمل اللوحات الفلكية لهذا العام، حيث يضرب القمر الأحدب موعداً للاقتران بعنقود الثريا النجمي في مشهد يستمر حتى فجر الغد.

وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن هذا الحدث يمثل فرصة استثنائية للرصد، حيث يظهر القمر مرتفعاً في السماء مرافقاً لـ ”الشقيقات السبع“، وهو اللقب الذي أطلقه العرب قديماً على هذا العنقود المتلألئ.

ونبهت الجمعية إلى أن التلوث الضوئي في المدن قد يحجب بريق الثريا عن العين المجردة، ناصحةً المهتمين باستخدام المناظير لرؤية النجوم بوضوح إلى جانب القمر، وتوثيق التفاصيل الدقيقة لهذا التلاقي السماوي.

ويعد عنقود الثريا حاضنة نجمية ضخمة تضم قرابة 500 نجم، تشكلت جميعها من سحابة غازية واحدة قبل نحو 100 مليون سنة، مما يجعلها ”نجوماً رضيعة“ بمقاييس الزمن الكوني مقارنة بعمر شمسنا البالغ 4.6 مليار سنة.

وكشفت أحدث قياسات تلسكوب ”هابل“ أن هذا العنقود يسبح في الفضاء على مسافة تتراوح بين 430 و 445 سنة ضوئية من كوكب الأرض، مما يمنح الضوء الواصل إلينا منها بعداً زمنياً ومكانياً سحيقاً.

وارتبطت الثريا تاريخياً بالموروث العربي كاختبار لحدة البصر، حيث كان تمييز سبعة نجوم أو أكثر دليلاً على قوة النظر، في حين يمكن للتلسكوبات الحديثة رصد ما يصل إلى 10 نجوم في ظل ظروف جوية مثالية.

وأفاد أبو زاهرة بأن تقنيات التصوير بالتعريض الطويل ستكون كفيلة بإظهار السدم الزرقاء المحيطة بالنجوم، وهي بقايا الغبار الكوني الذي وُلدت منه، مما يضفي بعداً فنياً ساحراً على الصور الملتقطة.

وأشارت التقديرات الفلكية إلى أن ترابط نجوم الثريا الحالي بفعل الجاذبية هو وضع مؤقت، حيث ستتفكك هذه العناقيد المفتوحة تدريجياً وتتباعد نجومها عبر ملايين السنين لتسبح منفردة في المجرة.

ودعت الجمعية هواة التصوير والفلك لاغتنام هذه الليلة لتوثيق القمر والثريا في إطار واحد، معتبرة أن الجمع بين الجرمين يوفر لقطات نادرة تمزج بين الدقة العلمية والجمال الطبيعي.