آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 11:57 ص

غياب ”ثقافة الشكر“ لدى الأبناء يحوّل الوالدين إلى ”مقدمي خدمات“ بلا تقدير

جهات الإخبارية

حذر الأخصائي النفسي الإكلينيكي، أحمد آل سعيد، من تنامي ظاهرة سلوكية مقلقة داخل الأسر، تتمثل في غياب ”ثقافة الامتنان“ لدى شريحة واسعة من الأبناء.

وأشار إلى أنه بات التعامل مع تضحيات الآباء وخدماتهم كحقوق مكتسبة ومسلمات لا تستدعي الشكر أو الثناء، مما ينذر بخلق جيل فاقد للمهارات الاجتماعية العاطفية الأساسية في التعامل مع أقرب الناس إليه.

ورصد آل سعيد شكاوى متكررة ومتزايدة من قبل أولياء الأمور حول جحود الأبناء وعدم تقديرهم للجهود المبذولة لأجلهم، مشيراً إلى أن المشكلة تكمن في الخلط بين ”الواجب“ و”الذوق“.

وقال بينما يُعد توفير الرعاية واجباً أبوياً، فإن التعبير عن الشكر هو سلوك تربوي وثقافي يجب غرسه، وليس انتظار حدوثه بشكل تلقائي وعفوي.

وأوضح المختص النفسي أن خطورة هذا السلوك تتجاوز مجرد غياب كلمة ”شكراً“، لتصل إلى ترسيخ قناعة لدى الابن بأن والديه مجرد أدوات لتلبية الرغبات، حيث يتم تنفيذ الطلبات وتوفير الاحتياجات المادية واللوجستية دون أن يقابلها أي رد فعل عاطفي أو لفظي ينم عن التقدير، وكأن الأمر يتم ”من وراء الأنف“ كواجب قسري.

وشدد على ضرورة أن ينتبه الآباء لهذا المنزلق التربوي، مؤكداً أن تقديم الابن ك ”متلقٍ دائم“ للخدمات والهدايا دون تعليمه أبجديات الشكر والثناء لمن قدمها له، يساهم في بناء شخصية اتكالية وأنانيّة لا تدرك قيمة العطاء، وتتعامل مع المحيطين بها باستعلاء غير مبرر أو برود عاطفي.

وأكد على أن العلاقة الأسرية السوية لا تقوم فقط على تأدية الواجبات المادية، بل تحتاج إلى التبادل العاطفي والتقدير اللفظي لضمان استمراريتها بصحة نفسية جيدة، داعياً إلى عدم الاستهانة بكلمات الشكر البسيطة التي تعيد توازن العلاقة بين المربي والمتربي وتمنع تحول الآباء إلى مجرد موظفين في حياة أبنائهم.