اكتشاف كوكب ”جحيمي“.. يدور حول نجمه في 5 ساعات وسطحه حمم منصهرة
كشف رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبوزاهرة، عن اكتشاف علمي لافت لعلماء الفلك، يتمثل في رصد كوكب جديد فائق التطرف خارج المجموعة الشمسية، يحمل اسم TOI-2431 b, ويُصنف كأحد أغرب العوالم المكتشفة قسوة حتى الآن.
وأوضح أبوزاهرة أن هذا العالم الصخري، الذي يقارب حجمه 1.5 مرة حجم الأرض، يدور حول نجمه بسرعات قياسية، مكملاً دورة كاملة خلال 5.37 ساعة فقط، وهو ما يعادل إتمامه 1600 دورة في سنة أرضية واحدة.
ويقع الكوكب على مسافة شديدة القرب من نجمه، تقدر بـ 940 ألف كيلومتر فقط، وهي مسافة أقرب بثلاث مرات من المسافة بين الأرض والقمر.
ونتيجة لهذا القرب، يتعرض الكوكب لقوى مدّية هائلة يُعتقد أنها تشوه شكله الكروي المعتاد ليصبح أقرب إلى هيئة البيضة.
وعلى سطحه، تصل درجات الحرارة إلى جحيم حقيقي يبلغ 1727 درجة مئوية. وهذه الحرارة كافية لصهر الصخور والمعادن، محولةً سطح الكوكب إلى محيط واسع من الحمم المنصهرة، ليصبح واحداً من أكثر الكواكب حرارة في الكون المعروف.
وبيّنت القياسات أن الكوكب كثيف جداً «9.4 غرام/سم³»، وبكتلة تصل إلى 6.2 مرات كتلة الأرض. ويشير ذلك إلى تركيب غني بالمعادن الثقيلة ونواة معدنية ضخمة، قد تكون أشد تطرفاً من نواة كوكب عطارد المعروف بكثافته.
وتشير النماذج الحاسوبية إلى أن مصير هذا الكوكب محتوم، فمداره غير مستقر ويفقد طاقته تدريجياً. ويتوقع العلماء أن يواصل اقترابه من نجمه حتى يبتلعه بالكامل خلال مدة تقدر بنحو 31 مليون سنة.
وتم هذا الاكتشاف عبر مرصد ”تيس“ «TESS» التابع لوكالة ناسا، ودعمته تلسكوبات أرضية. ويقدم هذا العالم الفريد فرصة للباحثين لفهم حدود بقاء الكواكب في الظروف القاسية قرب نجومها، ودراسة مصير العوالم التي تقترب من نهايتها.













