آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 9:11 ص

كيف تسببت الشمس في أكبر أزمة تشغيلية لطائرات «إيرباص» اليوم؟

جهات الإخبارية

استيقظ قطاع الطيران العالمي اليوم، السبت، على وقع اضطرابات تشغيلية غير مسبوقة، إثر تحذير عاجل من شركة ”إيرباص“ يلزم شركات الطيران بإجراء تحديثات برمجية فورية لطائرات عائلة A320 لتلافي خلل تقني يتأثر بالإشعاع الشمسي، مما أجبر الناقلات الجوية حول العالم، بما فيها الشركات السعودية والخليجية، على إعادة جدولة رحلاتها لضمان سلامة الأجواء.

ووصف خبراء الملاحة الجوية هذا الحدث بأنه الاستدعاء الفني الأضخم في تاريخ الصانع الأوروبي، حيث يطال الخلل أكثر من نصف أسطول A320 العامل عالمياً، والذي يقدر إجمالياً بنحو 11300 طائرة، مما يضع آلاف الرحلات الجوية في مهب التأجيل أو الإلغاء.

وتستلزم المعالجة التقنية استبدال البرمجيات الحالية بنسخ محدثة، وهي عملية دقيقة قد تستغرق بضع ساعات في غالبية الطائرات، بينما حذرت مصادر مطلعة من أن نحو ألف طائرة قد تحتاج إلى عمليات صيانة معقدة تمتد لأسابيع قبل عودتها للخدمة.

وشددت وكالة سلامة الطيران الأوروبية على أن ”إيرباص“ أخطرتها رسمياً بتفاصيل الخلل، مؤكدة أنه رغم بساطة الإجراء الفني، إلا أنه شرط إلزامي لا يقبل التهاون قبل السماح لأي طائرة من الطراز المتأثر بالتحليق مجدداً.

وأقرت الوكالة الأوروبية بأن هذه التحديثات الإلزامية ستلقي بظلالها الثقيلة على جداول الرحلات وتتسبب في إزعاج ملموس للمسافرين، مشددة في الوقت ذاته على أن معايير السلامة والأمان تأتي في مقام الأولويات القصوى ولا يمكن المساومة عليها.

وفي المملكة العربية السعودية، استنفرت الناقلات الوطنية طواقمها الفنية للتعامل مع الأزمة، حيث أكدت ”الخطوط السعودية“ شروعها الفوري في مراجعة التحديثات وتقييم أثرها التشغيلي، متعهدة بإبلاغ المسافرين بأي تغييرات طارئة لحظة حدوثها.

ومن جانبها، أوضحت شركة ”طيران ناس“ أن الإجراءات البرمجية الجارية قد تفرض بعض التأخيرات المحدودة على جداولها، مؤكدة التزامها الشفافية الكاملة في إخطار ضيوفها بالمستجدات عبر قنواتها الرسمية المعتمدة.

وسابقت شركة ”طيران أديل“ الزمن لتقليل الأثر على المسافرين، معلنة أن فرقها الفنية تعمل على مدار الساعة لإنجاز التعديلات المطلوبة، بهدف استعادة النسق الطبيعي للعمليات التشغيلية بحلول يوم غدٍ الأحد 30 نوفمبر 2025.

وعلى الصعيد الخليجي، انخرطت ”الخطوط الجوية الكويتية“ وهيئة الطيران المدني الكويتي في تنفيذ التحديثات الإلزامية بالتنسيق المباشر مع المصنع، مع الإقرار بوجود تأخيرات محتملة تصب في مصلحة تعزيز السلامة التشغيلية للأسطول.

وأقرت شركات طيران كبرى في المنطقة، بما فيها ”طيران الإمارات“، بتلقيها التوجيهات الرسمية، مشيرة إلى أن عمليات إعادة المعايرة البرمجية ستزيد من الوقت اللازم لتجهيز الطائرات، مما قد يربك مواعيد الإقلاع المجدولة مسبقاً.

وتواجه شركات الطيران تحدياً لوجستياً ضخماً للتواصل مع عشرات الآلاف من المسافرين المتأثرين عبر الرسائل النصية والبريد الإلكتروني، مع تقديم خيارات بديلة للحجز وامتصاص غضب الركاب الناتج عن هذا الظرف القهري.

وتعتبر طائرات A320 العصب الحيوي لشركات الطيران الاقتصادي والتجاري حول العالم بأسطول يتجاوز 6400 طائرة من الطراز الأساسي، مما يجعل أي توقف مفاجئ لها بمثابة شلل جزئي لشبكة النقل الجوي الدولية.

واتفقت جميع البيانات الصادرة عن شركات الطيران على رسالة موحدة مفادها أن أي تأخير زمني، مهما بلغت تكلفته المادية أو المعنوية، يظل ضرورة حتمية لضمان أعلى معايير الأمان وسلامة الأرواح في السماء.