آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 9:11 ص

عندما تتحول ”مخلفات“ النخيل إلى فن.. بو جبارة تعيد تعريف السعف

جهات الإخبارية انتصار آل تريك - تصوير: حسن الخلف - الأحساء

قدمت الفنانة التشكيلية مريم بو جبارة تجربة بصرية متفردة في النسخة الثانية من معرض ”عِذق“، دامجة ببراعة بين دقة المدرسة الواقعية وجماليات الفن التأثيري، لتصيغ سردية لونية تحتفي بالنخلة كأيقونة ثقافية وتبرز تفاصيلها الدقيقة التي تغيب عادة عن العين العابرة.

واعتمدت بو جبارة في عملها الأول على أسلوب الرسم الواقعي الدقيق باستخدام ألوان الأكريليك، مركزة عدستها الفنية على جزء محدد من غصن النخلة، في محاولة لإبراز التدرجات اللونية المعقدة بين العنابي والبيج والأخضر، مما منح العمل نبضاً حياً يعكس عظمة الإبداع الرباني في تفاصيل الطبيعة.

وأوضحت الفنانة أن هذا التوجه نحو ”التشريح البصري“ للغصن نابع من فلسفة ترى في النخلة كائناً بصرياً ثرياً يتجاوز رمزيته الزراعية، مؤكدة أن جماليات هذا الكائن تتجلى بوضوح عند التأمل العميق في ملامحه الصغيرة وتكويناته الهندسية واللونية البديعة.

وانتقلت الفنانة في عملها الثاني إلى فضاء المدرسة التأثيرية لتسلط الضوء على موروث ”الخوص“ والسعف المجفف، مستعيدة تاريخاً عريقاً من الحرف اليدوية التي حولت خامات البيئة المحلية إلى قطع نفعية وجمالية لازمت البيت الأحسائي وشكلت جزءاً أصيلاً من هويته.

وعززت مشاركتها بعرض نموذج ملموس لقطعة ديكور منسوجة يدوياً من الخوص، دامجة بذلك بين اللوحة التشكيلية والفن التطبيقي لتؤكد العلاقة العضوية المتينة بين العمل الفني الحديث والموروث الشعبي الذي يعاد تشكيله بروح عصرية.

ونجحت هذه المشاركة، التي تحتضنها جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، في فتح نافذة تجمع بين الإبداع التشكيلي والذاكرة التراثية، مقدمة للجمهور قراءة معاصرة تعيد الاعتبار لجماليات النخلة ومنتجاتها في مشهد فني يوثق هوية الواحة.