تنظيم الغلاف الجوي يعاند التوقعات.. لماذا شحت الأمطار هذا الموسم؟
كشف الباحث في علم المناخ والعضو المؤسس لجمعية الطقس والمناخ، عبدالله العصيمي، عن الأسباب العلمية الكامنة وراء تأخر هطول الأمطار في معظم مناطق المملكة هذا الموسم واقتصارها على حالات محدودة.
وأرجع ذلك إلى طبيعة تنظيم الغلاف الجوي وتمركز المنخفضات الجوية حالياً فوق القارة الأوروبية وشمال أفريقيا، داعياً إلى اعتماد منهجية تحليلية شاملة للخرائط الجوية بدلاً من الاعتماد الحصري على خرائط الأمطار المتغيرة.
وأوضح العصيمي أن السبب الرئيس لما تشهده المنطقة من شح في الحالات المطرية يعود - بعد مشيئة الله - إلى الديناميكية الحالية للغلاف الجوي التي تجذب الكتل الهوائية والمنخفضات نحو العروض الشمالية.
وأشار إلى أن استمرار تأثير هذه المنخفضات العميقة على دول أوروبا وشمال أفريقيا ينعكس بشكل سلبي ومباشر على مسار الأخاديد الجوية المؤثرة على الجزيرة العربية، مما يضعف فرص الهطولات المطرية الشاملة.
وبين أن هذه الوضعية الجوية تجعل الحالات المطرية - إن وجدت - تتسم بالمحدودية الجغرافية والتفرق، وتفتقر إلى الشمولية والقوة المعتادة في مثل هذا الوقت من العام.
وشدد العصيمي في تحليله للموقف على ضرورة أن يتحلى المتابعون والمهتمون بالوعي الكافي لقراءة الخرائط الجوية بأسلوب علمي يربط بين مختلف العناصر المناخية، وعدم الاكتفاء بالنظرة القاصرة لخرائط الأمطار الآنية.
وحذر من أن الاعتماد فقط على خرائط التوقعات المطرية الملونة قد يعطي انطباعات خاطئة، مؤكداً أن الفهم العميق لحركة الرياح والضغوط الجوية هو المفتاح الحقيقي لاستيعاب طبيعة التغيرات المناخية المتوقعة بدقة.
وأكد على أن فهم هذه المنظومة المناخية المعقدة يفسر علمياً أسباب تذبذب المواسم المطرية، ويضع حداً للتكهنات غير المبنية على أسس فيزيائية حول تأخر الغيث.













