آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 9:11 ص

اكتشاف فلكي.. جرم ”أمونيت“ يدور حول الشمس كل 4000 عام

جهات الإخبارية

أعلنت الجمعية الفلكية بجدة عن رصد جرم جليدي ناءٍ أُطلق عليه اسم ”أمونيت“ ”2023“، يقع خلف مدار نبتون ويحتاج إلى 4 آلاف عام لإتمام دورة واحدة حول الشمس.

ويعد هذا الجرم بمثابة ”أحفورة حية“ احتفظت بمدار مستقر منذ 4.5 مليار سنة، مما يقدم دلائل حاسمة حول نشأة المجموعة الشمسية، واحتمالية وجود الكوكب التاسع الغامض، أو مرور نجوم زائرة في العصور السحيقة.

وكشف المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، عن تفاصيل هذا الاكتشاف الذي يمثل نافذة نادرة تطل على المناطق المجهولة والبعيدة في نظامنا الشمسي.

وأوضح أبو زاهرة أن الجرم الجديد ينضم إلى فئة العوالم المتجمدة شديدة العزلة، حيث يبعد في أقرب نقطة له عن الشمس نحو 66 وحدة فلكية، وهو ما يعادل ضعف المسافة الفاصلة بين كوكب نبتون والشمس.

ويتميز ”أمونيت“ بمدار بيضاوي هائل الامتداد يصل متوسط بعده إلى 252 وحدة فلكية، مما يجعله واحداً من أبطأ الأجرام السماوية حركةً وأكثرها برودة وهدوءاً في الفضاء السحيق.

ولم يكن هذا الاكتشاف وليد رصد لحظي، بل جاء ثمرة تحليل دقيق لبيانات تراكمت على مدار 19 عاماً من مراصد عالمية مرموقة، شملت تلسكوب سوبارو ومرصد كندا - فرنسا - هاواي، وكاميرا DECam.

وأثبتت التحليلات أن مدار هذا العالم الجليدي حافظ على استقراره لأكثر من 4.5 مليار سنة، مما دفع العلماء لتلقيبه بـ ”حفيد النظام الشمسي القديم“ نظراً لاحتفاظه ببصمة مدارية تعود لحقبة تشكل الكواكب.

ويشكل ”أمونيت“ استثناءً غريباً مقارنة بنظرائه من فئة ”السيدنويدات“ مثل الجرم ”سيدنا“، إذ يتخذ مساراً معاكساً لمدارات تلك الأجرام، ليملأ بذلك فجوة بحثية ظلت تحير العلماء لسنوات طويلة.

ويثير هذا الاختلاف المداري الجذري تساؤلات عميقة حول القوى الجاذبية المجهولة التي شكلت مساره عبر مليارات السنين، خاصة تلك الأحداث التي رافقت المراحل المبكرة من عمر النظام الشمسي.

وترجح المحاكاة العلمية أن الجرم كان منسجماً في السابق مع بقية الأجرام قبل أن ينحرف تدريجياً، مما قد يشير إلى تأثيرات جاذبية ناتجة عن مرور نجم قريب بالنظام الشمسي في الماضي السحيق.

وتفتح دراسة خصائص ”أمونيت“ الباب واسعاً أمام تقديم قيود أكثر دقة حول فرضية وجود ”الكوكب التاسع“ الغامض، الذي يُعتقد أن جاذبيته الخفية هي المحرك خلف اضطراب مدارات الأجرام البعيدة.

كما تسهم البيانات المستخلصة في إعادة بناء السيناريوهات الديناميكية التي شهدها النظام الشمسي في مهده، مما يعزز الفهم البشري لتطور الكواكب وتوزيع الأجرام الصغيرة في الحواف الخارجية.

واختتم أبو زاهرة حديثه بالتأكيد على أن هذا الاكتشاف يعزز القناعة بوجود عوالم أخرى لم تكتشف بعد، وأن المسوحات المستقبلية والنماذج المتطورة ستكشف المزيد من أسرار بداياتنا الكونية.