آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 2:41 م

الخاطر للأسر: غيّروا أدواركم قبل فوات الأوان.. ”جيل ألفا“ لا ينتظر

جهات الإخبارية تصوير: هشام الأحمد - صفوى

حذر الدكتور عباس الخاطر من أن المجتمعات تقف اليوم على أعتاب ثورة اجتماعية غير مسبوقة تتجاوز في تأثيرها الجانب التقني المحض.

وأكد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة وظيفية، بل أصبح شريكاً مؤثراً في صياغة السلوك البشري وتشكيل منظومة القيم الأسرية، مما يفرض ضرورة ملحة لإعادة تعريف أدوار الآباء والأمهات لردم الفجوة المتسعة مع الأجيال الجديدة.

وجاءت هذه التحذيرات خلال الأمسية النوعية التي نظمها ”مركز البيت السعيد للتدريب الاجتماعي“ بمدينة صفوى مساء الأربعاء، تحت عنوان ”تحديات وأدوار الأسرة في عصر الذكاء الاصطناعي“.

وشهدت القاعة حضوراً لافتاً من المهتمين بالشأن التربوي والاجتماعي، في مؤشر يعكس تنامي الوعي المجتمعي بخطورة المرحلة الانتقالية التي تعيشها الأسر بين التنشئة التقليدية ومتطلبات العصر الرقمي المتسارع.

واستعرض الدكتور الخاطر خلال حديثه ملامح التغييرات الجذرية التي طرأت على بنية العلاقات الأسرية، مسلطاً الضوء بشكل خاص على الخصائص النفسية والسلوكية لـ ”جيل Z“ و”جيل ألفا“، وهما الجيلان الأكثر التصاقاً بالتقنية.

وأوضح أن التحدي الأكبر لا يكمن في منع التكنولوجيا، بل في فهم ”الكود“ الخاص بهذه الأجيال التي تنمو وتتطور في بيئة مشبعة بالذكاء الاصطناعي، مما يخلق أنماطاً سلوكية جديدة تتطلب تعاملاً يتسم بالمرونة والوعي بدلاً من الصدام.

وفي سياق متصل، طرح المحاضر خارطة طريق عملية لمواكبة هذه المتغيرات، ركزت على الانتقال من دور ”الرقيب التقليدي“ إلى دور ”الموجه الرقمي“.

وشدد على أهمية اضطلاع الأسرة بمسؤولياتها الجديدة في توجيه الأبناء نحو الاستخدام الآمن والواعي للتقنيات، وكيفية تحويل تحديات الذكاء الاصطناعي إلى فرص تعزز من الترابط الأسري بدلاً من تفتيته، وذلك من خلال استراتيجيات تربوية حديثة تهدف إلى ردم الفجوة بين الآباء والأبناء.

يُذكر أن هذه الفعالية تأتي ضمن سلسلة المبادرات التثقيفية التي يتبناها ”مركز البيت السعيد“، بهدف تحصين البناء الاجتماعي وتمكين الأسر من الأدوات المعرفية اللازمة لقيادة دفة التربية في ظل الأمواج التقنية المتلاطمة، حيث لاقت المحاور التي طُرحت تفاعلاً واسعاً عكس الحاجة الماسة لمثل هذه الطروحات العلمية التي تلامس واقع كل بيت.