اشتراط «الأحادية اللونية» يفجر طاقات 39 فناناً في مشروع الرامس
دشن الفنان التشكيلي منير الحجي، مساء الخميس، فعاليات المعرض الفني ”أبيض وأسود“ في نسخته الرابعة، الذي تحتضنه صالة ”أجدان“ بمبنى المركز الثقافي في مشروع الرامس بوسط العوامية.
ونجح المعرض في جمع تسعة وثلاثين فناناً وفنانة من نخبة تشكيليي المنطقة تحت سقف واحد، حيث قبلوا التحدي الفني بالتخلي عن صخب الألوان والاعتماد كلياً على درجات الأبيض والأسود لإبراز المشاعر الإنسانية والمهارات التقنية الدقيقة في التظليل والتكوين.
وجاء الافتتاح وسط حضور لافت من النخبة المثقفة ومتذوقي الفنون البصرية، في حدث يُعيد الاعتبار لجماليات التباين اللوني المجرد ويحتفي بجوهر التكوين الفني بعيداً عن صخب الألوان.
وجاء انطلاق هذا المحفل الفني ثمرة تعاون استراتيجي بين جماعة الفن التشكيلي بالقطيف ونادي ”آرت سما“ للفنون البصرية، وبالشراكة مع مشروع الرامس، ليشكل تظاهرة ثقافية تهدف إلى إبراز المهارات التقنية العالية للفنانين المشاركين.
وأكد القائمون على المعرض أن النسخة الرابعة تأتي تتويجاً لنجاحات النسخ السابقة، مستهدفة خلق مساحة حوار بصري تعتمد على ثنائية الأبيض والأسود لإيصال رسائل فنية عميقة.
أشار الدكتور كامل الجمري إلى أن هذا التجمع الفني لا يقتصر فقط على العرض، بل يمثل منصة تفاعلية تجمع رواد الفن بجيل الشباب، مما يعزز من تبادل الخبرات ويثري المشهد التشكيلي في المنطقة.
ويضم المعرض الذي يستمر حتى السابع عشر من نوفمبر 2025، مجموعة واسعة من الأعمال التي تنوعت مدارسها بين الواقعية والتجريدية والسريالية، إلا أنها توحدت تحت سقف التقنية الأحادية.
ونجح الفنانون في تطويع خامات الرصاص والفحم والأحبار لتوليد طاقة تعبيرية هائلة، مما يعكس نضجاً فنياً وقدرة على استنطاق الجمال من أبسط الأدوات وأكثرها تعقيداً في آن واحد.
وفي كلمته خلال جولة الافتتاح، أعرب الفنان منير الحجي عن بالغ سعادته بهذا الحراك الفني المتصاعد، مشيداً بالمستوى الاحترافي للأعمال المعروضة التي تعكس نضج التجربة الفنية في المحافظة.
وأبدى الفنان الحجي إعجابه بالمستوى المتصاعد للأعمال المعروضة، لافتاً إلى أن اختيار ”الأبيض والأسود“ يعكس جرأة فنية وثقة عالية بالنفس لدى المشاركين.
وأكد الحجي في سياق حديثه أن فلسفة المعرض القائمة على الثنائية اللونية تضع الفنان أمام اختبار حقيقي لقدراته في تطويع الضوء والظل لإيصال رسالته.
وبين أن هذا الأسلوب يكشف بوضوح عن مكمن القوة في العمل الفني دون مواربة، مشيداً في الوقت ذاته بالدور الحيوي الذي يلعبه مشروع الرامس كحاضنة ثقافية وسياحية تساهم بفعالية في تنشيط الحركة الفنية في محافظة القطيف.
وتضمنت القائمة المشاركة في هذه النسخة أسماء لامعة وتجارب واعدة الذين قدموا رؤى بصرية تنوعت بين الواقعية والتجريدية والسريالية.
ويعكس هذا التنوع الكبير في الأساليب، رغم وحدة القالب اللوني، قدرة الفنان المحلي على التجدد والابتكار، وهو ما يهدف إليه المنظمون من خلال استمرار هذه السلسلة من المعارض النوعية التي تسلط الضوء على جوانب فنية تخصصية دقيقة.
ويفتح المعرض أبوابه يومياً لاستقبال الزوار والمهتمين في ”صالة أجدان“ بوسط العوامية، موفراً مساحة للتفاعل المباشر بين الجمهور والفنانين.
ويمثل هذا التجمع الفني دعوة مفتوحة للمجتمع لاستكشاف كيف يمكن للونين فقط أن يجسدا آلاف المعاني، مؤكداً الدور الريادي الذي تلعبه الشراكات الفنية بين جماعة الفن التشكيلي بالقطيف ونادي آرت سما ومشروع الرامس في تنشيط السياحة الثقافية واحتضان المواهب الوطنية وتقديمها بشكل يليق بمكانة الفن السعودي.

































