آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 11:21 ص

لماذا وضع الأجداد ”الدبس“ في علب الحليب؟ لوحات فنية تكشف السر

جهات الإخبارية انتصار آل تريك - تصوير حسن الخلف - الأحساء

وثّق الفنان التشكيلي جميل البطيان التحولات الاجتماعية والثقافية المرتبطة بمنتج ”الدبس“ الأحسائي، عبر مشاركته بلوحتين فنيتين في النسخة الثانية من معرض ”عذق“ المقام بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالأحساء، مقدماً سرداً بصرياً يربط الماضي بالحاضر.

وجسد البطيان في لوحته الأولى الذاكرة الشعبية القديمة لحفظ الدبس، مستعيداً مشهد استخدام ”علب الحليب“ المعدنية الفارغة التي كانت تُستخدم قديماً كوسيلة ذكية لحماية الدبس من الحشرات والقوارض، وكيف كان يُقدم كرفيق دائم للقهوة السعودية.

وانتقل الفنان في لوحته الثانية ليرصد التطور الزمني المتسارع في أساليب التقديم، موثقاً انتقال الدبس من المجالس التقليدية و”الكوفية“ القديمة إلى موائد العصر الحديث بأوانيها الفاخرة، مع التأكيد بصرياً على بقاء طعمه الأصيل رغم تغير الأواني.

واعتمد التشكيلي في تنفيذ أعماله على ألوان ”الأكريليك“ لخدمة فكرته، حيث طغت الألوان التراثية الدافئة والعاتقة على اللوحة الأولى لتعميق الإحساس بالقدم، بينما انفجرت اللوحة الثانية بألوان زاهية ومعاصرة لتعكس روح الزمن الحالي وتطوره.

وأوضح البطيان في حديثه لصحيفة ”جهات الإخبارية“ أن الدبس ليس مجرد مادة غذائية، بل هو موروث ثقافي يربط الأجيال، مؤكداً أن الفن التشكيلي يمتلك القدرة على توثيق هذه التفاصيل الحياتية الدقيقة وحمايتها من الاندثار في ذاكرة المجتمع.

وحظيت الأعمال المعروضة باهتمام واسع من زوار المعرض، حيث نجح الفنان في تحويل مادة ”الدبس“ من منتج زراعي إلى قيمة فنية وجمالية، مبرزاً مكانته الراسخة في الهوية الأحسائية وقدرته على إلهام المبدعين في مختلف العصور.