غياب الشعور بالعطش يهدد كبار السن بفشل كلوي صامت
حذّر استشاري أمراض الكلى الدكتور سعيد الشهيب من خطر صامت يهدد سلامة الكليتين لدى فئة واسعة من كبار السن، خاصة أولئك الذين تجاوزوا سن الخامسة والسبعين.
وبين أن التغييرات الفسيولوجية المرتبطة بالتقدم في العمر تؤدي إلى ضعف استجابة مراكز التنظيم في الدماغ، مما يضعف الشعور بالعطش ويجعل الجسم في حالة جفاف دون أن يدرك الشخص حاجته الماسة للماء.
وأوضح الاستشاري أن هذه المعضلة الصحية تزداد تعقيداً وخطورة لدى المرضى الذين يعانون من اضطرابات إدراكية مثل الزهايمر، حيث تتداخل المشكلات الذهنية مع الإشارات الحيوية للجسم، مما يفقدهم القدرة على طلب الماء أو تذكر مواعيد شربه، ليصبحوا بذلك عرضة لتدهور سريع في وظائف الكلى الحيوية التي تعتمد بشكل كلي على الترطيب المستمر لتعمل بكفاءة.
وفي سياق متصل بسلوكيات بعض المرضى، كشف الدكتور الشهيب عن ممارسات خاطئة يقع فيها الرجال المصابون بتضخم البروستاتا، حيث يلجأ الكثيرون منهم إلى تقليل شرب السوائل بشكل متعمد تجنباً للإحراج الاجتماعي أو الرغبة في تقليل عدد مرات التبول، وهو ما يدخلهم في دوامة من الجفاف والتهابات المسالك البولية التي قد تنتهي بضرر مزمن في وظائف الكلى.
ولفت الشهيب الانتباه إلى أن مخاطر الجفاف لا تقتصر فقط على التغييرات العمرية، بل تمتد لتشمل ظروفاً حياتية أخرى كالسفر الطويل والأنشطة البدنية الخارجية في الأجواء الحارة.
وشدد على أن الجفاف المتقطع قد يكون المسمار الأول في نعش صحة الكلى، لا سيما لدى المصابين بأمراض مزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، مما يستدعي تبني استراتيجيات وقائية صارمة لتذكير كبار السن بشرب الماء بانتظام لضمان استمرار عمل أعضائهم الحيوية.
