آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 11:21 ص

أنفلونزا كادت تفتك بـ «وحيد أمه».. ومضخة صناعية تكتب له عمراً جديداً

جهات الإخبارية

كشف استشاري جراحة القلب الدكتور محمد الرشيدان عن تفاصيل قصة إنسانية مؤثرة رافقت عملية جراحية دقيقة لإنقاذ شاب سعودي من موت محقق، بعد تعرضه لفشل حاد ومفاجئ في عضلة القلب وهو في التاسعة عشرة من عمره.

وبدأت فصول المعاناة، وفقاً لرواية ”الرشيدان“، بإصابة الشاب بالتهاب فيروسي ناتج عن الإنفلونزا الموسمية، إلا أن الفيروس تسبب في مضاعفات خطيرة أثرت بشكل مباشر على عضلة القلب، مما أدى إلى فشلها التام ودخول المريض في مرحلة صحية حرجة.

واستدعت الحالة المتدهورة تحويل الشاب فوراً إلى مدينة الملك فهد الطبية، حيث كان يعيش بالكامل على أجهزة التنفس الاصطناعي والأدوية الداعمة للحياة في العناية المركزة، وسط تضاؤل كبير في فرص النجاة بالطرق التقليدية.

وتضاعفت المسؤولية الإنسانية والنفسية على الفريق الطبي والجراح المعالج، بعدما تبين أن هذا الشاب هو ”الابن الوحيد“ لوالديه اللذين عانيا سنوات طويلة من مشاكل تأخر الإنجاب، مما جعل الموقف مشحوناً بعواطف الأم التي انهارت باكية وهي تناشد الطبيب التمسك بأمل النجاة الأخير.

وأكد ”الرشيدان“ أنه دخل غرفة العمليات وهو يدرك أنه لا يتعامل مع ملف طبي لمريض فحسب، بل يحمل بين يديه مصير أسرة بأكملها وقصة إنسانية معقدة، مما وضع عليه ضغطاً نفسياً هائلاً استدعى أعلى درجات التركيز والثبات الانفعالي.

وخاض الفريق الطبي سباقاً مع الزمن داخل غرفة العمليات لزراعة مضخة صناعية تعوض الفشل العضلي للقلب، في ظل تحديات طبية عصيبة واجهت الجراح، تمثلت في هبوط حاد بضغط المريض وتعرضه لنزيف مفاجئ كاد ينهي المحاولة.

وتكللت التدخلات الجراحية بالنجاح بفضل الله ثم كفاءة الطاقم الطبي، حيث تجاوز الشاب مرحلة الخطر واستعاد عافيته تدريجياً، ليغادر أسوار المستشفى عائداً إلى حياته الطبيعية ومكملاً مسيرته الدراسية.

واختتم الدكتور الرشيدان القصة بمشهد الوفاء، مؤكداً أن تواصله مع الأسرة لم ينقطع، حيث تحول من طبيب معالج إلى ضيف شرف، حينما تلقى دعوة لحضور حفل زفاف الشاب بعد تخرجه من الجامعة، لتصبح هذه الحالة ذكرى خالدة في مسيرته المهنية.